«الفراعنة» أول من ابتكروا «عيد النيروز» في «التقويم القبطي»

التقويم المصري القديم
التقويم المصري القديم

«التقويم المصري» أو «التقويم القبطي» هو تقويم شمسي وضعه القدماء المصريون، لتقسيم السنة إلى 13 شهرًا، ويعتمد على دورة الشمس.

 

ويعتبر التقويم المصري، من أوائل تقاويم التي عرفتها البشرية، كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام؛ لذلك يعتمد عليه المزارع المصري في مواسم الزراعة والمحاصيل التي يقوم بزراعتها خلال العام، منذ آلاف السنين وحتى وقتنا هذا.

 

تعرّض التقويم المصري للتغيير في العام 238 قبل الميلاد، من قبل بطليموس الثالث الذي أحدث فيه عدة تغييرات لم ترق للكهنة المصريين، فأجهض المشروع، ولكن تم إعادة تطبيقه مرة أخرى في العام 25 قبل الميلاد على يد الإمبراطور أغسطس الذي غيّر تمامًا من التقويم المصري، ليتزامن مع التقويم اليولياني الجديد، وهو أساس التقويم الجريجوري الذي يسير عليه الغرب إلى اليوم.


وهكذا ظهر إلى الوجود «التقويم القبطي» الذي تعمل به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حتى اليوم، والذي يختلف عن «التقويم المصري الأصيل»، الذي يوضح تاريخه وأصوله لـ «بوابة أخبار اليوم» الباحث الأثري، علي أبو دشيش. 

 

قال علي أبو دشيش، إن هذا التاريخ له قصة مهمة في حياة الفراعنة‏، فتقويم رأس السنة، استخدمه المصريون تقويمًا فلكيًا منذ أقدم العصور، وتوصلوا إلى اختراع السنة، وهذا يدل على أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة، واستنبطوا ذلك من طول السنة النجمية، واحتفلوا بعيد رأس السنة أول توت، كبداية للسنة المصرية القديمة6256 المحتسبة وفقًا لظهور نجمة الشعري اليمانية مرة واحدة في السنة، وهو كذلك مؤشر لقدوم الفيضان.

 

الفيضان «دموع إيزيس ببكائها على زوجها أزوريس»


كان اختراع هذا النظام أو التقويم، استجابة لنظام الفيضان، وظروف الزراعة، فبداية السنة في هذا التاريخ كانت مصر حضارة زراعية بسبب الفيضان، الذي أدي إلى خصوبة تلك الأرض، وأطلق المصري القديم على هذه الأرض اسم «كيمت» أي الأرض الكاملة التي بها كل شيء كالشمس، والقمر، والأرض، والحياة، والعالم الآخر.

 

ولاحظ المصريون أن الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام، وفي هذا التوقيت كان الفلكيون المصريون "المتطلعون إلي السماء" يرون أنه دموع إيزيس ببكائها على زوجها أزوريس كما هو معروف في الديانة والأساطير المصرية القديمة، وعلى هذا الأساس قاموا بترتيب العمليات والزراعة، وتمكنوا من اختراع السنة المكونة من365 يومًا، وتقسيم السنة إلي 12 شهرًا وكذلك الشهر إلى 30 يومًا، مقسم إلى 3 أسابيع لكل أسبوع 10 أيام، وكذلك قسموا اليوم إلى ساعات.

 

واتخذ المصريون القدماء، السنة النجمية وحدة أساسية في قياس الزمن، وصناعة التقويم، وقياس هذه الفترة الزمنية ومقدارها 365 وربع يوم، بكل دقة وبذلك يكون الفراعنة هم أصحاب أول وأقدم تقويم عرفه العالم أجمع تم اكتشافه على جدران المعابد في مصر القديمة، وهو1 توت 6256 فرعوني.

 

 وكانت السنة المصرية في أول شهر توت الموافق 11 سبتمبر من كل سنة عادية، ويوافق 12 سبتمبر من السنة الكبيسة.


«الشهور القبطية قديمًا»


الشهور القبطية، حملت أسمائها من أسماء الآلهة الفرعونية، فشهر "توت" بداية السنة يعني بالهيروغليفية تهوب وسماه المتأخرون إله العلم وكانوا يحتفلون به في جميع أنحاء القطر لمدة أسبوع، ولا يزال الأقباط يحتفلون به الآن ويسمونه "عيد النيروز". 

 

أما شهر "بابه" فيعني بالهيروغليفية "بي ثب وت" وهو إله الزراعة، حيث كانت الأرض تغطى بالمحاصيل الزراعية، و"هاتور" هو اسم الزهرة إله الجمال لأن في هذا الشهر تتزين وجه الأرض بالمزروعات وينسب أيضا إلى حاتحور هاتور في القبطية إله الحب والعطاء، لأنها تعطي الأرض جمالها، و"كيهك" بالهيروغليفية يعني" كا ـ ها ـ كا" وهو إله الخير أو الثور المقدس، أما طوبه "طوبيا" أي الأعلى أو الاسمى، وكان يطلق علي إله المطر ومن اسمه اشتق اسم "طيبة". 

 

وأشار "علي" إلى أن شهر "أمشير" عيد يرتبط بالإله مخير، وهو الإله المسئول عن العواصف والزوابع، كما شهر الحر "برمهات" ويعني بالهيروغليفية "بامونت" أي الحرارة، وتنضج فيه المحاصيل الزراعية نظرًا لحرارة الجو، أما "برمودة" فيعني بالهيروغليفية "باراهاموت" وهو إله الموت أو الفناء، لأن فيه تنتهي المزروعات بعد جني الثمار، ويعني "بشنس" بالهيروغليفية "با خنسو" أي إله الظلام لاعتقادهم أنه يساعد علي إزالة الظلام، ويعني بؤونة بالهيروغليفية "با أوني" إله المعادن، لأن فيه تستوي المعادن والأحجار، ولذلك يسميه العامة بؤونة الحجر، أما شهر "أبيب" فيعني بالهيروغليفية "هوبا" أي فرح السماء لأن الفراعنة كانوا يفرحون فيه لزعمهم أن هوديس إله الشمس انتقم فيه لأبيه أوزوريس، أي النيل من عدوه ايفون اي التحاريق، ويعني مسري بالهيروغليفية "مسو رع" أي ولادة رع أو "سا رع" ابن الشمس.

 

 «الخمسة أيام المتبقية»

 

سمى المصريون الأيام الخمسة، «كوجي أتافوت النسيء» أو الشهر الصغير، وبهذا فإن المصريين استخدموا أول تقويم فلكي منذ أقدم العصور، وتوصلوا إلى اختراع السنة، وهذا يدل على أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة.