في ذكرى ميلاد حسين كمال| «شيء من الخوف» صرخته الأولى في السينما 

الراحل حسين كمال
الراحل حسين كمال

اختار المخرج الراحل حسين كمال مكانه خلف الكاميرا، ليخلق بنفسه المشهد والإطار الذي يدور فيه العمل الفني، وأصبح واحدا من أهم مخرجي السينما في مصر والعالم العربي.

عرف عن حسين كمال، أنه كان يزداد حبه لأفلامه التي فشلت جماهيريا، ويتعاطف معها بشدة، واختار الصراع بين الخير والشر ليكون المحور الرئيسي لأفلامه وإبراز التحدي الذي يواجهه الإنسان أمامهما، وكان لديه إصرار دائم على إخراج جميع أنواع الأفلام حتى يثبت أنه لا يوجد تخصص في الإخراج.

ولد حسين في17 أغسطس عام 1934، درس السينما في باريس، وعاد إلى القاهرة يبحث عن فرصة، لكنه وجد الأبواب كلها مغلقة، حتى نجح في الالتحاق بالتليفزيون.

كان التليفزيون الفرصة الوحيدة التي جاءته، ورغم النجاح الكبير الذي حققه عبر التليفزيون، إلا أن عينيه كانت على السينما، ونرصد لكم حكاية 4 أفلام في مشوار حسين كمال، شكلت كلا منها مرحلة مختلفة في مشواره الفني.

قدم فيلم قصير اسمه "المعطف"، وفاز الفيلم بالجائزة الأولى في الإخراج من مهرجان دولي، فتلقى بعد الجائزة مكالمة من المخرج صلاح أبو سيف رئيس مؤسسة السينما يطلب مقابلته فرفض كمال، متأثرا بالموقف الذي اتخذه منه الجميع في بداية مشواره، ولكنه عاد ووافق بعد إلحاح ليقدم أول أفلامه "المستحيل".


على الرغم من الإشادة التي نالها فيلمه الأول "المستحيل" عام 1965، إلا أن حسين كمال اعتبره كارثة، واعترف بأنه كان بالنسبة إليه استعراض عضلات وإثبات وجود، وأصيب بصدمة بعد عرض الفيلم لأنه نجح مع المثقفين، وبعد شهور من عرضه الأول عُرض في سينما بالسيدة زينب، فذهب ليشاهد رد فعل الشعب فوجد الجمهور ثائرا والسينما "بتتكسر"، وقال إنه صُدم صدمة خطيرة جدا، وخرج بنتيجة وهي أن السينما حوار بين شاشة ومتفرجين وليس قلة.

مر حسين كمال بمرحلة مهمة في مشواره الفني، من خلال فيلمه "شيء من الخوف" والذي قال عنه، إنه أول صرخة له في السينما المصرية، ولكن أصدرت الرقابة قرارا بمنع الفيلم، وأصيب كمال باكتئاب، حيث تم اتهام الفيلم بمعاداة النظام الحاكم، واعتبرت الرقابة أن شخصية "عتريس" التي جسدها الفنان محمود مرسي المقصود بها الرئيس جمال عبدالناصر، وهو ما دفع "ناصر" لمشاهدة الفيلم، وأمر بعدها بعرضه.

أما فيلم "أبي فوق الشجرة"، يعد أحد أهم المحطات في تاريخ حسين كمال، فقد كان آخر أفلام العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وجمعه مرة ثانية بالفنانة التي وقفت إلى جواره في تجربته الأولى نادية لطفي، وحطم إيرادات شباك التذاكر آنذاك، واستمر لفترة طويلة في السينمات يشهد إقبالا غير مسبوق، وهو بداية اتجاهه للأفلام التجارية التي تهتم بشباك التذاكر، وتسعى لتحقيق الإيرادات.

توفي كمال في 24 مارس 2003، تاركا رصيد فني كبير، وقدم مايقرب 40 فيلما ومسرحية، وتنوعت أفلامه ما بين الاستعراضي والكوميدي، وتلك التي تحمل قضايا اجتماعية هامة، من أهمها: "المستحيل" 1965، "أبي فوق الشجرة" 1969، "البوسطجي" 1968، شيء من الخوف" 1969، "ثرثرة فوق النيل"1971، "إمبراطورية ميم" 1972، "مولد يا دنيا" 1976، "إحنا بتوع الأتوبيس" 1979، "حبيبي دائما" 1981، "العذراء والشعر الأبيض" 1983، "النداهة"، "حارة برجوان"، "نحن لا نزرع الشوك" ومسرحية "ريا وسكينة".