«الأونروا» في صدارة مشهد العقاب الأمريكي للفلسطينيين

دونالد ترامب
دونالد ترامب

أوقفت الولايات المتحدة يوم الجمعة 31 أغسطس تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط "الأونروا"، في خطوةٍ جديدةٍ من الإدارة الأمريكية تحمل عداءً واضحًا للشعب الفلسطيني.

نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتبر أن القرار بمثابة اعتداءٍ سافرٍ على الشعب الفلسطيني، قائلًا أيضًا في تصريحاتٍ خص بها وكالة "رويترز"، "هذا النوع من القرارات هو تحدٍ لقرارات الأمم المتحدة، هذا النوع من العقوبات لن يغير من الحقيقة شيء، لم يعد للإدارة الأمريكية أي دور في المنطقة، وهي ليست جزءًا من الحل".

وقد استنكرت وكالة "الأونروا" نفسها الخطوة الأمريكية، بعدما أعرب كريس جانيس المتحدث باسمها عن دهشته وأسفه من الأمر، في سلسلة تغريدات على "تويتر" قال خلالها، "نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها ‘معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه‘".

وخطت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوات معادية لفلسطين، بدأتها يوم السادس من ديسمبر العام الماضي، حينما اعترفت بالقدس عاصمةً لإسرائيل، لتنحت أولى خطواتها في محاباة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني.

وبقطع مساعداتها للأونروا التي كانت قد خفضتها إدارة ترامب من قبل، أكملت واشنطن سلسلة إجراءاتها الأشبه بالعقابية تجاه الشعب الفلسطيني، منذ أن اعترفت بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وسخطت الإدارة الأمريكية على القيادة الفلسطينية، بعدما أخرجت الأخيرة واشنطن من حسابات لعب دور الوسيط لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فكانت الأونروا في مرمى نيران الغضب الأمريكي.

ودفعت الإدارة الأمريكية 60 مليون دولار للوكالة في يناير الماضي، لكنها حجبت 65 مليونًا أخرى بانتظار مراجعة للتمويل، وذلك بعدما كان الإدارة الأمريكية تدفع في السابق مبلغ 350 مليون دولار سنويًا.

شكوك هايلي

ويوم الثلاثاء الماضي، شككت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، من أعداد اللاجئين الذين تأويهم "الأونروا"، زاعمةً وجود مبالغة في العدد الذي تتحدث عنه الوكالة الأممية.

وتقول الأونروا إنه يوجد نحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، معظمهم أحفاد أشخاص فروا من فلسطين في حرب 1948، وإنها تقدم مساعدات لهذا العدد من اللاجئين.

في حين تتهم هايلي الوكالة بالمبالغة في عدد اللاجئين، مطالبةً إياها بإجراء بحثٍ دقيقٍ حول أعداد اللاجئين، وقد قالت الثلاثاء، "سنكون أحد المانحين إذا قامت أونروا بإصلاح ما تفعله.. إذا غيرت بشكلٍ فعليٍ عدد اللاجئين إلى عدد دقيق سنعيد النظر في شراكتنا لهم".

تبرير أمريكي

وفي معرض دفاعها عن الخطوة التي أقدمت عليها بلادها الجمعة، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيانٍ إن واشنطن راجعت الإدارة المسألة بحرصٍ، والتي خلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا، مضيفةً أن توسع مجتمع المستفيدين أضعافًا مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمرًا قابلًا للاستمرار، حسب رأيها.

ويأتي الموقف الأمريكي متزامنًا مع موقفٍ مغايرٍ من ألمانيا، فقد قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في وقت سابق اليوم إن برلين ستزيد مساهمتها للأونروا لأن أزمة التمويل تؤجج حالة عدم اليقين، حسب تعبيره.

 "خسارة هذه المنظمة قد تفجر سلسلة من ردود الأفعال التي يصعب احتواؤها"، كانت هذه من بين ما قاله ماس اليوم، لتلخص الأزمة في جملة واحدة، لم يبلغ مداها البيت الأبيض.