محمد البهنساوي يكتب.. الصعيد .. وللتنمية وجوه وكنوز عديدة !!  

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»

 

إذا كنا نقول أن " مصر بتتغير " .. ففي القلب من هذا التغيير بالطبع صعيد مصر الطيب الثري .. فبعد عقود من الإهمال والنسيان المتعمد أو الغير متعمد .. بدأت يد التطوير والتحديث التي تمسح مصر تطال وبقوة لا نختلف عليها صعيد مصر .. شرايين جديدة وحديثة من الطرق التي قطعت عزلة الصعيد ندعو أن تكون بلا رجعة .. وتسهيلات للاستثمار بمحافظات وقري ومدن الجنوب .. وتوفير جزء ليس بالهين من متطلبات التنمية.

 

وبنظرة لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأول للصعيد نجد أنها شملت افتتاح مشروعات تنموية قيمتها حوالي 7 مليارات جنيه .. بخلاف المشروعات الجاهزة والتي تحت التجهيز للافتتاح .. طرق .. محطات مياه .. محطات كهرباء عملاقة .. مدن جديدة .. بنية أساسية متكاملة للمشروعات المتباينة .. خريطة استثمارية شاملة ليخرج الصعيد فعليا وبليس بالكلام فقط من عزلته العميقة والممتدة.

 

كل الكلام السابق جميل ومبشر بالطبع .. لكنه ليس نهاية المطاف .. إنما بدايته .. ومن تلك البداية نتحدث .. بالصعيد الآن كمن مهد أرض لزراعتها .. وينتظر من يختار نوع المحصول الصالح لتلك الأرض وضمان جودة ثماره .. والصعيد مؤهلا لمجالات استثمارية عديدة صناعية وزراعية وسكنية وبالطبع سياحية .. وإذا كان الرئيس قد وضع اللبنة الأولي لتنمية الصعيد .. فقد جاء الدور على كل الوزراء والمسئولين للبناء السليم على تلك اللبنة  .

 

وهنا وبما أننا نتحدث عن السياحة .. لابد أن يكون لنا وقفة قوية بقوة كنوز وإمكانيات الصعيد السياحية التي قد يجهل البعض أنها لا مثيل لها .. وتنتشر في معظم ربوع الصعيد .. واعتقد أن الفرصة سانحة وعظيمة إمام وزارة السياحة والقطاع بأثره أن يبدأ الكشف عن كنوز الصعيد السياحية المنسية .. ومخطئ من يختصر الصعيد وكنوزه في الأقصر وأسوان فقط .. لكن تلك الكنوز والفرص الاستثمارية التي تتيحها تمتد من الجيزة شمالا وحتى حدودنا مع السودان .. يكفي مجري نهر النيل العظيم الذي يعد فرصة لخلق منتج سياحي قديم فشلنا حتى الآن في إعادة إحيائه .. إلا وهو الرحلات النيلية الطويلة من القاهرة لأسوان .. ليس مجرد تشغيل الخط .. إنما خطة علمية مدروسة جيدا ولو يمتد تنفيذها لعقود .. تمسح شاطئي النهر بطول الصعيد وهنا حدث ولا حرج على الإمكانيات العديدة خاصة الأثرية.

 

فهل تسمع عن أثار بني سويف من ليس فقط هرم ميدوم لكن هناك جبانة آثار أبو صير والمقابر المنحوتة في باطن الأرض و مناطق آثار أهناسيا و دشاشة والحيبة ومتحف أثار العصور الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية والذي تحول إلى مخزن الآن بعدما أغرقته المياه الجوفية وكهف سنور الذي يرجع تاريخه إلى 65 مليون سنة وعدد لا يحصي من الآثار الإسلامية والقبطية واليونانية والفرعونية.

 

والمنيا التي تزخر بالآثار الفرعونية أشهرها مناطق بني حسن وتونة الجبل وإسطبل عنتر ومقبرة إيزادور اليونانية وأثار بهنسا الإسلامية .. إما أسيوط التي لا يعرف أحد أنها تزخر بأكثر من50 أثرا تاريخيا و3 حضارات مدفونة تحت ترابها .. بجانب الدير المحرق والعذرا الشهير صور.. وسوهاج التي تكاد تناطح الأقصر وأسوان في أثارها .. بالمناطق السياحية والأثرية التي تجمع كل العصور فرعونية، ورمانية ويونانية وقبطية وإسلامية، بها آثار ومعابد فرعونية تفوق الآثار الموجودة بالأقصر وأسوان و معابد-اتريبس وأبيدوس و سيتي الأول و الازويروين و رمسيس الثاني وأثار أخميم والشيخ حمد .. من يسمع ويعرف بكل تلك الكنوز .. فماذا لو شملت رحلة نيلية كل أو جزء من تلك الكنوز الأثرية .. إنها ستصبح أهم وأجمل وأثري رحلة بحرية في العالم .. ناهيك عما ستحققه من دخل لأهالي الجنوب.

 

وهناك الصحاري والمزارع والصناعات اليدوية والفلكلورية .. كل هذا وغيره الكثير في الصعيد ... سياحة نيلية وأثرية ودينية وصحراوية وريفية ومغامرات .. هل هناك أبدع وأروع من هذا .. واعرف أن أهل السياحة لن يعجبهم هذا الكلام .. فبعضهم كمن ينظر دائما تحت قدميه .. سيقولون لنترك كل هذا حاليا وللمستقبل ونعمل علي تنمية وتطوير السياحة الحالية أولا في المدن الشاطئية .. لكن وبما أن مصر تحلم وتتغير وتتطور .. فلماذا لا نواكب كل هذا بأحلام كبري .. هذه فرصة تاريخية عظيمة حتى ننمي صعيد مصر الطيب الصابر .. لكن بشرط التخطيط السليم العلمي القابل للتنفيذ .. فمن يبدأ محاولة تحقيق الحلم ؟!!