صور| آفة كل عام.. مراكز الدروس الخصوصية واقع محظور وبيزنس «مليونيرات المدرسين»

صور| «سناتر» الدروس الخصوصية.. بيزنس «نهب» أولياء الأمور
صور| «سناتر» الدروس الخصوصية.. بيزنس «نهب» أولياء الأمور

المراكز تتحدى قرارات «وزير التعليم» وتغرق الشوارع بـ«لافتات الدعاية»

«جهبز الكيمياء»  و«زويل الفيرياء» و«دكتور اللغة العربية» الأكثر انتشارًا

100 سعر الحصة لـ«المادة العلمية».. و 50 لـ«الأدبية»

قرار حظر الدروس الخصوصية يعرض المخالفين للمساءلة القانونية.

تنسيق مع مجالس الأحياء في المحافظات لغلق كافة المراكز

«التعليم» تواجه بقناة على «يوتيوب». و«خبير»: خطة «ضعيفة»

 

مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد، تنتشر إعلانات مراكز الدروس الخصوصية على حوائط المباني والكباري، فلا تكاد تمر بشارع من شوارع القاهرة الكبرى إلا وتجد إعلانًا للمدرس «فلان»، دعاية رنانة على اللافتات، مثل «جهبز الكيمياء» أو «زويل الفيرياء» أو «دكتور اللغة العربية»، وأرقام هاتفية محمولة للحجز، ليتحول بين ليلة وضحاها إلى «مليونير صغير».

الدروس الخصوصية.. واقع محظور

رغم إعلان وزارة التربية والتعليم مرارًا عن خططها لمحاربة الدروس الخصوصية، واتخاذ مجموعة من الإجراءات من بينها تفعيل القرار الوزاري رقم "53" لسنة 2016، الخاص بحظر إعطاء الدروس الخصوصية وإلا سيتعرض المدرس للمساءلة القانونية، إلا أن تلك المراكز ما زالت تتحدى القرارات الوزارية، وضربت بقرارها عرض الحائط.

 

 

 مافيا الدروس.. الحكومة عاجزة أمام سرطانه

الوزارة أعلنت عن خطتها في العام 2017-2018، لمواجهة هذا السرطان الذي ينخر في جسد العملية التعليمية، من خلال محاربة المافيا الدروس، والنهوض بأوضاع المعلم من خلال تجدريبه وتنمية مهاراته، وكذلك إعلانها عن زيادة مرتباتهم.

 

وشملت خطة المواجهة، التنسيق مع مجالس الأحياء في المحافظات المختلفة لغلق كافة المراكز المخالفة وفق الضبطية القضائية، وتوعية أولياء الأمور بمخاطرها، فضلًا عن تخصيص قناة عبر «يوتيوب» لبث المواد الدراسية للمرحلة الثانوية من داخل الفصول المدرسية والإعلان عن القنوات التعليمية ومواعيدها.

جولة في الواقع المحظور

لقياس مدى نجاح الخطة على أرض الواقع، قبل بدء العام الدراسي الجديد، توجهت «بوابة أخبار اليوم» إلى أشهر مراكز الدروس الخصوصية في منطقة المهندسين، وهو «سنتر عرابي» للثانوية العامة، وتبين أن مبني مكون من «دور واحد»، ويقع في الشارع الرئيسي، ويقبل عليه عدد من طلاب الثانوية العامة لحجز مواعيد «درس» عند مدرسين معروفين في المنطقة.

 

تسعيرة للمدرسين.. و«الأشهر يوكل»

والتقينا فتاة تجلس على مكاتب في مدخل «السنتر» للرد على تساؤلات الطلاب، وحجز المواعيد الدروس التي يريدونها عند المدرسين، وأكدت أن حصة «الكيمياء» تصل من 50 إلى 100 جنيهًا حسب قوة المدرس، والفيزياء 80، وباقي المواد العلمية لا تزيد عن هذه الأسعار.

 

أما أسعار حصص المواد الأدبية، فذكرت الفتاة أنها أرخص من العلمية، فمثلا الفلسفة والمنطق 40 جنيهًا، وكذلك علم النفس، أما حصة اللغة العربية فتتراوح ما بين 50 إلى 80 جنيهًا، موضحة أن المركز يعمل منذ عشرات السنين، ويضم مدرسين مشهورين في المهندسين، ومازال يفتح أبوابه لاستقبال طلاب جدد.

 

 

خبير: آفة عجزت أمامها الحكومة

وتعليقًا على ذلك، قال الخبير التربوي كمال مغيث، إن الدروس الخصوصية أصبحت آفة تواجه العملية التعليمة كل عام ولم يوقفها أي قرار وزاري، مؤكدًا أن من المفترض تطوير العملية التعليمية برمتها بحيث يكون من شأنه تقديم كل ما يحتاجه الطالب، وبالتالي سيبعد هو بنفسه عن مراكز الدروس الخصوصية، متابعًا: «خطة مواجهتها ضعيفة».

 

وأضاف «مغيث» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن خطة التطوير من المفترض أن تبدأ بتطوير المناهج وتنقيتها من كل الشوائب الدخيلة على المواد، لافتا إلى ضرورة مواكبة التقدم من خلال مناهج الحاسب الآلي، مستطردًا: من الضروري تعليم الطلاب على وسائل التكنولوجيا الحديثة، وتنمية مهاراتهم الإبداعية، ورعاية الموهوبين منهم.

 

وشدد الخبير، على أن المعلم يعد أحد أركان المنظومة، فمن المهم الاهتمام به، وتدريبه على تبسيط المعلومة للطلاب، وسهولة التواصل على الطريقة الأوربية، مع تشجيعهم على أن يكونوا نماذج مضيئة، وكوادر يفخر بها المجتمع المصري.

وتابع: «من المهم أيضاً تهيئة دور العلم بالشكل الذي يستوعب كل طالبي العلم مع ضرورة زيادة راتبه، وتحسين أحواله ككل، مع تغيير أنماط التدريس من الحفظ والتلقين إلى نسق يعتمد على التفاعل مع المهارات العقلية من تحليل ونقد وإبداع، وتطوير المناهج بحيث تكون تفاعلية بالشكل الذي يجعل الطلاب شركاء في وضع مناهجهم.