الصين حاضرة بقوة في القارة السمراء .. وهواجس أمريكية من سحبها البساط منها

صورة مجمعة
صورة مجمعة

اصطف الزعماء الأفارقة، وفي مقدمتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للتصفيق وتحية الرئيس الصيني شي جين بينج خلال أعمال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي بالعاصمة الصينية بكين.

وأعلن «شي» في كلمة ألقاها، أن بكين ستقدم دعما ماليًا لأفريقيا بقيمة 60 مليار دولار، مشيرًا إلى أن الدعم سيكون على شكل مساعدات حكومية واستثمارات وتمويل.

موقف تصفيق الزعماء الأفارقة الحاضرين للقمة يعكس مدى الحضور القوي لبكين في القارة السمراء، خاصة أنها تساهم بشكلٍ كبيرٍ في عددٍ من المشروعات التنموية في عددٍ من دول القارة السمراء.

حضور أفريقي كبير في الصين

وانطلقت أعمال قمة منتدى التعاون الصيني ــ الأفريقي اليوم في بكين بحضور 51 زعيمًا أفريقيًا، من أصل 54 دولة، هي إجمالي عدد الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي، وهو ما يؤشر على الحضور القوي للصين في القارة، وأنها أصبحت في قلب قارة أفريقيا، وتستضيف غالبية زعمائها على أراضيها.

ومن جانبه أكد الرئيس الصيني دعم بلاده للدول الأفريقية من خلال مشروع طريق الحرير الصيني «حزام واحد – طريق واحد»، الذي سيعود بالنفع المتبادل على الجانبين، كما أضاف أن الصين تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التعاون الشامل مع الدول الأفريقية لبناء طريق للتنمية عالية الجودة تتناسب مع ظروف المجتمع.

مخاوف أمريكية

تبحر الصين في بلدان أفريقيا يشكل هاجسًا كبيرًا للولايات المتحدة، وهو ما أذعن عنه وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، في مارس الماضي أثناء توليه الوزارة وقبيل رحيله عن منصبه، متحججًا بأن الأمر ينال من استقلالية الدول الأفريقية، ويجعلها تابعة للصين، حسب رأيه.

وقد زعم تيلرسون حينها أن الصين خلال هذه الفترة، قدمت ديونا ملغمة، وقامت بممارسة فساد، ودخلت في اتصالات خطيرة، مع إقراره في الوقت ذاته بأن الاستثمارات الصينية مهمة لتنمية أفريقيا.

وساهمت الصين في عدة مشروعات تنموية ببلدان أفريقية، كما أنها قامت بإنشاء عديد الملاعب الكروية في أفريقيا، في البلدان الفقيرة، أبرزها استاد دار السلام في العاصمة التنزانية، والاستاد الوطني ببرازفيل في جمهورية الكونغو برازفيل، إضافة إلى ملعب ندولا في زامبيا، وكثير من الملاعب في الدول الفقيرة بالقارة السمراء.

خطوات الصين تلك جعلت مصدر ثقة وحب لشعوب القارة الأفريقية، وهو ما يسبب مخاوف للولايات المتحدة، التي ترى في نفسها قطبًا أوحدًا في هذا العالم، وتجدر الإشارة إلى أن أعمال منتدى التعاون الصيني ــ الأفريقي الذي بدأت أعماله اليوم سيستمر حتى غدٍ الثلاثاء 4 سبتمبر.