جوزيف مكارثي .. رجلٌ استحضر «ترامب» ذكراه للنيل من «روبرت مولر»

جوزيف مكارثي وروبرت مولر ودونالد ترامب
جوزيف مكارثي وروبرت مولر ودونالد ترامب

حرب التصريحات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمحقق الفيدرالي روبرت مولر، الموكل له التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية متواصلة، خاصةً من جانب الرئيس الأمريكي، الذي كثف من حملته ضد مولر، والتحقيقات التي تستهدف الإيقاع برجال حملة الرئيس الأمريكي في مصيدة التواطؤ مع موسكو أثناء الانتخابات التي جلبت ترامب لحكم البيت الأبيض.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي قد اتهمت في وقتٍ سابقٍ، الصين بالتدخل في الانتخابات الرئاسية المنصرمة، وهو ما ربط عليه ترامب، مطالبًا من وصفهم بالأغبياء –يقصد المحققين بشأن تدخل روسيا- بالنظر في اتجاهٍ آخر هو الصين، بدلًا من الحديث عن تدخل روسيا في الانتخابات.

ترامب وصف أسلوب مولر في توجيه اتهاماته لأعضاء حملة ترامب، وعلى رأسهم بول مانافورت، مدير حملته الرئاسية، بالمكارثية، وهو التوجه السياسي الذي يُنسب لجوزيف مكارثي، فمن هو ذاك الرجل؟

مكارثي والمكارثية

جوزيف مكارثي هو نائبٌ جمهوريٌ بمجلس الشيوخ "السيناتورز" عن ولاية ويسكنسن، شغل منصبه في منتصف القرن الماضي لولايتين بين عامي 1947 و1957.

وذاع صيته بدءًا من عام 1950، مع تنامي الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، حيث دفعه كرهه للشيوعية، وهواجسه تجاه الاتحاد السوفيتي إلى توجيه اتهاماتٍ دون دليلٍ لسياسيين في الولايات المتحدة باعتناق الشيوعية.

فقد أدعى مكارثي بأن هناك عددًا كبيرًا من الشيوعيين والجواسيس السوفيتيين والمتعاطفين معهم داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية، دون تقديم أي براهين على صحة كلامه، وهو ما دفع مجلس الشيوخ إلى تعنيفه بشكلٍ رسميٍ عام 1954، بعد أن تسبب في حبس عددٍ من الموظفين، أغلبهم من وزارة الخارجية الأمريكية بتهم الشيوعية، وتبين فيما بعد أن اتهامات مكارثي كانت جزافية لا أساس لها من الصحة.

ومن هنا نشأ مفهوم المكارثية في الولايات المتحدة، وأصبح تطلق هذه الكلمة على الأشخاص الذين يرمون غيرهم باتهامات الخيانة والتآمر من دون تقديم أي أدلة تثبت صحة كلامهم.

وبعد ما يقارب السبع عقود من الزمن على تفشي مفهوم المكارثية، استرجع الرئيس الأمريكي هذا المفهوم مرةً أخرى، ليوجه اتهاماتٍ لمولر بأنه أُصيب بالمكارثية، ليكون حديث ترامب موجهًا صوب توجيه المحقق الفيدرالي اتهاماتٍ لمعاونيه دون أي سندٍ حقيقيٍ، حسبما يرى الرئيس الأمريكي.