اتفاقية نافتا .. عراقيل المفاوضات من أمامها و«ترامب» من خلفها

دونالد ترامب
دونالد ترامب

"أمريكا أولًا"، شعارٌ تبناه دونالد ترامب إبان حملته الانتخابية ليصبح الرئيس الخامس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة، تسبب وقتها في تسرب الشكوك لدى حلفاء أمريكا من مصير علاقاتهم مع واشنطن بعد وصول ترامب للحكم.

هذا الشعار حولّه ترامب من مجرد شعارٍ إلى واقعٍ يُنفذ على أرض الواقع، فالرئيس الأمريكي لا يبالي بمواقفه حلفائه الأوروبيين أو من دول الجوار تجاه قراراته، وأبرز مثالٍ على ذلك فرضه رسومًا جمركية على واردات الألومنيوم والصلب، في خطوةٍ أغضبت حلفائه الأوروبيين وفي كندا أيضًا، وبدرجة أقل في المكسيك.

ترامب قال اليوم الجمعة بعد تعثر المفاوضات مع الجانب الكندي حول اتفاقٍ تجاريٍ في أمريكا الشمالية إن كندا استفادت على مدى سنوات كثيرة من الولايات المتحدة في التجارة.

موقف ترامب من فرض الرسوم الجمركية، ومن قبل ذلك الانسحاب من اتفاقية مكافحة تغير المناخ (اتفاق تم توقيعه في باريس عام 2015 إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وانسحب منه ترامب في يونيو 2017) أثقل كاهل محادثات اتفاق نافتا التجاري بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ورغم الإعلانات الاستباقية التي خرج بها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو حول التوصل لاتفاقٍ حول "نافتا" بحلول الجمعة، إلا أن الجمعة مضت دون حدوث اتفاقٍ بين الجانبين الكندي والأمريكي، لتنتهي المحادثات من دون التوصل لاتفاقٍ.

سبب الخلاف

وعلى الرغم من ذلك، أعربت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند عن ثقتها بأن كندا ستتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة في إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" إذا توفرت "النوايا الحسنة والمرونة لدى جميع الأطراف".

واستعرضت فريلاند عراقيل التوصل لاتفاق تجاري ثلاثي مع الولايات المتحدة والمكسيك، والتي من بينها عدم إدراج الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم في مفاوضات نافتا، مؤكدةً أن بلادها تعارض بشدة الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألومنيوم والتي تعتبرها غير مبررة وغير قانونية.

وأقرت وزيرة الخارجية الكندية بعدم التواصل إلى اتفاقٍ مرضٍ من واشنطن إلى الآن، بيد أنها أشارت إلى أن المباحثات بين الجانبين ستُستأنف في وقتٍ لاحقٍ.

موقف المكسيك

الطرف الثالث في الاتفاقية المكسيك، قالت إنها ستواصل التفاوض بشأن مباحثات نافتا ثلاثية الأطراف، وإنها ستواصل حث كندا على أن تكون طرفًا في الاتفاقية.

ومن جهتها، ذكرت وزارة الاقتصاد المكسيكية يوم الجمعة إنها أخطرت الكونجرس الأمريكي بنيتها توقيع اتفاقية للتجارة مع المكسيك يمثل تقدمًا في إضفاء الصبغة الرسمية على اتفاقات تم التوصل إليها في محادثات لإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا).

وأضافت الوزارة قائلة في بيانٍ أن الإخطار الذي أرسلته الولايات المتحدة يمثل خطوة للأمام في إضفاء الصبغة الرسمية على التفاهمات التي تم التوصل إليها بين المكسيك والولايات المتحدة فيما يتعلق باتفاقية نافتا.

وتمضي المباحثات الثلاثية بين بلدان الجوار في طريقٍ غير ممهدٍ، في ظل إصرار ترامب على تغليب مصالح الولايات المتحدة فوق أي مصالح أخرى، وهو ما تجلى في تصريحه الذي أعقب المباحثات، الذي ذكرناه سلفًا، في انتظار ما قد يطرأ من تغييرٍ في المواقف، لتوقع البلدان الثلاثة، التي فازت معًا في يونيو الماضي بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2026، اتفاقية نافتا المتعثرة إلى الآن.