«الوصفة السحرية» لوصول «نجيب محفوظ» للعالمية

الأديب الراحل نجيب محفوظ
الأديب الراحل نجيب محفوظ

لكل غاية وسيلة للوصول إليها، والأديب العالمي نجيب محفوظ حدد غايته منذ خطواته الأولى على أرض الحياة، وقرر أن يمهد لنفسه كل الوسائل المشروعة لتسهيل الوصول لغايته وهي الإبداع والنجاح عمليًا واجتماعيًا.


الوصفة السحرية لنجاح نجيب محفوظ


فقد كانت له وصفة سحرية ويراها البعض روتينية، ولكنها أثمرت عن نجاح باهر، ولم تؤثر تلك الوسيلة في حياة محفوظ فقد ولكن أيضا في "الحرافيش"، الأكثر قربا له، فقد تحدث الأديب الراحل جمال الغيطاني في دروس شيكاغو الدرس الثاني، عن أسباب نجاح محفوظ قائلا:


"تعلمت منه أيضا هذا التنظيم الحديدي للوقت، أدرك أن العمر ضيق، أن العمر قصير والعلم كثير، وما أريد البوح به أدبا أكثر، وأن السنوات تمضي مسرعة، والأدب ليس نزوة، وأنه في حاجة إلي جهد كبير، هائل، إلي المعايشة العميقة لحياة الناس، إلي التحصيل المستمر، قال لي نجيب محفوظ: «‬نعم أنا منظم، والسبب في ذلك بسيط، إذ عشت عمري كموظف، وأديب، ولو لم أكن موظفا لما كنت اتخذت النظام بعين الاعتبار، كنت فعلت ما أشاء وفي أي ساعة أشاء، لكنني في هذه الحالة، كان علي أن أستيقظ في ساعة معينة، وأكون في الوظيفة في ساعة معينة، ويبقي لي من اليوم ساعات معينة، فإن لم أنظم هذا اليوم فسأفقد السيطرة عليه، لقد عودت نفسي علي ساعات معينة للكتابة، وفي البداية كانت روحي تستجيب أحيانا، لكنني مع الزمن اعتدت ذلك، إنني اكتب عادة عند الغروب، ولا أذكر أنني كتبت أكثر من ثلاث ساعات، وفي المتوسط لمدة ساعتين، أشرب في اليوم الواحد خمسة فناجين قهوة وأسهر حتى الثانية عشرة ليلا، واكتفي بخمس ساعات نوم». 


وذلك ما أكد عليه الكاتب الكبير يوسف القعيد، قائلاً" كان الوقت يمثل لنجيب محفوظ  ثروة حقيقية ويجيد استغلاله بشكل شديد الدقة مما جعله ينظم حياته بشكل صارم ودقيق تشهر معها أنه يحوي ساعة بيولوجية بداخله يعرف بها الوقت بدقة دون أن ينظر في الساعة العادية، ولم يمتلك سيارة إلي أن رحل عن الدنيا.