بين تجعيد الأوراق و«اللحم الأبيض».. فوبيا الطماطم المسرطنة «شائعة كل عام»

الطماطم وفيروس تجعيد الأوراق
الطماطم وفيروس تجعيد الأوراق

انتشرت في الآونة الأخيرة، صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي لمحصول الطماطم والتي تحمل ألوانًا مختلفة بين الأحمر والأبيض، لتتوالى شائعات كل عام حول احتواء محاصيل الخضروات والفاكهة على مبيدات تهدد صحة وحياة المواطنين.

اللحم الأبيض

وبدوره نفى المركز الإعلامي بمجلس الوزراء، هذه الشائعة، مؤكدًا أن الطماطم التي يكون داخلها لون أبيض ليست مسممة، ولكن هذه ظاهرة تسمى "اللحم الأبيض" للطماطم، وتحدث نهاية كل صيف، ولا تسبب أي أضرار، وناتجة عن زيادة الموجات أثناء إنتاج الطماطم.

ظاهرة فسيولوجية

ومن جانبها، نفت وزارة الزراعة، تلك الشائعات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن انتشار طماطم سامة في الأسواق المصرية، مؤكدة سلامة محصول الطماطم المتداولة بالأسواق، وأن ظاهرة القلب الأبيض الموجودة بالطماطم هي مجرد ظاهرة فسيولوجية تظهر في نهاية فصل الصيف فقط، ووجودها لا يسبب أي ضرر بالصحة العامة للمواطنين، مطالبة بضرورة عدم الاستماع لتلك الشائعات المغرضة والتي ليس لها أي أساس من الصحة.

تجعيد أوراق الطماطم

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة د. حامد عبد الدايم، إنه فور تلقي الوزارة لعدد من شكاوي المزارعين حول إصابة محصول الطماطم بفيروس "تجعيد أوراق الطماطم"، تم تشكيل لجنة على الفور من إدارة البساتين، وتوجهت إلى أماكن الشكاوى، وتبين بعد فحص بعض العينات إصابة محصول الطماطم بالفيروس الذي لا علاج له، مناشدًا مزارعي الطماطم بضرورة الإسراع في إبلاغ الوزارة حال إصابة محصول الطماطم بالفيروس للتحرك والمعاينة وإثبات الحالة.

وأضاف "عبد الدايم"، أنه يمكن للمزارعين المتضررين بسبب بذور الطماطم، الرجوع للشركة التي يتعاملون معها لتعويضهم عن الضرر البالغ الذي وقع لمحصول الطماطم. 

ليست مسممة وصالحة للاستهلاك

ومن جانبه، أوضح أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية د. محمد فهيم، في تصريحات تليفزيونية، إن ما يتردد عن وجود طماطم مسممة بالأسواق غير صحيح، لافتا إلى أن الطماطم التي يكون داخلها لون أبيض ليست مسممة وصالحة للاستهلاك، وهي ظاهرة فسيولوجية نباتية تسمى "اضطرابات اللون"، وتنشأ نتيجة زيادة الموجات الحرارية أثناء إنتاج الطماطم، وهو يظهر في العروة الصيفية ولا تظهر في أي فصول أخرى وتختفي خلال أسبوعين.

وأكد الخبير الزراعي وعضو نقابة الزراعيين المهندس محمدي البدري، أنه لا توجد على الإطلاق طماطم مسممة، مشيرًا إلى أنه للأسف يشاع دائما بين المواطنين تلك الشائعات فيخرج علينا البعض أن هناك بطيخ وفراولة مسرطنين.

شائعة تضر الاقتصاد القومي

وأوضح "البدري"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن هناك شائعات أخرى تطلق على منتجات زراعية كثيرة، فلم يسلم الخوخ أو المشمش ولا التفاح وغيرها من الفواكه والخضروات، التي تنتج داخل مصر، مشيرًا إلى أن الكل يعلم أن لمصر أعداء بالخارج والداخل ولا يريدون لمصر الخير والتقدم والازدهار، بل يريدون سقوط تلك الدولة التي حماها الله عبر السنين. 

ونصح الخبير الزراعي، المواطنين بضرورة تحري الدقة حول تلك الشائعات المغرضة والتي تهدف إلى ضرر الاقتصاد القومي والإساءة لسمعة المحاصيل الزراعية المصرية، مطالبًا بعدم تناول المعلومات إلا عبر قنوات موثوق فيها وعدم الانسياق وراء شائعات "السوشيال ميديا" دون معرفة حقيقتها.

فحص دوري واتباع الإرشادات

وناشد "البدري" وزارة الزراعة، ممثلة في المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات، بضرورة إجراء فحص دوري للخضروات والفاكهة في الحقول أثناء فترات ومراحل  نضج الثمار المختلفة، وما تثبت عينات التحاليل وجود متبقيات مبيدات بها يتم إعدام المحصول داخل الحقل وعلى نفقة المزارع.

وطالب عضو نقابة الزراعيين، جميع المزارعين باتباع الإرشادات والتوصيات الخاصة بالمبيدات الحشرية ومنظمات النمو المدونة على عبوة المبيدات، وعدم زيادة الجرعة عن النسبة المسموح بها، مع مراعاة الفترة الزمنية بين عمليات رش المبيدات وجني المحصول.

روشتة علاج

وأكد نقيب عام الفلاحين حسين عبد الرحمن، أن فيروس "تجعيد أوراق الطماطم"  من أخطر الفيروسات التي تصيب محصول الطماطم وليس له علاج ويتسبب في خسائر كبيرة لمزارعي الطماطم، مشيرا إلى أن هناك طرق لمكافحة الفيروس من خلال التعامل مع فصائل من الطماطم المهجنة، لحمايتها من الإصابة بهذا الفيروس، ومن خلال زراعة شتلات طماطم سليمة من مصدر موثوق بها مع استخدام بذور تتحمل الفيروس، والتخلص أولا بأول من الحشائش التي تظهر بجوار الطماطم، بالإضافة إلى استخدام المصائد الصفراء اللاصقة لتقليل أعداد الحشرة، على أن يتم توزيعها في المشاتل أو في الحقول.