قصص وعبر| «مخدة السرير».. والزوجة ضحية الشهوة القاتلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اتسعت عيناها ذهولا، وانتفض جسدها كعصفور مذبوح، فلم تعد قادرة على النطق، كل ذلك في لحظات انتابت فيها زوجها لوثة، أصبح مغلق الفهم والضمير، فكتم أنفاسها بـ«مخدة السرير» انتقاما لكرامته، اعتقد أنها جرحت كبرياؤه بعدما سيطرت عليه غريزته وشهوته الحيوانية، ورفضت إعطاءه جسدها، فراحت ضحية الشهوة القاتلة.

 

احتدمت الخلافات بين الزوجين تركت على إثرها الزوجة عش الزوجية، وأقامت بمنزل والدها لعدة أشهر، تدخل الأهل والأقارب في محاولة للصلح بينهما، ووعد الزوج بحسن معاملتها وعدم إهانتها، وامتثلت الزوجة لأوامر أبيها، فوافقت على العودة إلى عش الزوجية، لكنها لم تكن تعلم أنها ستكون ضحية شهوته الحيوانية القاتلة.

 

عاد الزوج في وقت متأخر من الليل، تراود مخيلته قضاء سهرة مع زوجته التي تغط في نوم عميق، غير مبال بظروفها النفسية وما تركه من رواسب سيئة داخلها، فبدلا من أن يحاول إرضاءها ومصالحتها بكلمات غزل وحب، أيقظها من نومها كما لو كانت خادمة لديه يتوجب عليها تنفيذ أوامره، انتابت الزوجة حالة من الضجر من سوء تصرفه في طريقة إيقاظها.

 

رفضته ولفظته، فلم تراوده نفسه ولو لبرهة أن يتذكر لها صنيعا طيبا أو معروفا، بل انقض عليها كالأسد المجروح، وبدون مقدمات أمسك بـ«مخدة السرير» وكتم أنفاسها معتقدا بأن رفضها له إهانة وتحقير، وبعينين طافحتين شرا نجح في شل حركتها، وصمت أذنيه عن سماع أنينها وصرخاتها المكتومة التي كادت أن تخرج قلبها من بين ضلوعها، فلم يتركها إلا جثة هامدة.

 

مع انطلاق صوت المؤذن من ميكروفونات المساجد معلنا عن فجر يوم جديد، جلس الزوج تراود مخيلته البحث عن حيلة يفلت بها من العقاب، لم يكن يعلم أن الذنب سوف يثقل كاهله أمام الخالق عز وجل، فانتفض من فوق مقعده يطلق صرخات مدوية، تجمع على إثرها الجيران، وبدموع التماسيح يخبرهم بوفاة زوجته، واكتشافه ذلك أثناء عودته.

 

كان لوالد الزوجة الضحية رأيا آخر فلم يقتنع برواية الزوج، تسلل الشك داخله بأنه وراء موتها، فتحقق شكه وتأكدت ظنونه، بعد أن أخبرهم طبيب الصحة بأن الوفاة ليست طبيعية وإنما نتيجة كتم أنفاسها وخنقها.

 

انتقل المقدم أحمد توفيق رئيس مباحث قسم شرطة مركز المنصورة، وبعمل التحريات أكدت أن الزوج كان دائم الخلاف مع زوجته التي عادت بعد تركها المنزل لعدة أشهر، وبتضييق الخناق عليه اعترف وذكر في أقواله بأنه أثناء عودته ليلا وإيقاظها من النوم، وطلب حقوقه الشرعية نهرته الضحية ورفضت، فاشتاط منها غيظا، فـ«خنقها بمخدة السرير» حتى لفظت أنفاسها الأخيرة دون قصد.

 

أحيل الزوج المتهم إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الزوجة ضحية الشهوة القاتلة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس الزوج ٤ أيام على ذمة التحقيقات.