«بنها العسل».. رحلة منتجات النحل من «الصندوق الخشب» لأوروبا

صناعة عسل النحل
صناعة عسل النحل

ألواح خشبية متراصة، صممت خصيصًا وفق مواصفات محددة، تتساقط منها قطرات ذهبية "فيها شفاء للناس"، تغطي مساحات واسعة على جانبي الأراضي الزراعية بـ"كفر الحصة"، إحدى قرى بنها عاصمة القليوبية والتي يلاصق اسمها دومًا "العسل"، لتتخطى شهرتها في تربية النحل ومنتجاته حدود أوروبا.

هنا في "كفر الحصة"، تبدأ رحلة تربية النحل باختيار الموقع المناسب لإنشاء المنحل وبشروط، وفقًا للحاج حسني حسن، أحد أكبر مربيي النحل في "كفر الحصة"، أولها أن يكون قريبًا من المساحات الخضراء والحدائق الخاصة بالموالح، والتي تشتهر بها المحافظة، والثاني أن يكون بعيدًا عن الضوضاء وشبكات المحمول، حتى لا تتأثر الخلايا والأجهزة العصبية عند النحل.

400 جنيه هو سعر خلية النحل الواحدة، وهناك أنواع شرسة وأخرى هادئة، والأخير هو النوع السائد الذي يتم جلبه وتربيته، ثم وضعه في الخلايا الخشبية التي تم تصميمها بمواصفات معينة، ويترك لمدة 6 أشهر يتكاثر خلالها، حتى يحين موسم "قطفة العسل" في موعدين أبريل ونهاية كل عام.

"زهور الموالح، والبرسيم، والقطن، وبعض الأشجار المزهرة كالكافور والصفاصف"، يجد فيهم النحل غذائه طوال العام قبل أن ينتج عسلاً "فيه شفاء للناس".

يقول الحاج حسني لـ"بوابة أخبار اليوم"، إنه بدأ بـ6 خلايا، ومع الأيام والجهد تكاثر النحل وأصبح لديه أكثر من 20 خلية، مضيفًا أنه ينقل الخلايا من القليوبية إلى محافظات الصعيد في شهور معينة من السنة، عندما تكون المحافظة ليست بها مصادر غذاء للنحل في الحقول والحدائق.       

منتجات النحل بحسب "حسني" تتهافت عليها الشركات لتصديرها إلى أوروبا والدول العربية، وهي لا تقتصر على العسل فقط، بل تتنوع بين غذاء ملكات وصمغ النحل (البروبلس)، وحبوب اللقاح، التي تعد من المنتجات الأساسية التي تحتوي على مواد بروتينية، يعيش عليها النحل، ويتم جمعها بمصائد خاصة وتجفيفها وتعبئتها، كما تستخدم كمقوي عام لأنها غنية بالفيتامينات والحديد والأملاح المعدنية.

وعن فوائد "غذاء الملكات"، يوضح "حسني" أنه مادة ينتجها النحل من غدد معينة ويستخدمها الرياضيون كمقوي عام، كما أنه مفيد لذاكرة الأطفال، فيما يستخدم  "صمغ النحل" كمضاد حيوي طبيعي، يعالج جميع أمراض المعدة والجروح والحساسية بأنواعها.