فرحة العيد تدخل قلوب مرضى خرجوا من «قوائم الانتظار»

أرشيفية
أرشيفية

لاشك أن المرض هو الشيء الوحيد الذي يهزم الإنسان ويحول حياته فجأة ودون سابق إنذار إلى رحلة من المعاناة يبحث فيها عن طبيب ماهر يتدخل لإنقاذ حياته من الموت، أو ينتظر بعد أن يصبح كل شيء حوله بدون قيمة، فيجد نفسه محاصرا بشعور قاس عندما يكون ضمن قوائم الانتظار لعلاج المرض، فانتظار العلاج أمر مزعج ومتعب خاصة لأصحاب الأمراض الخطيرة. 

 

في مصر هناك الآلاف من المرضى ظلت أسماؤهم في تلك القوائم لسنوات طويلة، أملا في الحصول على العلاج، إلا أن دورهم لم يأت، الموت أحيانا أسرع من أيدي الأطباء.. سنوات طويلة ظلت تلك القوائم تتكدس بأسماء المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة إلى أن تخطت حاجز الـ 10 آلاف مريض، ويمر العام بعد العام ولا أحد من المسئولين يتدخل لإنقاذ أرواح هؤلاء المرضى،حتى انطلق الأمل وأشرق في قلوبهم، بعد أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرة القضاء على قوائم الانتظار خلال 6 أشهر بتكلفة مليار جنيه كأحد محاور المرحلة الأولى للمشروع القومي للتأمين الصحي.

 

مبادرة الرئيس لعلاج المواطنين وإنهاء قوائم الانتظار، كانت بمثابة طاقة الأمل للجميع، فخففت أوجاع المرضى، وأعادت البسمة للوجوه.. «أخبار اليوم» حاورت مرضى «قوائم الانتظار» بالمستشفيات قبل ساعات من خروجهم ليستقبلون فرحة عيد الأضحى المبارك هذا العام وسط ذويهم بعد أن أتم الله عليهم نعمة الشفاء.

 


بدأت جولتنا بمعهد ناصر التقينا فيها بمرضى قوائم الانتظار الذين استقبلهم المعهد خلال الأيام الماضية لإجراء جراحات عاجلة في العديد من التخصصات الطبية كالقلب والمخ والأعصاب والكلى والكبد والعيون وغيرها وكانت البداية من غرفة المريضة منى حسن إمام من محافظة القليوبية، والتي أجرت يوم السبت الماضي عملية قلب مفتوح وبدموع الفرحة تحدثت إلينا قائلة: «انتظرت أكثر من 7 أعوام على أمل إجراء جراحة القلب المفتوح على نفقة الدولة بعد أن تقدمت بالأوراق والمستندات الطبية اللازمة ولكن دون جدوى، ومنذ أيام أخبرتني ابنتي بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بعلاج جميع المرضى بقوائم الانتظار والانتهاء من العمليات الجراحية الخاصة بهم خلال ستة أشهر، وبالفعل قمنا بالاتصال بالخط الساخن المخصص لتلقى طلبات المرضى وانتظرت وفى صلاتي دعوت الله بأن يمن على بالشفاء قبل حلول عيد الأضحى المبارك بعد 7 سنوات من الألم والمعاناة وحتى أرى الفرحة في عيون بناتي الأربعة اللاتي أتولى رعايتهن بعد وفاة والدهم.. وبالفعل حضرت إلى المستشفى وقمت بإجراء الجراحة والآن اشعر بتحسن كبير».

 

شكرا للرئيس

 

توجهنا بعد ذلك للغرفة المجاورة والتقينا بالحاج شاكر عبد الوهاب من محافظة البحيرة والذي أجرى عملية قلب مفتوح الأسبوع الماضي واستهل حديثه معنا بالدعاء إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى قائلا: «عمري ٤٥ عاما ولم أر رئيسي للجمهورية على مدار العقود الماضية يشعر بأوجاع المصريين ويحاول التخفيف عنهم سوى الرئيس عبد الفتاح السيسى» وتابع: «أعانى من القلب منذ سنوات طويلة وحاولت أكثر من مرة ان أجرى جراحة القلب المفتوح على نفقة الدولة لكن دون جدوى، وعندما سمعنا عن مبادرة الرئيس بعلاج قوائم الانتظار للمرضى قمت على الفور بتسجيل بياناتي من خلال الموقع الالكتروني المخصص وبالفعل تم التجاوب سريعا وتلقيت اتصالا من احد الأطباء بالمعهد يخبرني بالحضور إلى المعهد لإجراء الجراحة». 
واضاف: «الحمد لله العملية ناجحة ومفيش أى مشاكل واجهتني في المعهد ولم أتحمل أي تكاليف لإجراء العملية او التحاليل والاشعة».

 

بينما، قال الحاج محمد بغدادي: «كنت أعانى من مشاكل في القلب على مدار السنوات الماضية، ووجدت نفسي بين قوائم انتظار وأوجاع لا تهدأ. وتابع: «مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بعلاج مرضى قوائم الانتظار والانتهاء منها كانت بمثابة طاقة الأمل وتواصلت على خطوط التليفون المعلنة، وتلقيت اتصالا بعدها بساعات طلبوا منى التوجه لمعهد ناصر، وبالفعل حضرت إلى المستشفى وأجريت عملية صمام في القلب، وأصبحت أمارس حياتي بشكل طبيعي ولأول مرة أشعر بفرحة العيد بعد أن أتم الله على نعمة الشفاء».

 

 أما على حسن، 52 عاما فلوح بعلامة النصر قائلا: «شكرا للرئيس الذي أعاد النبض للقلوب، وخفف الألم عن المرضى والبسطاء» وتابع: «قضيت فترة طويلة في انتظار مصيري، ذهبت مرارا إلى المستشفيات ابتغى فيها الخلاص من أوجاعي، غير أن الرد كان ينزل على قلبي المريض كالصاعقة ليزيده ألما على آلامه، حتى جاءت بشرى القضاء على قوائم الانتظار للحالات الحرجة بالمستشفيات، فتنفست الصعداء وارتسمت البسمة على شفتي بعد أن علمت بموعد إجراء العملية التي انتظرتها منذ شهور طويلة.

 

فترة طويلة

 

ارتضى عبد الحميد سعيد، 55 عاما، من محافظة الشرقية، التعايش لفترة طويلة مع أمراض كالضغط والسكر، غير أن مشكلات في القلب فاجأته، ليخبره الأطباء على إثرها بضرورة إجراء عملية «قسطرة» للقلب وتركيب «دعامات قلبية»، وأن حالته لا تسمح له بالانتظار لمدة طويلة.. فتقدم بطلب لإجراء العملية، ليقضى أيامه بعدها، إيابا وذهابا، إلى المستشفى دون جدوى، غير أن ردا واحدا كان يأتيه خلال كل زياراته للمستشفى، «دورك لسة مجاش في الكشوف، تعالى الأسبوع الجاى».

 

 وجاءت مبادرة الرئيس بإلغاء قوائم الانتظار وهو ما دفع «حسن» لإجراء تجربة لعلها تختلف عن كل محاولاته السابقة، ليتصل برقم الخط الساخن الذى تم وضعه لاستقبال طلبات الحالات المدرجة على قوائم الانتظار، ليفاجئ بالرد بعد 4 ساعات فقط من مكالمته، «اتصلت بيهم يوم الخميس الساعة 12 ظهرا، واتصلت بى ممرضة بمعهد القلب الساعة 4 عصرا من نفس اليوم عشان تبلغنى آجى أعمل الكشف الطبى بعدها بيومين بس تمهيدا لإجراء الجراحة».

 

أما حمدية السيد 60 سنة - ربة منزل وتعانى من كسر مضاعف وتحتاج إلى تغيير مفصل فقالت: «أن هذه المبادرة الجديدة أحيت الأمل في نفوس الكثير من المرضى بعد عذاب طويل وألم شديد لم تفلح الأدوية في تسكينه». وأضافت أنها كانت على قوائم الانتظار منذ أكثر من 3 شهور ولم يتم إجراء العمليات الجراحية لها وبعد أن سجلت بياناتها بالموقع الالكتروني الخاص بقوائم الانتظار تم التواصل معها مباشرة وحضرت إلى مستشفى التأمين الصحي وأجرت الفحوصات الطبية اللازمة تمهيدا لإجراء العملية خلال الأيام القادمة.