«المالديف».. من موجة السياحة إلى استحقاق رئاسي بتشكيكٍ أمريكيٍ في نزاهته

صورة مجمعة
صورة مجمعة

السفر إلى المالديف لقضاء عطلة الصيف كان مبتغى أناسٌ كثيرونٌ على وجه البسيطة، وقد زاد رواجها في مصر على وجه التحديد، بعد نشر صور للاعب المصري محمد صلاح، وهو يقضي بعضًا من إجازته الصيفية هناك.

 

صور نجم الكرة المصرية  صلاح وهو واقفٌ على أحد الشواطئ الخلابة في جزر المالديف صنعت الحدث لتلك الدولة في مصر والعالم العربي، وقد استطاعت تلك الدولة أن تستغل تلك الصور لتروج لنفسها سياحيًا، وهو ما أتى بأكله، وباتت شواطئها قبلة للسائحين في الآونة الأخيرة.

لكن الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا استيقظت من موسم السياحة، الذي جعلها مقصدًا للزائرين من أنحاء العالم، لتعيش على وقع انتخاباتٍ رئاسيةٍ، سيرسم من خلالها الناخبون هناك معالم الحياة السياسية في البلاد لخمس سنواتٍ مقبلةٍ.

انتخابات رئاسية مقبلة

أسبوعان باتا يفصلانا عن موعد انتخابات الرئاسة في جزر المالديف، المقرر لها يوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الجاري، ومن خلالها سيسعى الرئيس المنتهية ولايته عبد الله يمين للاحتفاظ بمنصبه لولايةٍ ثانيةٍ.

وتُجرى هذه الانتخابات في ظل فرض حالة الطوارئ في البلاد، في وقتٍ سابقٍ هذا العام، والتي صدّق البرلمان على تطبيقها في فبراير الماضي.

وعلى ضوء فرض حالة الطوارئ، اعتقلت السلطات في المالديف الرئيس الأسبق مأمون عبد القيوم، وهو الأخ غير الشقيق للرئيس الحالي عبد الله يمين، كما اعتقلت رئيس المحكمة العليا عبد الله سعيد، إضافةً إلأى عددٍ من رموز المعارضة في البلاد، والذين لم يسلموا من حملة الاعتقالات، ولا يزالون رهن الاحتجاز على الرغم من تبرئتهم من قبل المحكمة العليا في البلاد.

 تلك الإجراءات الحكومية في ماليه نددت بها الأمم المتحدة، واعتبرتها حينها الولايات المتحدة بمثابة نكسة للديمقراطية وتراجعٍ لمستواها في جزر المالديف.

تهديدات أمريكية للمالديف

واشنطن كررت اتهاماتها لماليه هذه الأيام، وقبيل انعقاد الانتخابات الرئاسية، وطعنت في نزاهة تلك الانتخابات من قبل إجرائها، معتبرًا أن البلاد تعيش حالة من التراجع في مستوى الديمقراطية.

جاء ذلك في بيانٍ للخارجية الأمريكية على لسان الناطقة باسمها هيدز ناورت، قالت خلالها، "ننضم إلى المجتمع الدولي في المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين المتهمين زورًا والتنفيذ الكامل لحكم المحكمة العليا في المالديف الذي أسقط إدانات أعضاء المعارضة وإنهاء تدخل السلطة التنفيذية في شؤون البرلمان والقضاء".

وذلك بعد أن ذكرت ناورت أن بلادها قلقة بشأن الوضع في جزر المالديف، وقد هددت باتخاذ واشنطن إجراءات ضد المالديف إذا لم تتسم الانتخابات المقبلة هناك بالحرية والنزاهة.

رسالة الولايات المتحدة التي عبرت المحيط الهادي ووصلت إلى المحيط الهندي، كانت لها وقعٌ على الحكومة المالديفية، التي ردت ببيانٍ يوم الجمعة اتهمت خلاله الولايات المتحدة بتهديدها، ورأت في مطالبات الولايات المتحدة عملًا من أعمال الترهيب، وفرضًا لنفوذ ليس في محله على العملية الديمقراطية في دولة ذات سيادة قبل إجراء اقتراع مهم، حسب بيانٍ صادرٍ عن وزارة الخارجية المالديفية.

وفندت الخارجية المالديفية الرواية الأمريكية حول وجود مساجين سياسيين في المالديف، فقالت إنه يجب أن يكون معلومًا أن المالديف ليس بها سجناء سياسيون، وكل من أدينوا مروا بالإجراءات القانونية المناسبة، وذلك حسب بيانها الصادر عنها.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة هددت المالديف في فبراير الماضي بقطع المعونات عنها، الأمر الذي قابلته الحكومة المالديفية بإبداء الاستعداد للتخلص من المساعدات الأمريكية في البلاد، وهو ما يعكس التوتر القائم في العلاقات بين واشنطن وماليه.