«الفراشيح والصيادية».. أشهر أكلات بدو سيناء خلال العيد

الضان أهم وجبة لبدو جنوب سيناء في العيد
الضان أهم وجبة لبدو جنوب سيناء في العيد

 

يحرص بدو جنوب سيناء على استقبال عيد الأضحى، بالعادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين وبروح هذه العادات يحيون لياليه الكريمة.

وعلى الرغم من مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة التي بدأت تتسلل إلى حياتهم، ومن أبرزها البيوت المزودة بالكهرباء وأجهزة الستالايت، والهاتف المحمول إلا أن الخيمة والمندرة يتمتعان بخصوصية شديدة طيلة أيام العيد.

وأشار حميد سعد جبلي رئيس مجلس إدارة جمعية اسر مجاهدي سيناء إلى أن الإفطار في العيد طعام عادي مثل بقية الناس لا يختلف كثيرا عن بقية المحافظات ولكن في الغداء معظم أهل البدو يفضلون أكلة الصيادية وهناك الفراشيح وهو نوع من الخبز يتم فرشه في قاع الإناء ويوضع أعلاه الأرز الأبيض وفوقه لحم الضأن.

وأشارت هدي عبده عبد الرحمن - من ابناء حي الزهراء بطور سيناء-  إلى أن الفراشيح تتميز بمذاق رائع ومميز على الرغم من أن مكوناتها بسيطة لا تتعدى الدقيق والماء وبعض ذرات من الملح، إلا أن سر تميز الطعم في طريقة تسويته، حيث يعجن الدقيق بالماء حتى يتماسك ويسهل فرده، ويتم وضعه علي سطح «المنقد» الساخن ويتم تحريكها بسرعة وخفة بواسطة اليد حتى ينضج قرص الخبز، ويعد خبز الفراشيح وجبة غذائية قائمة بذاتها لو تم تناوله مع الأرز باللحم.

وقالت انتصار محمد عرفة - موجه لغة انجليزية - إن عيش الرقاق البدوي يعتبر من أنواع الحلويات القليلة في قائمة طعام البدو، وتنفرد السيدات بإعداده دون الرجال، حيث يحتاج في خبزه إلى دقة لفرد القرص، ويتكون من دقيق ولبن وسكر، وتكون كمية الأول ضعف كمية الأخير، حيث يمتاز الخليط بأنه سائل يتم سكبه على الصفيح الساخن كطبقة رقيقة تتماسك فور سكبها، ويتناوله الصغير والكبير فور رفعه من فوق الصاج، بشراهة

وأضاف إبراهيم سالم جبلي - شيخ قبيلة المزينة - أن من أشهر الأكلات البدوية في إفطار العيد"الجريشة" وهي قمح مجروش على الرحى يخلط بالسمن الشيحي واللبن الحامض "السمن الشيحي يستخلص من زبدة ماعز مخلوطة بالكركم والأعشاب الجبلية الجميلة"، وفي الغداء السمك المجفف الصيادية والفتة باللحم والمسلوقة واللحم الشطير لحم الصيد ومن أشهر السكريات الزلابية والرقاق بالسكر ويشير الشيخ ناصر ابو بريك الي ان الشراب المفضل لنا حليب الابل والاغنام فهو يغنينا عن اى شراب فى الصباح خصوصا مع الطحين على الرحا.

وأفاد الباحث البدوي حمد شعيب مدير عام الثقافة أنه بعد صلاة الظهر فى اليوم الأول لعيد الاضحي ويطلقون عليه عيد اللحم، يقام ما يسمى بـ «المـدّة» التى تعنى مدّ أوانى الطعام على مائدة كبيرة، في «المربوعة» أو المضيفة الخاصة بشيخ القبيلة أو كبير العائلة.

وأضاف أن هذه المائدة تكفى للكثير من أبناء البادية الذين يصطحب كل منهم ما يسمى بالــ «قَطعة» وهى عبارة عن طبق كبير يحتوى على أرز أصفر أو أرز أحمر بالمرق، بالإضافة إلى اللحم، فضلاً عن أطباق الفاصوليا أو الملوخية أو البطاطس، التى يتم وضعها على المائدة التى يجلس عليها رجال البدو وأبناؤهم وأبناء العم والجيران وأبناؤهم، ويستحسن أن يأكل الرجل من طبق آخر غير طبقه.

وكشف شعيب أن الغرض الرئيسى من إقامة «المـدّة» توطيد أواصر الأخوة، والتلاحم، وإحياء صلة الرحم بين أبناء البادية، والصلح فيما بين المتخاصمين، منوهاً إلى أن الأضحية فى ثقافة أهل البادية تأخذ شكل الهدية أكثر من الزكاة. ولفت الانتباه إلى أن بعض أبناء البادية يأخذون - فى اليوم الأول - جزءًا من لحم الأضحية ثم يقومون بتعليقه فى أحد أركان المنزل إلى اليوم التالى حتى يجف ماؤه، موضحًا أن اللحم الذى يمرّ عليه يوم يطلق عليه «لحم الغَاب» أى اللحم الذى «غَبَّ» أو مرَّ عليه يوم، ويشبه هذا اللحم فى طعمه - بعد هذه العملية - لحم الغزال.