من «ووترجيت» إلى «اغتيال الأسد» قصة «بوب وودورد» مع نيكسون وترامب

صورة مجمعة
صورة مجمعة

روبرت وودورد المحقق الصحفي الشهير ببوب وودورد، الذاع صيته بدءًا من عام 1971، ليصبح منذ ذلك التاريخ واحدًا من أشهر الصحفيين في الولايات المتحدة، بعد أن فجر فضيحة «ووترجيت» آنذاك التي هزت عرش البيت الأبيض، وأسقطت حكم الرئيس السادس والثلاثين ريتشارد نيكسون.

الصحفي الشهير البالغ من العمر 75 عامًا، بعد أن طعن في مرحلة الهِرم من عمره بات واحدًا من أشهر الكتاب السياسيين في الولايات المتحدة، والذين يتناولون في كتبهم كواليس ما يدور في دهاليز البيت الأبيض الخفية، فبات المحقق الصحفي محققًا يتربص برؤساء الولايات المتحدة تباعًا.

بدايةً من كتاب «القادة ..أسرار ما قبل وما بعد حرب الخليج»، الذي روى خلاله دور القيادة الأمريكية فيما دار في حرب الخليج في مطلع تسعينيات القرن الماضي، ثم كتاب «حروب بوش»، الذي تناول خلاله أسرار الحروب التي دخلتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، فكتاب «الحروب السرية للـCIA بين 1981-1987»، والذي أتبعه بكتاب «حروب أوباما»، وهو الآن يخرج لنا كتابًا جديدًا بعنوان «الخوف» يكشف من خلاله أسرار التوتر الحادث داخل البيت الأبيض بعد أكثر من عامٍ ونصفٍ على حكم الرئيس الحالي دونالد ترامب.

بوب وودورد يصور ترامب في كتابه الجديد على أنه سريع الدخول في نوبات غضب، وأنه يتفوه خلالها بعبارات بذيئة ومندفع في اتخاذ القرارات، حسب قوله، ويرى وودورد أن ما يحدث أشبه بالفوضى، وأنها تصل إلى حد «الانقلاب الإداري» و«الانهيار العصبي» في الفرع التنفيذي للمؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة.

محاولة اغتيال الأسد
ومثلما كان وودورد مسمارًا غليظًا في نعش نيكسون قبل ما يناهز 44 عامًا، بعدما كان مفجرًا لفضيحة «وترجيت» إبان عمله صحفيًا بصحيفة «الواشنطن بوست»، أخرج وودورد مفاجأة جديدةً من العيار الثقيل في وجه الرئيس الأمريكي ترامب.

الكاتب الصحفي الأمريكي كشف أن ترامب كان يريد اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي لكن وزير دفاعه جيم ماتيس تجاهل الطلب.

وطبقًا لرواية «وودورد»، فإن رغبة ترامب الجامحة لذلك أتت بعد مزاعم استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد لغاز السارين، المحظور والمصنف ضمن الأسلحة الكيميائية، في قرية خان شيخون في أبريل من العام الماضي، وهادن ماتيس ترامب حينها وأبلغه بأنه «سيفعل ذلك على الفور»، لكنه أعد بدلًا من ذلك خطة لتوجيه ضربة جوية محدودة لم تهدد الأسد شخصيًا.

ويقول وودورد إن ماتيس أبلغ معاونيه بعد واقعة أخرى منفصلة بأن ترامب يتصرف مثل تلميذ في الصف الخامس أو السادس، حسبما ذكر الكاتب الأمريكي في كتابه.
ما ورد في كتاب وودورد، خاصةً فيما يتعلق بمؤامرة اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، رفضت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» التعليق على الأمر، كما امتنع البيت الأبيض عن الرد أيضًا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية «رويترز».

قبل نحو أربعة عقودٍ ونصف ساهمت كتابات وودورد في إسقاط حكم نيكسون، وإجباره على التنحي رغم أنه كان لا يزال في بداية ولايته الثانية في حكم الولايات المتحدة، فإلى أي مدى ستؤثر كلماته تلك في كتاب الخوف على الرئيس الأمريكي الحالي ترامب، والذي تطوقه عديد من الاتهامات في الولايات المتحدة، وتطال على وجه التحديد رجاله بشأن التواطؤ مع روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ الرد على الجواب قد تحتويه الأيام والأشهر المقبلة.