أمريكا الجنوبية .. قارة تمثل ظهيرًا لفلسطين في وجه إسرائيل

نيكولاس مادورو وأيفو موراليس
نيكولاس مادورو وأيفو موراليس

ثبتت كولومبيا مسألة الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلةً، الذي أعلنه الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس في الثالث من أغسطس الماضي، قبيل انتهاء ولايته الرئاسية.

 

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الكولومبي كارلوس هولمز تروخيلو، الذي أكد أن قرار اعتراف بلاده بدولة فلسطين في عهد الرئيس السابق مانويل سانتوس، لن يتغير.

 

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أبدت استغرابها من الخطوة التي أتخذها سانتوس قبيل نهاية ولايته الرئاسية، "نحن مندهشون من التقرير الذي أوردته وسائل الإعلام وننتظر توضيحات من الإدارة الكولومبية الجديدة التي تحقق في هذا الأمر.

 

لكن القيادة السياسية الجديدة برئاسة الرئيس إيفان دوكي، صدمت تل أبيب وأكدت عزمها السير على خطى الرئيس السابق مانويل سانتوس.

 

موقف كولومبيا ليس بجديدٍ عن قارة أمريكا الجنوبية، التي تقدم دعمًا سياسيًا كبيرًا للشعب الفلسطيني، باستثناء دولة باراجواي، التي اعترفت مؤخرًا بالقدس عاصمةً لدولة إسرائيل.

 

فنزويلا أكبر الداعمين

أوجه الدعم اللاتيني للفلسطينيين يتمثل في مواقف عدة، أبرزها موقف فنزويلا، فالدولة البوليفارية كانت أولى بلدان أمريكا الجنوبية التي تعترف بفلسطين في أبريل عام 2009، في عهد الرئيس السابق هوجو تشافيز.

 

وأقدمت كراكاس في عهد تشافيز على قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، إبان حكم تشافيز في مناسبتين، أحدهما إبان النزاع العسكري بين إسرائيل ولبنان في أغسطس 2006، كما دعا تشافيز عام 2006 لمحاكمة القادة الإسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية، كما طرده مرة أخرى ردًا على أحداث غزة 2009.

 

دعم فنزويلا الواضح لفلسطين استمر في عهد سلف تشافيز، الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، الذي شكّل جبهةً في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وبالتحديد بعد أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل في السادس من ديسمبر الماضي، ودعا وقتها إلى بذل الجهود اللازمة للعودة إلى سبيل احترام القانون والاتفاقات الدولية التي تحمي الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية.

 

بوليفيا على غرار فنزويلا

ولا يختلف موقف بوليفيا كثيرًا عن موقف فنزويلا، فالرئيس البوليفي أيفو موراليس، اعترف رسميًا في أواخر عام 2010 بفلسطين كدولة حرة ومستقلة، وقد اتهم وقتها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين.

 

وقبلها كانت بوليفيا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في مطلع عام 2009 احتجاجًا على هجومٍ دامٍ قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة في هذا التوقيت.

 

وقبل أن تعترف بوليفيا باستقلال فلسطين، سبقتها كلٌ من البرازيل والأرجنتين، اللتين اعترفتا بفلسطين كدولةٍ مستقلةٍ في مطلع ديسمبر عام 2010.

 

نادي فلسطين في تشيلي

تشيلي كانت أيضًا في تلك الفترة في زمرة البلدان المعترفة بفلسطين كدولة مستقلة، وذلك في الثامن من يناير عام 2011، وقد اعترفت بفلسطين كدولةٍ على حدود الرابع من يونيو عام 1967، شأنها شأن دول أمريكا الجنوبية.

 

ولا يتمثل الدعم المعنوي من تشيلي لفلسطين في هذا فحسب، فهناك نادي تشيلي لكرة القدم يحمل اسم فلسطين، تأسس هذا النادي عام 1920، من قبل بعض المهاجرين الفلسطينيين، وهو لا يزال موجودًا إلى يومنا هذا.

 

هذا النادي يقوم باستبدال رقم 1 من على ظهور لاعبيه بخريطة فلسطين كاملةً، للتعريف بها على المستوى الدولي، ولإثبات حق الشعب الفلسطيني، ولو بصورةٍ رمزيةٍ.

 

الجدير بالذكر، أن كولومبيا التي انضمت في أغسطس الماضي ضمن قائمة الدول المعترفة بفلسطين كدولة مستقلة، كانت قد امتنعت عن التصويت على مشروعٍ عربيٍ في الأمم المتحدة ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل رفقة الأرجنتين وباراجواي.

 

في حين أيدت بلدان البرازيل الإكوادور وفنزويلا وبوليفيا وتشيلي وأوروجواي وبيرو وسورينام المشروع العربي القاضي برفض الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي.