فى غياب الأحياء واستمرار المخالفات

صور| القاهرة.. مولد وصاحبه غايب !

الفوضى عناون شوارع القاهرة - تصوير: طارق إبراهيم
الفوضى عناون شوارع القاهرة - تصوير: طارق إبراهيم

- أصحاب المولات المخالفة «على راسهم ريشة».. والباعة يرفعون شعار «إحنا الحكومة»
- شوارع العتبة والموسكى عنوان للفوضى.. واسطبلات «الحمير» وعربات الكارو تحتل «السبتية»
- محافظة القاهرة: حملات يومية وإغلاق المحال المخالفة فوراً

وعادت ريما لعادتها القديمة فقد ضربت الفوضى والعشوائية شوارع القاهرة الحيوية واحتل الباعة الجائلون مرة أخرى الشوارع والميادين بأحياء الموسكى والعتبة والفجالة والتوفيقية بل زاد على هذا الأمر انتشار العربات الكارو بطول الشوارع ولم تقتصر مشاهد الفوضى على ذلك بل انتشرت المولات المخالفة داخل هذه الأحياء واكتظت بالبضائع دون مراعاة لإجراءات الحماية المدنية.. «الأخبار» رصدت بالصور مظاهر الفوضى التى ضربت العاصمة فى غيبة الأحياء.


أصحاب النفوذ وأصحاب المصالح داخل أسواق الموسكى والفجالة والعتبة يلعبون مع الدولة توحشوا وفرضوا سطوتهم على الأسواق واحتلوا الشوارع والأرصفة وقسموها حتى الأماكن الأثرية لم يتركوها فقسموها إلى باكيات، كل هذا تحت سمع وبصر المسئولين داخل محافظة القاهرة الذين رفعوا شعار «ودن من طين والأخرى من عجين»!

هنا فى الفجالة لا صوت يعلو فوق صوت الفوضى.. لا مجال للأحاديث أو الحلقات النقاشية فكل البائعين منهمكون فى اختيار أفضل مكان لعرض بضائعهم غالبا الأرض واحتلال الشوارع والأرصفة فهم يعرفون أفضل السبل وأقصر الطرق للسيطرة عليها ومنع المواطنين من السير أو غالبا إعاقة حركتهم حتى يجبروهم فى النهاية على السير من أماكن أخرى غير شوارع الفجالة التاريخية.. عندما تطأ قدماك فى مدخل ذلك الشارع العتيق يأخذك حنين إلى الماضى الطويل والعريق عندما كانت وسيلة المواصلات الوحيدة به هى العربة الحنطور التى تسير بين أضواء اتحدت وتلألأت لتخرج الخبأ الجميل بالفجالة وسرعان ما تفيق من حلم جميل عندما تتعثر قدماك بأصوات الأكياس التى تحمل بين طياتها بضائع الباعة التى أخفت الشوارع تحتها وسرعان أيضا ما تقع مشاجرة حادة بين البائع والمواطنين لأنهم يحاولون العبور من المنطقة التى يفترش بها بضائعه.
فوضى بكل شكل ولون أصبحت عصية حتى على المسئولين المنوط بهم ردع هؤلاء الخارجين على القانون وخير مثال لهذه الفوضى هو إغلاق احد الشوارع بالفجالة بالأدوات المدرسية دون رخصة أو سند قانونى تحت مرأى ومسمع من الجميع كتب وأقلام وكراريس وغيرها من أدوات كثيرة أغلقت الفجالة عليها «بالضبة والمفتاح» حتى لا تسمح لأحد بأن يعبر شوارعها سوى من يريد أن يشترى بضائع من الباعة.. صرخات حبيسة ودفينة يطلقها كل من يقوده حظه السيئ للمرور من شوارع الفجالة وإذا قدر له وخرج منها يجد أنه مر من الوقت ما مر دون أى استفادة.


جمهورية العتبة

 


أما على أبواب جمهورية العتبة وإن كان هناك تقارب فى الفوضى مع الموسكى ولكن هناك اختلافا فى أشكال البضائع وكأنها سمة تميز كل منطقة فهنا فى العتبة التى تميزت منذ زمن قديم بأنها الحى التجارى المنظم أصبحت مرتعا كبيرا لكل أشكال الفوضى كراتين الملابس منتشرة فى كل مكان على الأرصفة أما الملابس فاحتلت الشوارع ومطالع المحال التجارية للدرجة التى أصابت حركة التجارة لتلك المحال بالركود التام وكأن أصحابها رفعوا شعار «ممنوع من الكلام».. أما أهم ما يميز جمهورية العتبة العتيقة فهى الشماسى التى وضعها الباعة «ببرود تام» لتحميهم من حرارة الشمس الحارقة وكأنهم ورثوا هذه الأرض أو اشتروها بمالهم الذى يجنونه بممارسة كل أشكال الفوضى والبلطجة مما دفعهم إلى إنشاء مول تجارى ضخم يستخدم كمخزن وبه بعض الأدوار بها محال تجارية لعرض البضائع المختلفة.. وفى الموسكى الوضع يزداد سوءا وتعقيدا يوما بعد يوم ففى شارع بورسعيد أقيمت المولات المخالفة التى تفتقد سبل الأمان والسلامة والغريب فى الأمر فقد تم تحويل أحد المحال الكبرى إلى مول تجارى بالمخالفة بالقانون الأمر الذى وصل إلى أن المساجد الأثرية التى تعود للعصور المختلفة التى مرت بها مصر تحولت إلى فتارين يعرض من خلالها الباعة بضائعهم «المضروبة» وتحت مرأى ومسمع الحى الذى لم يتحرك يوما لوأد تلك الكارثة التى يمكن أن تخلفها فوضى احتلال شوارع الموسكى ونواصيها التى أصبحت جميعها فى قبضة الباعة دون أى مراعاه للقانون الذى يضربون به عرض الحائط.

 


 

قنبلة موقوتة


ومازالت الفوضى لم تنته ففى محطة الإسعاف احتل الباعة الجائلون الأرصفة فى ظل غياب تام لدور أجهزة الحى ورجال المرافق الذين أصبحوا شاهد مشافش حاجة، فالباعة أغلقوا مداخل ومخارج مترو الأنفاق ووصلوا إلى وسط البلد وتحديدا شارع طلعت حرب.. فيقول أشرف محمد إن الباعة الجائلين عادوا من جديد ولا نستطيع أن «نسير» على الأرصفة ونضطر إجباريا إلى النزول من على الأرصفه للمشى فى الطريق مما يعرضنا للحوادث ويعرض أولادنا للخطر ولذلك نطالب أجهزة محافظة القاهرة أن «تصحى النوم».
ولم تقتصر الفوضى على الباعة الجائلين فقط بل امتدت إلى انتشار العربات الكارو فى شوارع القاهرة رغم كل التحذيرات التى تطلقها محافظة القاهرة للحد من انتشار عربات الكارو وخير مثال حى بولاق أبو العلا وتحديدا فى حى السبتية الذى أصبح من أكثر مظاهر الفوضى فقد احتل أصحاب المحلات الأرصفة وانتهكوا حرم الشارع ناهيك عن اسطبلات «الحمير» وجراجات العربات الكارو التى تنتشر بطول وعرض الشارع.

 


حملات مكبرة


وأكد اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الغربية والشمالية أن هناك حملات مكبرة بكل الأحياء لرفع الإشغالات وأضاف أن هناك كارثة أكبر يخلفها الباعة وهى العشوائية التى يقوم بها أصحاب الفرشات هى السبب الرئيسى فى انتشار الحرائق فى الأسواق العشوائية بمنطقة وسط القاهرة هو العنصر البشرى وقيام بعض الأشخاص بتوصيلات كهربائية مخالفة وعدم مراعاة اشتراطات الحماية المدنية وإنه يتم يوميا تشكيل لجان من الحى والحماية المدنية لمراجعة مدى التزام المحلات بشروط الحماية المدنية ومن يخالف يغلق محله فورا.
حملات لرفع الإشغالات
ويوضح ناصر رمضان رئيس حى وسط القاهرة أن هناك حملات بالتنسيق مع شرطة المرافق لرفع كافة الإشغالات واستدعاء اللوادر والسيارات لإزالة كافة التعديات والمخالفات التى أقامها البائعون من أكشاك خشبية وبروزات واستندات حتى لا تتكرر هذه الحرائق مرة أخرى.
وأكد المهندس صبرى عبده رئيس حى الأزبكية أن حملات ضبط الأسواق مستمرة على مدار 24ساعة، ويتم تطبيق القانون على كل المخالفين الذين لا يتبعون أنظمة السلامة والحماية المدنية ويتم تحرير محاضر للمخالفين.
وأكد اللواء جمال محمد محيى رئيس حى الموسكى أن أجهزة الحى تقوم على مدار اليوم بحملات رفع الإشغالات وإزالة المخالفات وتحرير محاضر للباعة الجائلين بالإضافة إلى إغلاق وتشميع للمخازن والمحلات المخالفة.. المترددون على سوق العتبة أكدوا أن تكدس الباعة الجائلين داخل الشوارع «الضيقة» كارثة وأضافوا أن على الدولة أن تقوم بتوفير كل وسائل الحماية المدنية داخل السوق.