منعتها من حضور اجتماع هام.. برلمانية ليبية تتهم الأمم المتحدة بالعنصرية ضد المرأة

اجتماع «الزاوية»
اجتماع «الزاوية»

اتهمت نائبة برلمانية بمجلس النواب الليبي، بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بقيادة الدكتور غسان سلامة، بالتمييز العنصري بين الرجال والنساء، وذلك على خلفية منعها برفقة برلمانية أخرى عن حضور اجتماع «الزاوية» الذي انطلق برعاية أممية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في العاصمة الليبية وبحث الترتيبات الأمنية بالمدينة.

 

وشهدت العاصمة طرابلس، خلال الأسبوعين الماضيين، اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة بالأسلحة الثقيلة بين عدد من الميليشيات المسلحة بينها كتائب تابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، أدت إلى وقوع أكثر من 63 قتيلا و159 جريحا و12 مفقودا، ونزوح ألفي عائلة. 

 

النائبة «ربيعة أبوراس» عضو مجلس النواب الليبي عن العاصمة طرابلس أبدت استياءها مما وصفته بـ«الحجج المختلفة» لمنعهما من حضور اجتماع الزاوية، من قبل الأمم المتحدة وعدد من المسئولين الليبيين، قائلة عبر صفحتها بـ«فسيبوك»: «إنها ذهبت برفقة النائبة فوزية أبوغالية لحضور الاجتماع المتعلق بالحرب على طرابلس في مدينة الزاوية لكي ندافع على ما تبقى من أمل، لكن منعنا من الحضور بحجج مختلفة».

 

الحجة الأولى، حسب «أبوراص»، جاءت من الأمم المتحدة، قائلة: «إن البعثة الأممية أبلغتهما أن هذا الاجتماع عسكري وليس سياسيا، رغم أن نائب ترهونة حسن جاب الله كان ضمن الحضور»، مبدية استغرابها من موقف البعثة الأممية، قائلة: «نستغرب قانون النزاهة عند الأمم المتحدة.. فهل منعنا لأننا نساء ومن طرابلس، فتعمدت الأمم المتحدة استبعادنا وتغييبنا عما يخطط للعاصمة طرابلس؟»، على حد قولها.

 

عميد بلدية الزاوية (غرب العاصمة طرابلس بحوالي 48 كم) لم يبتعد عن رواية «أبوراص»، التي قالت عنه: «هو من المفترض أن يكون مضيف للقاء ولا علاقة له بالباقي قال لنا: حتى نواب الزاوية مدعيناهمش الحرب على طرابلس وليست على الزاوية، وماذا قدمتم لنا يا مجلس النواب»، حسب تعبيريها.

 

«كل الرجال تستقوي على النساء» هكذا وصفت النائبة البرلمانية عن طرابلس منعها من حضور الاجتماع الأمني بالعاصمة، بل زادت في وصفها قائلة: «لم نقدم شيئا، لكن مدينتنا في حاجة لصوتنا ولوقفتنا، لم يكترث أحد للدموع والعبرة التي كانت تخنق وتحبس أنفاسنا، هم هكذا الرجال، كبرياء لا محل له من الإعراب، هم فقط يبحثون عن النصر والغنيمة والتشفي»، على حد قولها.

 

«الطامة الكبرى» كما وصفتها «أبوراص» كانت في عميد بلدية سوق الجمعة  (تقع شرقي مدينة طرابلس) هشام الهاشمى عمر بن يوسف الذي وصفته بعدة أوصاف نتحفظ عن ذكرها، لكنها انتقدت تعامله من الموقف.

 

النائبة ختمت بيانها قائلة: «نحن لم نأت طمعاً في شيء نحن أتينا خوفا على مدينتنا وأهلنا في طرابلس وليبيا كلها، نعم نحن نساء وأعضاء مجلس نواب غير مرغوب فيه، لكن نملك الكثير لنقدمه.. لكن هكذا تدار المفاوضات في مدينة الزاوية كعكة العيد في غياب البلديات المتضررة عن المشهد، السكاكين الحادة جاهزة للقطع من كل بيت سكين، تحت رعاية الامم المتحدة».

 

وتوصلت البعثة الأممية في ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار بين الميليشيات المسلحة المتنازعة، ليخترق الأول ويكون الثاني بين هدوء حذر واختراق، لتعلن اليوم عن اجتماع تم عقده بمدينة الزاوية (غرب العاصمة طرابلس بحوالي 48 كم) جمعت فيه كل أطراف النزاع لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في العاصمة الليبية وبحت الترتيبات الأمنية في المدينة.

 

وأعلنت البعثة الأممية في ليبيا، عبر بيان لها اليوم الأحد، أنها ناقشت في اجتماع اليوم سبل ترسيخ وقف إطلاق النار المبرم في 4 سبتمبر 2018 والاتفاق على آلية للمراقبة والتحقق والبدء في محادثات حول الترتيبات الأمنية في منطقة طرابلس الكبرى.

 

وقالت البعثة الأممية «إن الاجتماع الذي عُقد في مدينة الزاوية غرب ليبيا حضره ممثلون عن حكومة الوفاق الوطني والقادة العسكريين والأجهزة الأمنية والمجموعات المسلحة المتواجدة في العاصمة وما حولها، وتعهدوا بالاستمرار في وقف إطلاق النار وبالالتزام بوثيقة موقعة تتضمن إنشاء آلية للمراقبة والتحقق ترمي إلى ترسيخ وقف إطلاق النار».