حكايات| «ليتنا متنا فيها».. كيف نهب 2 مليون يهودي ذهب مصر؟

موضوعية
موضوعية

قبل 3500 سنة قبل الميلاد، كانت مصر ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من مختلف الجنسيات، أو ما يشبه أوروبا حاليًا، ففيها وظائف على كل شكل ولون، ولا تعد ولا تحصى.

 

أمام هذا المشهد الاقتصادي والأمني الذي فرضه الفراعنة، لم يجد اليهود – آنذاك – أفضل من أرض النيل كطلب للرزق واللجوء، حتى أنه يُقدر عدد اليهود الذين عاشوا في مصر حوالي 2 مليون، كانوا يحصلون على أجور فكم كانت تحويلاتهم إلى أسرهم بفلسطين، بحسب ما أكده حمدي يوسف الخبير الأثري في الترميم.


قصة العجل الذهبي

 

لم يكد نبي الله موسى يجمع شتات اليهود حتى فوجئ بالمسامي يجمع منهم كميات كبيرة من الذهب ليشكل لهم منه عجلا يصدر أصواتا تجعلهم يفرحون به؛ لكن من أين جاءت كميات الذهب هذه؟

 

ببساطة عندما عاد سيدنا موسى عليه السلام من الميقات "مكان الكلام مع الله"، ورأى أنهم يعبدون العجل رغم أن معه الألواح التي بها التوراة ألقاها، وأقبل عليهم وعنفهم ووبخهم ثم اعتذروا إليه وقالوا إنهم كانوا يحملون أغراض من زينة آل فرعون وألقوا لأنهم أصيبوا بالحرج، والسامري هو الذي حولها لعجل وخدعهم.

 

أما مصير العجل الذهبي فحرقه موسى ثم رماه في البحر ، وأمر بني إسرائيل فشربوا، فمن كان من عابديه، علق على شفاههم من ذلك الرماد منه ما يدل عليه، وقيل: بل اصفرت ألوانهم.

 

آنية وثياب ومواشي 

 

أما التوراة المتداولة فتتحدث عن ثروات خرج بها بنو إسرائيل من مصر في زمن موسى - عليه السلام: “وطلبوا من المصريين آنية فضّة وذهبًا وثيابًا بحسب قول موسى، فأعطوهم كل ما طلبوه، فسلبوا المصريين”. 

 

أخذوا ذهبًا وفضة وآنية ومواشي وغير ذلك فكيف أخذت هذه الأشياء؟.. وهل كانت سذاجة من المصريين؟.. أم طيبة؟ أم خداع يهودي؟

 

تتحدث التوراة عن سلب اليهود للمصريين صراحة، ومع ذلك تظل صورة مصر في كتاب “العهد القديم” قاتمة؛ فهى “بيت العبودية” والإله يستهل الوصايا العشر بقوله:

 

أنا الرب إلهك الذي أخرجك من مصر؛ من “بيت العبودية” وتكرر وصف مصر بهذه الصفة عشرات المرات. 

 

ليتنا متنا في مصر

 

وصورة مصر بشكل عام عند الإسرائيليين تحتل مكانًا ذا أبعاد رمزية فهى مكان للنفي, والقتل.. فهل حقًا كانت مصر بهذا السوء والقبح في عيون الإسرائيليين الذين خرجوا مع موسى؟

 

هنا تعود التوراة نفسها لتوضح أن بني إسرائيل عاشوا في مصر قديمًا في منطقة كانت تسمى “جاسان” لعلها الآن في محافظة الشرقية في رغده حتى أنهم حين خرجوا كانوا يسوقون أمامهم قطعانًا كبيرة من الماشية: “وخرج معهم لفيف كثير أيضًا مع غنم وبقر ومواشي وافرة جدًا”.

 

ليس هذا وحسب بل تسجل التوراة أنهم ندموا على تلبيتهم دعوة موسى وهارون لمسيرة الخروج.. "وقال لهما بنو إسرائيل: ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر إذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل حتى الشبع”.

 

أما خطابهم لموسى نفسه فكان: “أقليل أنك أخرجتنا من أرض تفيض لبنًا وعسلا لتميتنا في الصحراء”.. وهنا اعتراف بين بتكرم مصر ليعقوب -عليه السلام- وأبنائه من مجاعة اجتاحت كنعان (فلسطين) آنذاك؟ 

 

نصف مليون قطعة حُلي

 

تذكر التوراة إيضا أن النساء الإسرائيليات استعرن من المصريات أقراط وحلي ذهبية وفضية وأشياء أخرى قبيل الخروج من مصر.. فهل لو كان المصريون بهذا السوء الوارد في بعض آيات التوراة.. هل كانت النساء اليهوديات يستعرن الحلي الذهبية منهم بهذه البساطة؟!

 

وإذا كان بنو إسرائيل الخارجون مع موسى كان عددهم يقترب من المليونين بحسب إحصاء التوراة فلو افترضنا أن ربع هذا العدد من النساء - أي 500 ألف سيدة- أخذًا في الاعتبار  أن فرعون كان يقتِّل البنين، فلو استعارت كل واحدة منهن قطعة ذهبية واحدة لكان عدد القطع 500 ألف قطعة.

 

اليهود قدموا إلى مصر وعملوا  في الوظائف الدنيا كالخدمة في المنازل وتنظيف الحظائر وأعمال الحراسة وغيرها من الأعمال التي يأنف المصري للعمل بها.

 

هذا ماقالوه بانفسهم في التوراه حين قالوا (ليتنا متنا بيد الرب)