حكايات| لعنات بالأبيض والأحمر..  قمصان نجوم الكرة لا تبوح بأسرارها

لعنات بالأبيض والأحمر..  قمصان نجوم الكرة لا تبوح بأسرارها
لعنات بالأبيض والأحمر..  قمصان نجوم الكرة لا تبوح بأسرارها

كأثر العطر، يترك كل نجم كروي روحه في القميص الخاص به، فلن تجد من هو أفضل من بيبو لكي تضرب المثل بمن ارتدوا القميص رقم 10، ومن يجرؤ على مقارنة نفسه بالنجم حازم إمام عندما يرتدي الرقم 14؛ مهمة صعبة يتركها كل نجم لمن يخلفه بالقميص.

 
هناك أسماء مهما اختلفت الانتماءات للأندية تظل علامة مميزة، خالدة في تاريخ الكرة المصرية وعلى الرغم من مرور السنوات وتعاقب اللاعبين إلا أن لتلك الأسماء بريقها الخاص المحفور في تاريخ تلك الساحرة المستديرة.

 
البداية.. بيبو

 

 

مشهد مهيب في الأول من ديسمبر لعام 1988، حيث وقفت آلاف من كل ربوع مصر داخل الملعب الرئيسي بإستاد القاهرة الدولي تعتلي وجوههم نظرات الحزن، كيف لا؟ وهم يشاهدون الأسطورة محمود الخطيب يلمس الكرة لأخر مرة في مباراة اعتزاله.

 

تعالت صيحات الجماهير تارة لاستهجان قرار بيبو بالاعتزال وتارة أخرى لتحيته ربما للمرة الأخيرة وتارة أخرى لترديد الهتافات التي ظلوا يرددوها طوال مسيرة الحبيب محمود الخطيب.


 
حاول الخطيب وقتها كسر حالة الحزن الموجودة في الملعب، وقام بإهداء قميصه لأثنين من لاعبي الأهلي كإشارة على أن الأهلي غني بالمواهب التي ستقود الفريق في الفترة المقبلة.


 
أول لاعب كان الكابتن علاء ميهوب زميل الخطيب في الملاعب الذي ارتدى رقم 14 لسنوات قبل أن يهديه بيبو القميص رقم 10 وثاني لاعب كان وليد صلاح الدين الطفل الناشئ الذي طالما رأى فيه الجميع موهبة غير عادية.

 

تلك اللحظة تحديدا التي قرر فيها الخطيب خلع قميص الأهلي وتعليق حذائه وبدأت الأحداث الغريبة تطارد كل من يفكر مجرد التفكير في حمل الراية من بعد الخطيب حتى وإن كان هذا اللاعب في نجومية علاء ميهوب أو في مهارة وليد صلاح الدين. 

 

بعد عامين فقط من ارتداء علاء ميهوب للرقم 10 قضاهم ما بين الإصابات ومقاعد البدلاء حدث ما أسموه وقتها بمذبحة الكبار حيث أنهى المارد الأحمر علاقته بعدد من نجومه الكبار كان على رأسهم علاء ميهوب صاحب الرقم 10. 

 

لم تمر فترة طويلة حتى عاد القميص ليظهر من جديد مع اللاعب الناشئ وليد صلاح الدين الذي اعتبره المحللون والنقاد من أهم وأبرز المواهب في تاريخ الكرة، وفي الحقيقة ببحث بسيط لن تجد 10 مباريات أو 15 على الأكثر لعبها وليد صلاح الدين كاملة بشكل متتالي مع النادي الأهلي فكان صلاح الدين دائما خير بديل في الدقائق الأخيرة هذا قطعا قبل تراجع مستواه هو الآخر ونهاية مسيرته.
 

ضحيتان فقط لا يكفي
 

لم يكترث لاعبو الأهلي لتلك القصص واعتبروا ما حدث مع علاء ميهوب وصلاح الدين مجرد مصادفة وقرر أحمد بلال  صاحب الرقم 11 مع الأهلي لفترة طويلة ارتداء الرقم 10، وما أن نفذ قراره حتى تراجع مستواه فجأة فبلال أو «أجوال» كما اعتادت جماهير الألفية الأولى تلقبه نظرا لكثرة أهدافه مع الأهلي انتقل لسموحة ثم إنبي والنفط العراقي وأخيرا الوحدات الأردني.

 

وخلف بلال بعد ذلك المعتز بالله إينو الذي ارتدى الرقم 27 لفترة شهدت تألق غير عادي من اللاعب القادم حديثا من الزمالك بضجة إعلامية ضخمة إلى أن قرر إينو حمل القميص الملعون ليتراجع مستواه هو الأخر ويرحل عن النادي حتى تحدث إينو عن لعنة القميص في أحد الحوارات مؤكدا أن قميص الخطيب دمر كل من ارتداه.

 

وجاء من بعدهم أحمد شكري الذي لم يصمد لأكثر من موسمين ليخرج من قلعة الجزيرة متجها إلى سموحة ثم تبعه القناص عماد متعب الذي حمل القميص رقم 9 لسنوات طويلة تعدت الـ10 سنوات  ثم قرر في 2014 اختيار قميص بيبو وبالتأكيد الكل يعرف باقي قصة تحوله من نجم لامع إلى سجين مقاعد البدلاء لأكثر من عامين قبل أن يعتزل بداية الموسم الجاري.


 
القميص 22

 

 

الغريب في تلك الحكاية أن تلك اللعنة لم تكتف بقميص الخطيب فقط بل ضربت قمصان كل من كانوا نجوم ورموزا لأنديتهم، فمن بعد الخطيب وجد عشاق الأهلي ضالتهم في محمد أبو تريكة الذي أصبح بعد قرابة الربع قرن من اعتزال بيبو رمزا جديدا للأهلي.


 
كان قميص أبو تريكة هو الآخر ثقيلا على كل من ارتداه من بعده وأصبح نذير شؤم على صالح جمعة الذي توقع الجميع أن يكون خليفة الماجيكو إلا أن اللاعب الشاب لم يقدم حتى نصف المنتظر منه فخلال 37 مشاركة لابن مدينة العريش بالقميص الأحمر رقم 22 لم يسجل سوى ستة أهداف.


 
وبالطبع ضربت لعنة قميص تريكة المنتخب فارتدى القميص 22 من بعده باسم مرسي وعمرو وردة وبالطبع لم يسجل أي منهم هدفا بعد ارتدائه القميص بخلاف استبعاد مرسي  من حسابات المنتخب على مدار الثلاث سنوات الماضية.


 

لعنات أبيض بخطين حمر

 

لم تكن تلك الحالة من النحس ضاربة للاعبي الأهلي فقط بل امتدت للنادي المنافس في ميت عقبة وهذه المرة مع القميص رقم 14 الذي حمله معظم أساطير النادي الأبيض بداية من المعلم حسن شحاتة ثم جمال عبد الحميد وآخر العظماء كان الثعلب الصغير حازم إمام.

 

اعتزل إمام الموهوبين كرة القدم بنهاية موسم 2007/2008 وكغيره من رموز الكرة باعتزاله حَّرَم على كل من بعده رفع الرقم 14 مع داخل جدران القلعة البيضاء.

 


 
 

البداية للعالمي

 

مع انطلاق موسم 2008/2009 رفع العالمي أحمد حسام ميدو القميص  رقم 14 في أول مواسمه مع القلعة البيضاء بعد رحلة احتراف طويلة ومما لا يخفى على أحد أن تلك الفترة لم تكن الأفضل في تاريخ ميدو، حيث زاد وزنه بشكل كبير وطوال 15 مباراة لم يسجل سوى هدف وحيد قبل أن يرحل عن الزمالك سريعا.

 

 

وفي 2010 أثناء إدارة التوأم حسن للفريق الأبيض طالب حسين ياسر المحمدي برفع القميص الأبيض المنحوس، ولم يكمل اللاعب موسمين حتى يرحل عن النادي بسبب أزمة المستحقات المالية، ليخلفه أحمد عيد في 2012 حتى يرحل في فترة الانتقالات الشتوية في الموسم التالي بعدما ظهر بأداء غير مرضي على الإطلاق. 

 

ومر أيضا على هذا القميص الملعون محمد إبراهيم نجم الزمالك ليقضي فترة سيئة مع الزمالك قبل انتقاله للدوري البرتغالي من بوابة ماريتيمو إلا أن إبراهيم استوعب الدرس بشكل سريع وعند عودته تخلى عن الرقم وفضّل القميص 20.

وبات آخر المعذبين  بهذا القميص الأبيض المنحوس أيمن حفني لاعب الزمالك الشاب الذي منذ أن ارتدى قميص إمام الموهوبين حتى أصبحت مشاركته مع الزمالك على استحياء إلى الحد الذي دفع بعض الصحف لتأكيد رحيله خلال الفترة المقبلة.


 
السر لا يباح

 

أقسمت كل تلك القمصان بداية من قميص الملك رقم 10 الذهبي مرورا بـ14 لحازم ابن أبناء نادي الزمالك و 22 للماجيكو تريكة ألا يبوحوا  بأسرارهم لأي لاعب آخر، وكأنهم يرفضون وأن تكون تلك الأرقام على صدور أي لاعب غير أبطالهم الأوائل.

 

وأصبحت تلك القمصان لعنة تطارد كل من حاول مجرد الاقتراب منها وفك شفراتها المعقدة.