في إطار أول زيارة لزعيم مصري..

مصر وأوزبكستان.. تعاون سياسي وخلفية تاريخية

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بجولة خارجية تشمل البحرين والصين وأوزبكستان، في زيارات تعد بمثابة مرحلة جديدة لبناء الجسور بين مصر وتلك الدول في كافة المجالات السياسية والاقتصادية.

وتعد زيارة الرئيس لأوزبكستان هي أول زيارة لرئيس مصري لتلك الدولة حيث سيختتم جولته بزيارة للعاصمة الأوزبكية «طشقند»، ومن المقرر أن يلتقى الرئيس الأوزبكى شوكت مرضيائيف، وعددًا من الوزراء وكبار المسئولين هناك، ليعقد الجانبان جلسة مباحثات، لبحث سبل دفع العلاقات بين البلدين.

ويشهد الزعيمان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات.

سنوات من العلاقات السياسية والتعاون المشترك

تعد العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأوزبكستان طويلة الأمد، ففي أعقاب استقلال أوزبكستان عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، فكان افتتاح أول سفارة عربية لمصر في طشقند حدثاً هاماً في تاريخ العلاقات المشتركة ، حيث كانت أول سفارة عربية بها، وكان الحدث الهام الثاني من السنوات الأولى لإستقلال أوزبكستان هو افتتاح سفارة أوزبكستان بالقاهرة ، وكان من ثمار العمل الدبلوماسي المشترك التحضير لتبادل الزيارات بين المسئولين في الجانبين ، للتوقيع على اتفاقيات هامة لكلا الجانبين كاتفاقيات منع الازدواج الضريبي والتعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والمالية والصحية والزراعية والثقافية والشباب والنقل.

اعترفت مصر باستقلال أوزبكستان في 26 ديسمبر 1991 ، وفي ديسمبر 1992 زار الرئيس الراحل إسلام كريموف القاهرة على رأس وفد حكومي كبير تم خلالها التوقيع على اتفاقية أسس العلاقات والتعاون بين مصر وأوزبكستان، وعدد من الاتفاقيات في قطاعات التعاون الاقتصادي والعلمي والفني والنقل الجوي وتشجيع وحماية الاستثمارات.

وأملا في التغلب على مشكلة نقص العملات الأجنبية تم الاتفاق على صيغة الصفقات المتكافئة، كصيغة للتبادل التجاري بين البلدين. وقد مثلت تلك الاتفاقيات الأساس الذي استندت إليه العلاقات الثنائية فيما بعد، وقام وفد برئاسة نائب رئيس الوزراء في ذلك الوقت الدكتور كمال الجنزوري بزيارة طشقند يوم 23 يناير 1992، تم خلالها التوقيع على بيان مشترك لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

الخلفية التاريخية

كان للأوزباكستانيين مساهمات عديدة في الحياة الحضارية بمصر قديما، فمقياس النيل بجزيرة الروضة بالقاهرة أنشأه العالم أحمد الفرغاني، وما زال هذا المقياس قائماً إلى اليوم  وكذلك جامع ابن طولون أكبر جوامع مصر من حيث المساحة إلى اليوم ، الذي أنشأه أحمد بن طولون ، وانتهى من بنائه سنة 878، وجعله معهداً لتدريس علوم الدين والقرآن وعلوم اللغة ، كما أنشأ أيضًا مستشفى ألحق به صيدلية وحمامين، ورتب له الأطباء والصيادلة والخدم للعناية بالمرضى.

من جهة أخرى، أنشأ سيف الدين أوزبك اليوسفي، حديقة الأزبكية نسبة إليه، فصارت مقصد سكان القاهرة حتى الآن كما نشأ حولها حي شهير هو حي الأزبكية، أحد أحياء القاهرة.