«الميني باص» عشـوائية وفـوضى تتحــدى القـانون

المينى باص
المينى باص

«الميني باص»  نموذج صارخ لأشكال الفوضى والعشوائية في الشارع، يخالف قواعد المرور دون وجود رقابة، سواء من وزارة النقل أو المحليات.

 

مواقف عشوائية وسباقات بين السائقين فى وسط الطريق دون خوف أو رعب من العقاب ، ضاربين بقواعد وقوانين المرور عرض الحائط، السائقون يصولون ويجولون فى الشوارع والميادين كأنها ملكهم بمفردهم، أعدادها ضاقت بها الشوارع ولم تعد تحتمل المزيد، تحول السير بها إلى أبشع درجات العشوائية.. لم ينجح الإشراف الحكومي في الزامها بالانضباط. 

 

سيارات تقف فى منتصف الطريق لتحميل الركاب، وتقف فى مطالع الكبارى ومنازلها، تحدد لنفسها مسارات حسب ما يرى السائق سيطر السائقون على الطرق واتخذوها مواقف لهم، كما وضعوا أيديهم على المناطق المجاورة لمحطات المترو وأمامها، وحولوها أيضا لمواقف عشوائية، يتعاملون مع الركاب باستخفاف شديد، ويضاعفون الأجرة ويقسمون المسافات، تحولوا إلى أمبراطورية من البلطجة والإجرام.

 

الساعة الثانية ظهرا في منطقة تقاطع شارع السودان وشارع جامعة الدول، استغلت سيارات المينى باص هذا المكان، واتخذته موقفا عشوائيا لهم وسط الطريق، وعلى بعد خطوات من هذا المكان بجوار موقف أتوبيسات بولاق الدكرور تشاهد ابشع أشكال فوضى وعشوائية سيارات الميني باص التى تسبب وقوفها وسط طريق السودان لتحميل الركابإالى تكدس مروري بشع، فى هذه المنطقة، فالمسافة لا تزيد على مائة متر ممكن ان تقطعها السيارة فى دقيقة واحدة، ولكن انعدام الرقابة فى هذه المنطقة والتكدس المرورى الشديد تزيد مدة عبورالسيارات الى ربع ساعة كاملة. 

 

وفى شارع السودان عند منطقة أرض اللواء، تقف السيارات بعرض الشارع، ويتنازع السائقون لخطف الركاب وتتصاعد الشتائم والمشاورات بين التباع الذى يجمع الأجرة وبين الركاب بسبب تحميل أكثر من العدد المقرر للسيارة، ويتخذ السائقون جانبا كبيرا من الطريق لتحميل وإنزال الركاب وفى المناطق الشعبية يكون السير عكس الاتجاه أمرا طبيعيا والوقوف فى أى مكان دون مراعاة من خلفه ومن بجواره وتزداد الأمور تعقيدا وارتباكا عند التقاطعات والدورانات فيحدث تشابك فى الاتجاهات وعشوائية فى السير وقد يتعطل المرور تماما وتحدث فوضى نتيجة غياب رجال المرور، لتستمر الفوضى والعشوائية فى شارع السودان مرورا بجامعة القاهرة ثم شارع فيصل بالكامل.

 

ويقول احمد فوزى "مهندس"، إنه اعتاد على ركوب المينى باص يوميا لأن تكلفته قليلة، ويرحمه من ركوب أكثر من مواصلة ولكنه يعانى طول الرحلة من قيام بعض السائقين بالتسابق بسرعة جنونية، وأثناء اعتراض الركاب على تصرفات السائق، ينهال عليهم بالسباب بالفاظ غير لائقة ، كما أن الميني باص فى أوقات كثيرة يقوم بتعطيل الطريق بالوقوف المتكرر وسط الشارع.

 

ويضيف حسام عبدالله "موظف"، أن السبب الرئيسى فى الفوضى الموجودة فى الشوارع هو الميكروباص والمينى باص فهذه المركبات تسبب ارتباكا مروريا كبيرا نتيجة وقوفها المتكرر والعشوائى ونتيجة غياب ثقافة احترام قواعد المرور لدى السائقين الذين عادة ما يكونوا صبية وشباب صغارا، والمواطنون يعانون أشد المعاناة فى التعامل مع هؤلاء، موضحا أنه من سكان فيصل ويعانى أشد المعاناة فى الذهاب إلى التحرير، حيث أن أغلب السائقين يقسمون المسافات ويذهبون إلى منطقة الدقى فقط وبنفس أجرة التحرير.