«سيناء» تتحدى مخططات «العزل والتقسيم».. والقوات المسلحة تقوض «الإرهاب»

تعبيرية
تعبيرية

«سيناء» أرض الفيروز، ومهد الحضارات والديانات السماوية، تلك البقعة التاريخية التي كتب لها أن تكون في خطِ المواجهةِ الأول، تصدت لحملات صليبية ودوّن أهلها بطولات وانتصارات هائلة مروراً بإفشال خطط «رينالد» للسيطرة على البحر الأحمر وتدمير أسطول الصليبيين، وكذا دور المقاومة الشعبية في التصدي للعدوان الثلاثي سنة 1956، وبعده حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967.

 

ذكرت سيناء في القرآن عشرات المرات باسمها أو جبلها، وعلى أرضها وحدها تجلى الله للبشر (موسى عليه السلام)، وعلى أرض سيناء وحدها كلم الله البشر (موسى عليه السلام)، وعلى أرضها نال موسى (عليه السلام) أشرف الألقاب (كليم الله)، وسيناء هي مهد أول الرسالات السماوية (دين موسى)، وهي مهد أول وحي لكتاب نزل من السماء (كتاب التوراة).


موقع سيناء الجغرافي


وقد جعل موقع سيناء شمال شرقي مصر، شبه جزيرة، بمثابة حلقة الوصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتبلغ مساحتها حوالي 60 ألف كيلو متر مربع (6 % من مساحة مصر الإجمالية)، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب خليج السويس وقناة السويس، ومن الشرق فلسطين المحتلة، وجنوباً البحر الأحمر.

 

جعلها موقعها والثروات التي تذخر بها، مطمعاً للمستعمرين على مدار التاريخ، ما ولّد لدى شعبها روح البطولة والتضحية والفداء، للذود عن أرضهم في مواجهة المستعمرين وأصحاب المطامع من الشرق والغرب.

 

استهداف سيناء


وفي أعقاب عام 2011 وما صاحبها من مظاهر الفوضى المدمرة التي طالت العديد من دول المنطقة وتنامي ظاهرة الإرهاب وانتشار التنظيمات المسلحة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، كان للجيش المصري بتماسكه وتلاحمه بأبناء الوطن الدرع القوي الذي حافظ علي بقاء الدولة المصرية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث.

 

وبعد نجاح ثورة 30 يونيو، ظهر واضحا مدى التحديات التي تواجه الدولة المصرية، ومن ضمن هذه التحديات تحديات الإرهاب، وترابطها مع الأحداث والصراعات الموجودة بمنطقة الشرق الأوسط، والتي تؤكد استهداف سيناء من قبل دول معادية تحاول فصل سيناء عن الوطن الأم من خلال السيطرة عليها بالعمليات الإرهابية  .

 

وقد وضعت القيادة العامة للقوات المسلحة بعد ثورة 30 يونيو خطة من أجل القضاء على ظاهرة الإرهاب على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، وتشهد الحدود الإستراتيجية للدولة المصرية، في الوقت الراهن أعلى جاهزية لحماية ركائز الأمن القومي المصري.


إخلاء سيناء من الإرهاب 


أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الـ 29 من شهر نوفمبر عام 2017، أوامرهُ للفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ولوزير الداخلية آنذاك اللواء مجدي عبد الغفار، بضرورة استعادة الأمن في سيناء خلال 3 أشهر، مطالبًا باستخدام "القوة الغاشمة"، ومشددًا على أن "دماء الشهداء لن تذهب سدى".

 

انطلاق العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»


في التاسع من شهر فبراير من عام 2018، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة البيان الأول الخاص بالعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، والتي تهدف لتطهير سيناء من جميع البؤر الإرهابية والتكفيرية والتنظيمات المسلحة والبدء في عملية تنمية شاملة.

 

نتائج العملية الشاملة «سيناء 2018» حتى الآن


وقد حققت القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة المدنية نتائج مذهلة في مواجهة الإرهاب، منذ إطلاق العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، حيث نجحت في تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال وضبط أعداد كبيرة من العربات والدراجات النارية وكميات كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة والذخائر والقنابل والألغام والصواريخ.

 

وأسفرت عن القضاء على أكثر من 373 فردا إرهابيا وضبط وتدمير أكثر من 1000 عبوة ناسفة ونحو أكثر من 600 عربة و900 دراجة نارية والمئات من مزارع النباتات المخدرة ، وأكثر من 95 طنًا من المواد المخدرة، فضلاً عن اكتشاف وتدمير أكثر من 15 فتحة نفق على الشريط الحدودي بشمال سيناء.

 

وقامت الشرطة المدنية بفرض السيطرة وإعادة الحياة إلى طبيعتها بمناطق العمليات بعد تفتيشها وتطهيرها بواسطة القوات والتأكد من خلوها من العناصر الإرهابية، وقد نجحت العملية في إجهاض مخططات التنظيمات الإرهابية بجعل سيناء بؤرة إرهابية جديدة للعناصر الهاربة من مناطق الصراعات المسلحة بالمنطقة.

 

كما حققت العملية عدة أهداف منها استهداف قيادات التنظيم الإرهابي بشمال ووسط سيناء ، وتدمير جميع البؤر الإرهابية المكتشفة والقضاء والقبض على أعداد كبيرة من العناصر التكفيرية والإجرامية والمطلوبة جنائياً أو المشتبه في دعمهم للعناصر التكفيرية.

 

ونجحت العملية في عودة الحياة لطبيعتها بالعديد من المناطق في شمال ووسط سيناء، وأبرز المظاهر التي تؤكد ذلك هو نجاح القوات في تأمين الانتخابات الرئاسية وامتحانات الثانوية العامة بشمال سيناء وعودة الطلبة إلى جامعة العريش، وتأمين وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الطازجة ومنتجات الألبان للأهالي وجميع الاحتياجات الإدارية الأخرى، فضلاً عن تأمين انتقال الأهالي من وإلى سيناء، وقطع طرق الإمداد للعناصر الإرهابية وإجهاض أي محاولات لتهريب الأسلحة والذخائر وانتقال العناصر الإرهابية إلى المحافظات الأخرى.

 

وقدمت القوات المسلحة والشرطة المدنية عشرات الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم وروت دمائهم الذكية أرض سيناء الطاهرة، من أجل الحفاظ على تلك البقعة الغالية من وطننا الحبيب .

 

مشروعات تنمية سيناء

 

في ظل الحرب على الإرهاب لم تغفل القيادة السياسية مشروعات التنمية، بل اعتبرتها جزءًا أصيلًا من العملية الشاملة سيناء 2018، وفي الوقت الذي تحارب فيه الإرهاب تعمل بالتوازي على إطلاق العديد من المشروعات لتنمية أرض الفيروز، وقد بلغ إجمالي عدد المشروعات المنفذة في شمال سيناء منذ يونيو 2014 حتى يوليو 2018، 960 مشروعا، بتكلفة 6.9 مليار جنيها .


مقسمة كالآتي: «المناطق الصناعية – الإسكان – الصحة – الموارد المائية – مياه الشرب والصرف الصحي – التعليم والأبنية التعليمية – الأزهر – الشباب والرياضة – التموين – الثقافة – الإعلام – الأوقاف – التضامن – القوى العاملة – الزراعة – الثروة السمكية – الطب البيطري – الكهرباء – الطرق – تدعيم وحدات محلية – تحسين البيئة – الأمن والإطفاء والمرور».

 

وقد بلغ الاستثمار في الإسكان "إسكان اجتماعي – إنشاء بيت بدوية" حوالي 351698 جنيها، كما بلغ الاستثمار في مجال الصحة "إنشاء مستشفيات جديدة – رفع كفاءة المستشفيات الحالية" 884275 جنيها، وبلغ الاستثمار في محال الموارد المائية 159 مليون جنيه، وفي مياه الشرب 571 مليون جنيه، وفي مجال الصرف الصحي 232 مليون جنيها.

 

وفي مجال التعليم والأبنية التعليمية بلغت الاستثمارات 259 مليون جنيه، وفي مجال التعليم الأزهري تم استثمار 72 مليون جنيه، وفي مجال الشباب والرياضة بلغ الاستثمار فيه ما يقرب من 126 مليون جنيه، وفي مجال التموين 505 ملايين جنيه، وفي مجال الثقافة 31 مليون جنيه، وفي مجال الإعلام 10 ملايين جنيه.

 

وبلغ الاستثمار في مجال الأوقاف 10.5 مليون جنيه، وفي مجال التضامن الاجتماعي 556 مليون جنيه، وفي مجال القوى العاملة بلغت الاستثمارات مليون جنيه، وفي مجال الزراعة بلغت الاستثمارات في مجال الزراعة أكثر من 2 مليار جنيه، وفي مجال الثروة السمكية بلغت الاستثمارات 352 مليون جنيه، وفي مجال الكهرباء بلغت الاستثمارات 465 مليون جنيه، وفي مجال الطرق بلغت الاستثمارات 430 مليون جنيها.
 


خبراء عسكريون

 

حذر اللواء أحمد محمود عبد الحليم، أستاذ العلوم العسكرية بأكاديمية ناصر العسكرية، من حرب «الشائعات»، التي تخوضها تلك التنظيمات المتطرفة وأعوانهم وأبواقهم الإعلامية للتأثير على الحالة المعنوية للمصريين، وتصدير صورة خاطئة للرأي العام عن حقيقة ما يدور في سيناء، مشددًا على أن تلك التنظيمات «أفلست» وتحاول أن تنشر الأكاذيب بعد فشلهم في نشر الإرهاب وترويع المواطنين .

 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن حرب الجيل الرابع ومحاولة التأثير على الداخل من الخارج هو ما حذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أن هذا النوع من الحروب تثير الفوضى في الداخل المصري حتى يمكن الدول الخارجية من السيطرة على مصر، وهذا الأمر يتطلب توعية كبيرة للمواطنين لعدم الانسياق وراء الشائعات وضرورة التواصل مع الجهات المعنية للتأكد من صحة أي معلومة حرصا على مصلحة البلاد .

 

من جانبه أكد اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، أن قواتنا المسلحة حررت سيناء عام 1973، والآن تنفذ عملية شاملة على أرض سيناء للقضاء على الإرهاب والجرائم وتطهير الأرض من جميع المخالفات عليها، مشيرا إلى أن قواتنا في سيناء تشمل أغلب الأسلحة والمنظومات القتالية لجيشنا وهى تفوق عدد القوات التي حررنا بها الكويت.

 

وشدد «الشهاوي» في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» على أن الشائعات واحدة من أهم أساليب حروب الجيل الرابع والتي تعتمد على القدرات العقلية والعمليات الاستخباراتية، وذلك للعمل على زعزعة الاستقرار وفقد الثقة بين الشعب والقيادة السياسية والحكومة بما يضيع هيبة الدولة، متابعا أن أهم الخطوات تكمن في سرعة الرد على هذه الشائعات من الجهات الرسمية منعا لانتشارها ووأدها في المهد.

 

كما لفت إلى ضرورة الانتباه لكون زيادة الشائعات مؤخرا تأتي على خلفية التقدم العسكري والتنمية الاقتصادية مما يجعل أهل الشر يعملون على إبعاد المواطن عن الإنتاج.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي