كبار الساسة في العالم يرثون «كوفي عنان» في غياب «ترامب»

كوفي عنان
كوفي عنان

في رثاء الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كوفي عنان، تجمع القاصي والداني، من زامل عنان في رحلة كفاحه بالأمم المتحدة، وزعماء من أنحاء العالم عايشوا كوفي عنان ومواقفه السياسية إبان توليه المنصب الأعلى في الأمم المتحدة.

الموت غيب اليوم كوفي عنان عن عمرٍ ناهز الثمانين عامًا، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة في إحدى مستشفيات العاصمة السويسرية بيرن.

وتقدم الأمين العام الحالي للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قائمة الناعيين لكوفي عنان، فقد قال "في نواحٍ كثيرةٍ كان كوفي عنان هو الأمم المتحدة، ترقى في السلم الوظيفي حتى قاد المنظمة إلى ألفية جديدة بكرامة وتصميم منقطعي النظير".

ويدين جوتيريس بالفضل لكوفي عنان في تصعيده السياسي في الأمم المتحدة، حينما قام بتعيينه رئيسًا للمفوضية السامية لشئون اللاجئين، وقتما كان يشغل كوفي منصب الأمين العام للمنظمة الأممية.

الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، كان من بين المؤبنين لعنان بكلماتهم، فقد أثنى الأمير زيد على عنان واصفًا إياه بأنه "أفضل مثال على الإنسانية ونموذج للكياسة والعطف الإنساني".

وقال الأمير زيد، في مدح عنان، إنه كلما شعر "بالعزلة والوحدة السياسية" كان يخرج للسير لفترات طويلة مع عنان في جنيف، مستطردًا، "أخبرته مرة كيف أن الجميع متبرمون مني، فنظر إلي كما ينظر أب لابنه وقال بثباتٍ، ’إنك تفعل الصواب، دعهم يتبرمون، ثم ابتسم ابتسامة عريضة!".

تعازي من بوتين

ومن جانبه، أرسل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برقية  إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، أعرب فيها عن تعازيه الحارة بوفاة كوفي عنان، الأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية.

وجاء في البرقية التي أرسلها الرئيس الروسي، "حالفني الحظ بالتواصل شخصيًا مع كوفي عنان، لقد أعجبت بصدق بحكمته وشجاعته، وبقدرته على اتخاذ قرارات متزنة حتى في أصعب الحالات الحرجة، ستبقى ذكراه إلى الأبد في قلوب المواطنين الروس".

وتحدث بوتين عن أن عنان الذي وصفه بالسياسي الكبير والرجل الرائع، قد كرس حياته لسنواتٍ طويلةٍ في خدمة الأمم المتحدة.

القاهرة تشيد بعنان

وفي القاهرة، نعت وزارة الخارجية المصرية الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، الذي وافته المنية اليوم السبت 18 أغسطس، معتبرةً إياه ترك بصمةً واضحةً في صنع السلام.

وكتب المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أحمد أبو زيد، على حسابه على "تويتر" تغريدةً قال خلالها، "ننعى ببالغ الأسى رحيل كوفي عنان سكرتير عام الأمم المتحدة الأسبق ونتقدم بخالص العزاء لأسرته وللأسرة الإفريقية والدولية".

وأضاف أبو زيد "لقد ترك الفقيد بصمة لن يمحوها تقادم الزمن انتصارًا لقضايا السلام والتنمية، وسيبقى رمزًا وفخرًا لكل إفريقي ومحب للسلام".

ونبقى في القاهرة، حيث نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عنان، وأثنى على الالتزام الكبير الذي أظهره الأمين العام الراحل في التعامل مع القضايا الدولية.

أوباما ينعي وترامب يمتنع

وفي أمريكا، امتنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو البيت الأبيض من إصدار أي تعليقٍ على وفاة كوفي عنان، في حين نعاه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وقال عنه إنه كان يسعى من أجل عالمٍ أفضل، وأنه جسد مهمة الأمم المتحدة مثل قلائل آخرين.

لكن نيكي هايلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة خرقت صمت الإدارة الأمريكية، فقالت "كرس كوفي عنان حياته لجعل العالم أكثر سلاما من خلال دأبه وتفانيه في الخدمة، عمل عنان بلا كلل لتوحيدنا ولم يكف عن الكفاح من أجل كرامة كل إنسان".

وكان كوفي عنان قد شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة لولايتين في الفترة ما بين مطلع عام 1997 إلى نهاية عام 2006، ليخلفه الكوري الجنوبي بان كي مون، بعدما كان سلفه هو المصري بطرس غالي.