«الأزهري» يطالب السعودية بإدراج «عين زبيدة» في قائمة «اليونيسكو»

د. أسامة الأزهري
د. أسامة الأزهري

تحدث د. أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية في حلقة اليوم من برنامج «رؤى» على فضائية «دي ام سي» عن السلطانة «زبيدة بنت جعفر..أسطورة المعمار».

 

وقال «الأزهري»، إن السلطانة زبيدة، تجربة حياة نادرة كان لها في سجل المجد نصيب، فقدمت للحرمين الشريفين خدمة عجيبة، إذ نجحت في إنشاء مشروع معماري هندسي شديد الضخامة عبارة عن قنوات وسدود وقناطر مشيدة تمتد بمسافة هائلة تتجمع فيها المياه.

 

وأوضح مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أن عين زبيدة مشروع لتوصيل المياه إلى مكة يمتد بطول 36 كيلو مترًا، مع الحفر بين المرتفعات والمنخفضات، وتشييد القنوات، فحشد لهذا المشروع عشرات الآف من العمال والمهندسين، وأعطت السلطانة زبيدة بنت جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور إشارة البدء لهذا المشروع .

 

ونوه «الأزهري» بأن السلطانة زبيدة ولدت عام 149 من الهجرة، وتزوجت 165 هجريًا من هارون الرشيد بن عمها، وبعد سنوات معدودات تقلد هارون الرشيد الخلافة.

 

وأشار د. أسامة الأزهري، إلى أن السلطانة زبيدة وجهت أموالها وطاقتها لرعاية العلماء، والفقهاء، والشعراء، والحكماء، وأنفقت عليهم إنفاق زائدًا، وأسبغت الأموال عليهم.

 

وفي عام 176 من الهجرة، خرجت إلى الحج ولفت انتباهها أن وجدت معاناة من الحجاج لجلب الماء إلى أماكن المناسك، واندهشت في معاناة الناس في جلب الماء حيث يخرجون إلى أقرب أماكن تجمعات السيول والآبار والعيون ، فلاحظت أثناء الحج شدة الأمر في قضية المياه.

 

وأكمل: «كان خاطرها وطموحها أن تجمع العمال، والصناع، والمهندسين، وأن تخطط لإنشاء قنوات مياه تتفرع إلى الجبال، والعيون الطبيعية، ومناطق تجمعات السيول، وتجري شبكة قنوات هندسية تتجمع فيها كل المنابع، وتلتقي في مجرى واحد على امتداد يقارب 40 كيلو مترًا حتى تصل إلى مشعل عرفات، ومنه تحمل المياه إلى مكة المكرمة».

 

وتابع: «بدأت السلطانة زبيدة تطرح فكرتها على من حولها من أهل الخبرة الذين قالوا إن تكاليف الإنفاق عليها لا تطاق ومحال، فقالت لهم: اعملوا ولو أن تكون ضربة الفأس بدينار، فانطلق آلاف من العمال بإشارة السلطانة يقطعون الجبال، ويحفرون في الصخر، ويشيدون القناطر، وكان عملا جبارا بكل المقاييس حتى أخبر العلماء أن مقدار ما أنفقته على تشييد هذا المشروع بلغ 6 أطنان من الذهب، ودام العمل على مدار 6 سنوات».

 

وأشار د. أسامة الأزهري إلى أن «عين زبيدة»، ظل العمود الفقري لنظام الري في مكة على مدار 1200 سنة، وأثرًا خالدًا استقى منه عشرات الملايين، مضيفا أن تاريخ المرأة العربية مشرف ويستحق أن يجمع ويعرض من جديد، حتى تنهض بنات هذا الوطن.

 

وطالب «الأزهري» الأشقاء في المملكة العربية السعودية، أن يتقدموا بطلب إلى «اليونسكو» بمقترح لضم مشروع «عين زبيدة» إلى الترشيح المبدئي في قائمة اليونسكو، لإدراجه في قائمة أعمال التراث الإنساني.

 

وطالب مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية أيضا بإخراج كتاب بعدة لغات حول هذا الأثر المعماري، وتدريس نظريته الهندسية في كليات الهندسة، وإنشاء أفلام وثائقية تعرض هذا المشروع، وكيف تم تنفيذه عبر حلقات من التاريخ، وتبين دور العمال والمهندسين في رسم تصوري تخيلي، حتى تدرك الأجيال بروز فكرة العمران، والإنسانية عبر قروننا الماضية.