«مجري العيون».. يستعيد بريقه علي خطي «ماسبيرو»

«مجري العيون».. يستعيد بريقه علي خطي «ماسبيرو»
«مجري العيون».. يستعيد بريقه علي خطي «ماسبيرو»

محافظ القاهرة : مواصلة عمليات الهدم والإزالة لبدء مشروع التطوير


المشرف علي القاهرة التاريخية: استرداد المكانة الحضارية والأثرية للمنطقة


رئيس حي مصر القديمة :المشروع نقلة حضارية لاستعادة مكانة المنطقة السياحية والتاريخية


رئيس صندوق تطوير العشوائيات: إتمام إجراءات حصر وتعويض السكان ودراسة الموقع خلال شهرين


«‬سنوات طوال عاني فيها سور مجري العيون من الفوضي والإهمال.. وظل علي مدي عقود ماضية صداعاً في رأس الحكومات المتعاقبة.. لكن كُتب له أخيراً أن يري »يوم حلو»‬، بعد سنوات التجاهل والإهمال، بمشروع تطوير شامل للمنطقة يستعيد بها أمجاد القاهرة الفاطمية، وتحويلها إلي مزار سياحي وتطهيرها من المخالفات وانتشالها من وسط أكوام القمامة.

 

أخيراً انتبهت الحكومة إلي أهمية السور الأثري ،هذا البناء الضخم وأعمدته الشاهقة ذات القبوات المعمارية، التي تفوح حوائطه رائحة التاريخ ،ووقعت بروتوكولاً لتطويره، بعد نقل المدابغ إلي مدينة الجلود بالروبيكي لإعادة إبراز رونق المنطقة الحضاري، بما تتمتع به من قيمة ثقافية، لتمثل إضافة جديدة علي خارطة المقاصد الأثرية والسياحية بمصر.

 

«‬الأخبار» تنشر التفاصيل الكاملة لمشروع تنمية المنطقة، والمتحف المُلحق بالسور، الخاص بمنظومة» المنشآت المائية الإسلامية»، حيث انتهت وزارة الآثار من إعداد المُخطط التفصيلي الأولي للمشروع، ضمن مشروعات» تطوير القاهرة التاريخية»، وذلك في إطار المُخطط والمشروع الشامل والمُتكامل لتطوير السور، وتحويله لمنطقة تراث حضاري للقاهرة، والذي تنفذه محافظة القاهرة بالتعاون مع الوزارات المعنية، بعد أن وافق مجلس الوزراء عليه، وسيتم إدراج هذه الرؤية والمقترحات المُقدمة من وزارة الآثار، ودمجها مع المخطط العام، الذي تقوم به الحكومة في الوقت الحالي».


في عام 2006 بدأت الحكومة وضع مخطط تطوير منقطة مجري العيون، إلا أنه تم تأجيل التنفيذ لأسباب عدة وعادت مرة أخري منذ عدة أعوام عمليات إخلاء مدينة الروبيكي والتي تم انشاؤها كمنقطة مخصصة لصناعة الجلود ،وبدأت وزارة الآثار في تنفيذ مشروع التطوير للمنطقة بالكامل والتي ستشهد مرحلة واسعة من الصيانة والتنمية، واستغلال الأماكن التي سيتم إخلاؤها من المدابغ في استثمار العديد من المشروعات لتصبح منطقة جذب سياحي، وذلك بالتعاون مع العديد من الوزارات والمحافظة، علي أن تتولي وزارة الآثار مسئولية ترميم وتطوير السور والمنطقة المحيطة به لمسافة 30 مترا كحرم للسور.


ومؤخرا عقد د. مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اجتماعا بحضور وزيري المالية، والتجارة والصناعة، ومحافظ القاهرة، ونائب وزير الإسكان للتنمية العمرانية رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني، الموقف التنفيذي لتطوير منطقة سور مجري العيون، بعد نقل المدابغ إلي مدينة الجلود بالروبيكي أكد فيه اهتمام الحكومة بمشروع تطوير منطقة سور مجري العيون، الذي يهدف إلي إحياء هذه المنطقة التاريخية وإعادة إبراز رونقها الحضاري.


عشوائية وفوضي


«‬الأخبار» قامت بجولة رصدت خلالها الوضع علي ارض الواقع لهذه المنطقة الاثرية، والذيتحول إلي مقلب للقمامة وحظائر للحيوانات وأصبح غير موجود علي الخريطة السياحية، ومنذ سنوات قام المجلس الأعلي للآثار بترميمه بتكلفة وصلت لعدة ملايين من الجنيهات لكن امتدت يد الإهمال إليه من جديد حتي تبني الجهاز مشروعًا لإعادة السور لسيرته الأولي.

 

هذا هو حال منطقة سور مجري العيون الذي تحيطه الفوضي والعشوائية من كل جانب فأثناء مرورك علي السور تجد عيونه تحولت إلي غرز لنصبات الشاي والقهوة وبركنج للعربيات الكارو ناهيك عن أكوام القمامة التي تملأ جنباته وعند اقترابك من مدخل السور تستقبلك عربات الكبدة والعرقسوس والخراف والماعز والحمير لتصطدم بعد دقائق قليلة بالعشش والاستطبلات والبيوت القديمة المتهالكة المتصدعة التي تنتشر بطول المنطقة.. وراء هذا السور العظيم مأساة بكل المقاييس فقد دقت حنفيات المياه العمومية بالشارع وانتشرت المقاهي والغرز بشكل لافت للنظر نهارا وعندما يأتي الليل تتحول إلي أوكار للبلطجية.. فهل يخفي هذا التطوير الوجه القبيح الذي رسم علي أسوار مجري العيون طيلة العقود الماضية.


نقل المدابغ


وأكد المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، انالأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة وحي مصر القديمة، ستستمر في أعمال هدم ونقل مدابغ سور مجري العيون، حيث تم الانتهاء من هدم مدبغة سنابل، كما تم فصل التيار الكهربائي عن مدبغة »‬علي الخطيب»، تمهيدًا للبدء في هدمها، في إطار مشروع هدم ونقل مدابغ السور لمنطقة الروبيكي في مدينة بدر.

 

نقلة حضارية


وأوضح اللواء محمد زين العابدين، رئيس حي مصر القديمة، إن المشروعسيكون نقلة حضارية للمنطقة، وإعادة أهميتها السياحية والتاريخية، بالإضافة إلي تحديث وتطوير صناعة دباغة الجلود بعد أن تم توفير بيئة ملائمة لذلك بمنطقة الروبيكي.


وأضاف أن أعمال الإزالة مستمرة، حيث تم تعويض اصحاب المدابغ ماديا.


وأكد المهندس خالد صديق رئيس صندوق تطوير المناطق العشوائية، دور وزارة الإسكان في مشروع تطوير سور مجري العيون الذي تبنته حكومة د. مصطفي مدبولي وعقد اجتماعا منذ أيام لمتابعة العمل بالمشروع.


وأضاف أن المشروع ليس وليد هذه اللحظة وانما فكرته جاءت منذ سنوات وكانت تشرف عليه في البداية وزارتا الصناعة والمالية باعتبار أن المنطقة تعمل علي صناعة ودباغة الجلود فتم إنشاء مدينة الروبيكي للجلود في بدر لاستيعاب أصحاب المدابغ ونقلهم للمدينة الجديدة بعد صرف تعويضات لهم ولكن ظلت المنطقة دون تطوير إلي أن قرر د. مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان منذ أسبوع فقط الاستفادة من تجربة صندوق العشوائيات في التعامل مع ملف مثلث ماسبيرو في مشروع سور مجري العيون فتم إشراك وزارة الإسكان في تطوير المنطقة.


وأوضح أن دور صندوق تطوير المناطق العشوائية يعتمد علي إجراء أعمال حصر عدد سكان المنطقة وحالاتهم الاجتماعية والاقتصادية ورغباتهم في أعمال التطوير وأنواع الملكيات في الموقع بجانب الاستعانة بتقنية GIS وهي نظام الشبكات والنظم بغرض حصر موقع المشروع ومساحته وأبعاده وعدد المباني به وغيرها من المكونات علي أرض الواقع.


وأشار إلي أن منطقة سور مجري العيون أرض ملك الدولة بالكامل علي مساحة 95 فدانا بخلاف 16 قطعة فقط ملك أفراد وهو ما يجعل التطوير أسهل من مشروع مثلث ماسبيرو.


وأوضح أنه عقب الانتهاء من أعمال الحصر المكلف بها الصندوق خلال شهرين سيتم وضع حلول واختيارات لسكان المنطقة لدارسة كيفية تعويضهم والبدء في التفاوض معهم خاصة أنه من المقرر عقب انتهاء الحصر توقيع بروتوكول بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ومحافظة القاهرة لتولي أعمال تطوير المنطقة وتكليفهما رسميا بالمشروع.


وتابع: أنه حتي الآن تم الانتهاء من مخطط مبدئي لمكونات والشكل المقترح للمباني والمنطقة عقب التطوير والتي ستكون علي شكل وطراز القاهرة الفاطمية للحفاظ علي الطابع الخاص بالمنطقة والتي تعد قلب القاهرة القديمة.

 

وكشف أن المخطط المبدئي هذا ليس الأول للمنطقة ولكن سبقها مخطط آخر ولكن د. مصطفي مدبولي قرر الاستعانة بالمصمم الذي وضع تصميم مشروع روضة السيدة التي كان يطلق عليها تل العقارب سابقا لوضع تصميم مشروع مجري العيون لتكون علي نفس الطراز والشكل إلا أنه من المقرر بدء وضع المخطط التفصيلي فور إخلاء الأرض.


وأضاف ان رئيس الوزراء أكد خلال الاجتماع، الذي عقده منذ أيام لمناقشة المشروع اهتمام الحكومة بتطوير سور مجري العيون الذي يهدف إلي إحياء هذه المنطقة التاريخية بما تتمتع به من قيمة ثقافية لتمثل إضافة جديدة علي خارطة المقاصد الأثرية والسياحية بمصر.

 

وذكر أن هذا المشروع يعد جزءاً ضمن تصور شامل لإعادة القاهرة كمدينة للتراث والفنون ومركز للإشعاع الحضاري والثقافي ومقصد سياحي رئيسي علي صعيد الدائرتين الإقليمية والعالمية وتم الاتفاق خلال الاجتماع علي إعداد بروتوكول سيتم توقيعه بين وزارة المالية ومحافظة القاهرة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للتعاون في تطوير منطقة سور مجري العيون وفق الآلية التي تم اتباعها في تطوير منطقة ماسبيرو.


وأوضح أن البروتوكول سينظم اختصاصات كل جهة في إطار هذا التعاون حيث تكون للمحافظة بموجبه كل مسئوليات وصلاحيات الجهة الإدارية المختصة وفقاً لأحكام قانون البناء رقم 119 لسنة 2008 وتختص بتقدير باقي قيمة التعويضات النقدية المطلوبة لشاغلي الورش والمصانع والوحدات الكائنة بمنطقة سور مجري العيون واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لاعتماد مخطط التطوير وانهاء الموافقات والتصاريح الخاصة بذلك .

إلي جانب تهيئة المرافق الرئيسية اللازمة للمشروع علي حدود منطقة التطوير المشار إليها بينما تختص هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بموجب البروتوكول بإعداد مخطط تطوير المنطقة بما يتناغم مع المناطق المحيطة بها وكذلك تدبير المبالغ المالية اللازمة لصرف باقي التعويضات النقدية لشاغلي الورش والمصانع والوحدات في منطقة سور مجري العيون وإتاحة هذه المبالغ لمحافظة القاهرة لصرفها للمستحقين والقيام بالأعمال اللازمة لإعادة تخطيط المنطقة وتنفيذ جميع أعمال التطوير.


مراحل التطوير


وأكد الأثري محمد عبد العزيز، المُشرف العام علي مشروع «تطوير القاهرة التاريخية» بوزارة الآثار لـ«الأخبار»، أن مشروع تطوير«سور مجري العيون» والمنطقة المحيطة به، يحظي باهتمام شديد من القيادة السياسية، ومجلس الوزراء، وهناك لجنة وزارية منوطة بتطوير منطقة المدابغ، وسور مجري العيون، والمدابغ، ولمتابعة المشروع، برئاسة د. مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تضم في عضويتها وزراء: الآثار، والسياحة، والاستثمار، والصناعة، والتخطيط، والإسكان، ومحافظ القاهرة، وحتي يكون هناك مخططا واحدا تُشارك جميع الوزارات فيه برؤيتها كل في مجاله.


وأوضح أن خطة تطوير السور تتم حالياً علي مراحل، أولها: إخلاء المدابغ ونقلها إلي مدينة بدر، ثم إزالة جميع العشوائيات الموجودة داخل منطقة الحرم الأثري، وتعويض السكان، وتوفير وحدات سكنية لهم.


وأضاف أن هناك بعض الأشخاص تم تعويضهم بالفعل من جانب وزارة الآثار والمحافظة.. وأشار إلي أنه بعد الانتهاء من تلك المراحل، سيتم بدء تنفيذ خطة وزارة الآثار وهدفها الأساسي حماية السور الأثري، ومنطقة الحرم الخاصة به لمسافة»30» متراً منه، وتشمل أعمال ترميم وصيانة السور، والمنطقة الأثرية.


كما كشف أنه سيتم استغلال المنطقة المُحيطة، وهي الأماكن التي سيتم إخلاؤها في استثمار العديد من المشاريع، لتصبح منطقة جذب سياحي وهو الدور المنوطة به وزارة السياحة من تنمية سياحية للمنطقة، وذلك بالتعاون مع محافظة القاهرة، والعديد من الوزارات، حيث سيتم تنفيذ عملية تطوير عمراني شامل بالمنطقة، وتنسيق المنطقة المحيطة بالسور.. كما سيتم العمل علي إحياء كافة العناصر التاريخية له، خاصة منطقة «السواقي»، وتحويلها إلي متحف لـ«المنشآت المائية»، وترميم السور وإعادته لطبيعته، وكذلك وضع التصور اللازم لاستغلال المنطقة بالكامل سياحياً من خلال تأسيس نمط عمراني اقتصادي يعمل علي تنمية مجالات ثقافية واجتماعية جديدة.. بالاضافة إلي تطوير وتحديث صناعة دباغة الجلود من خلال نقلها إلي منطقة «الروبيكي».


 المُخطط التفصيلي


وأوضح الأثري محمد عبد العزيز، أنه سيتم طرح المُخطط التفصيلي لمشروع تنمية منطقة» مجري العيون»، ومتحف منظومة المنشآت المائية الإسلامية» في مصر علي المكاتب الاستشارية المحلية، والعالمية المُتخصصة، بعد أن انتهي مركز تنمية القاهرة التاريخية من إعداد» المُخطط التفصيلي الأولي» للمشروع الذي استغرق عاماً، ضمن المخطط العام للمشروع الذي يجري حالياً إعداده من خلال الهيئة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية، في إطار البرتوكول الذي يتم توقيعه مع محافظة القاهرة.

 

وشدد علي أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأولي بالمشروع التي تشمل نقل مدابغ الجلود من منطقة «سور مجري العيون» إلى «‬الروبيكي» بمدينة «‬بدر»، سيتم البدء في مشروع الآثار لتنمية المنطقة أثرياً.


تنمية شاملة للمنطقة


وفيما يتعلق بفلسفة التنمية الشاملة للمنطقة علي المدي البعيد، أوضح عبدالعزيز، أنه يشترط لها أولاً: إزالة منطقة المدابغ، ومصانع الغراء فهي تعتمد علي عدداً من المحاور، هي:« اعتبار المنطقة ضمن المسار السياحي الذي يبدأ من» القلعة، ثم منطقة سور مجري العيون من تقاطعه مع شارع «صلاح سالم وحتي كورنيش النيل»، مُتضمناً محورا خدمياً مقترحاً، ثم «‬مقياس النيل» ثم « قصر محمد علي» بالمنيل.


وأضاف أنه سيتم إنشاء «‬متحفين» بمنطقة السور تحت موضوع أومجال تكنولوجيا الماضي: «‬المتحف الأول»: يقع في المنطقة الترفيهية المزمع اقامتها مكان المدابغ وجنوب السور مباشرة، ويعرض تطور صناعة الدباغة والجلود» ويُعد بمثابة البوابة الشمالية للمحور الخدمي الترفيهي المقترح.. أما «المتحف الثاني»: في منطقة «السواقي» في الجهة الغربية للسور يعرض أفكار الهندسة الهيدروليكية في زمن انشاء السور.


محور خدمي ترفيهي


وأشار المُشرف العام علي مشروع القاهرة التاريخية، إلي أن التطوير يهدف إلي خلق محور خدمي، ترفيهي، عمودي علي السور، ومرتبط مع ما هو مقترح لمنطقة «‬المدبح» شمالاً، وحتي المنطقة الترفيهية جنوب »‬صلاح سالم» ليتكامل مع منطقة متحف «‬الحضارة» بالفسطاط، مع مراعاة خلق منطقة اسكان «مستوي اقتصادي مجاور للإسكان القائم يليه مستوي متوسط يليه مستوي فوق متوسط بحيث يطل هذا الاخير علي المحور المقترح»، يمين ويسار هذا المحور تعمل علي تهيئة البيئة الملائمة لإنجاحه اقتصادياً.

 

علي أن ينتهي ذلك المحور الخدمي الترفيهي عند المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، والذي يُعد في هذه الحالة بمثابة البوابة الجنوبية للمحور المقترح، يتم إلزام المناطق السكنية المُقترحة بالبناء طبقاً لنماذج محددة توزع مع الاراضي، وذلك كضمان للحفاظ علي التصور التخطيطي، وعلي الطابع العمراني، والبصري المُقترح للمنطقة.

 

كما يضم المحور الأنشطة والخدمات، وهي التالية: خدمات المال«بنوك»، تجارة، ادارة، إسكان اداري، مسارح، سينما، سوق كتاب«حديث ومستعمل»، تعليم عالي خاص« جامعات ومعاهد استثمارية»، خدمات صحية استثمارية» عيادات، مستشفيات استثمارية، مراكز صحية، مراكز استشفاء، معامل تحاليل، معامل للأشعة، وشركات سياحة وصرافة.


مصادر التمويل


وفيما يتعلق بمصادر تمويل المشروع، قال الأثري محمد عبد العزيز: إنه سيتم تمويل المشروع عن طريق ضخ الاستثمار الخارجي، وتوظيفه في منظومة الارتقاء التنموي، والاقتصادي بالمناطق الأثرية والتراثية بالقاهرة التاريخية، وتحقيق الاستفادة المُثلي من خلال مصفوفة استثمارية متُضمنة عائد الاستثمار من الاراضي الفضاء حول السور.


45 % تدهور عمراني


وكشف عبدالعزيز أن الدراسات التخطيطية قد أظهرت العلاقة بين حالات المباني.. وأعمار المباني، أن هناك تدهوراً عمرانياً بالمنطقة يمثل حوالي 45 % من عمران منطقة الدراسة.. ويتركز هذا التدهور بالمنطقة المواجهة لـ« سور مجري العيون»، مما يعطي إمكانية أكبر لعمليات التطوير والارتقاء.. وأوضح أنه تم تحديد حرم الأثر علي أساس البعد الذي يعطي أفضل رؤية جيدة للأثر وهو 30 متراً.. ومن خلال تحديد الحرم تم وضعه وإيجاد التقاطع بينه، وبين المباني.. وبذلك لقد تم تحديد حالتها العمرانية، حيث وجد أن أغلبها مبان حالتها رديئة.


وأشار إلي أن من أهم الاستنتاجات والتحليل العمراني أنه يُظهر أن هناك أراضي صالحة للتنمية مُتمثلة في الأراضي الفضاء، والمباني المُتهدمة والخَربة، ويبلغ نسبتها حوالي 13 % من إجمالي المباني.. كما يُظهر ذلك أن هناك إمكانية كامنة بمنطقة» الدراسة»، يُمكن توظيفها وفقاً للاحتياجات من خدمات أو إعادة تأهيلها.


ولفت إلي أن أهداف المشروع تعتمد علي فلسفة مشروع «تطوير القاهرة التاريخية»، في الحفاظ علي الأثر من خلال الارتقاء بالبيئة العمرانية المحيطة به، وذلك من خلال تحديد نطاقات التبادل بينه، وبين محيطه العمراني.


أهداف التطوير


وأوضح الأثري محمد عبد العزيز، أنه تم إعداد خطة عامة لتطوير منطقة «سور مجري العيون»، تهدف إلي تفعيل التغير الحضري، لبعض العناصر الأساسية للمنطقة علي سبيل المثال: نقل منطقة المدابغ، والتغيير في بعض الأنشطة المتداخلة مع النشاط السكني.. وتحسين أداء شبكة الشوارع، نظراً لتردي كفاءة الشبكة الحالية داخل المنطقة وتطوير، وصيانة شبكة المرافق العامة، نظراً لعدم جدواها، مع الكثافة السكانية الحالية.

 

وكذلك تحسين البيئة العامة والصحية للمنطقة من المُلوثات التي تسببها صناعات الدباغة والغراء.. وزيادة كفاءة ربط المنطقة بشبكة النقل الحالية لمدينة القاهرة، وتأكيد ربطها مع مسارات الحركة الرئيسية »‬طريق صلاح سالم- وطريق الكورنيش».. وتأسيس تجمع عمراني بأنشطة غير ملوثة للبيئة، وذلك لتنشيط نمط اقتصادي يعمل علي إيجاد مركز للأنشطة اليدوية والتجارية للمنتجات الجلدية.. والارتقاء بالبيئـة العمرانية لمنطقة الدراسة، وتحسين أداء العنصر الأثري المُتمثل في »‬سور مجري العيون» مع توحيد ورفع كفاءة الهيكل العمراني للمنطقة.

 

بالإضافة إلي إعاده تأهيل وتنمية منطقة المدابغ بعد إزالتها، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، من خلال خلق محور خدمي ترفيهي يعمل علي توفير البيئة الاجتماعية والاقتصادية اللازمة لإنجاح عملية اعادة التأهيل والتنمية. كمايهدف تطوير المنطقة إلي توطين بعض الأنشطة الحرفية الخفيفة والخدمية التجارية والثقافية والترفيهية والأنشطة الإنتاجية الجديدة التي تتلاءم مع طبيعة المنطقة وذلك في المنطقة جنوب السور.


وشدد علي أن هذه المنطقة ستُعد بمثابة صمام الأمان للمشروع، فهي من جهة تعمل، كمنطقة حماية للسور، وعزله عن المنطقة المتدهورة عمرانياً، لحين الانتهاء من أعمال تطوير كامل المنطقة.. ومن جهة أخري ستؤدي إلي توافر فرص عمل جديدة للسكان مما يدعم فرص نجاح المشروع علي المستويين الاقتصادي والاجتماعي.. كما يهدف المشروع بصفة عامة إلي التحسين، والارتقاء الشمولي العمراني، والاجتماعي، والاقتصادي للمنطقة، بالإضافة إلي تحسين الصورة البصرية للمكون الأثري» سور مجري العيون»، والذي لازال يحتفظ بطابعه رغم ما يشوبه من تشوهات وتداعيات ذات تأثيرات سلبية علي واقعة الأثري.

 

هذا بالإضافة إلي إمكانية الاستغلال السياحي الأمثل لهذه المنطقة من خلال تصميم مسار سياحي في الجزء الغربي من السور والذي يضم منطقة» السواقي»، مع إستحداث« متحف للأعمال الهيدروليكية» في عصر بناء السور، علي أن يستغل عائده المادي في الحفاظ علي الأثر وصيانته.


وفيما يتعلق بمنظومة المنشآت المائية الإسلامية في مصر.. أوضح عبد العزيز، أن«مجري العيون»، أو« سقاية فم الخليج»، يعتبر جزءً أساسياً في منظومة المنشآت المائية الإسلامية في مصر، والتي تعكس عبقرية المعمار، وصانع القرار في التعامل مع نهر النيل، وذلك قبل بناء السد العالي، وتغير أحوال النهر العظيم، ما بين الفيضان، والتحاريق« انحسار مياه النهر»، وشملت هذه المنظومة أنواعاً عديدة من المنشآت والتي اندثر أغلبها مثل خليج القاهرة، والجسور الخشبية، والحجرية، التي كانت عليه والقناطر، والصهاريج، والسدود، والسواقي، والخزانات والمصانع، ومقاسم المياه والمجاري المائية.

 

فكانت هذه المنظومة بمثابة شريان الحياة لمصر بشكل عام، ومدينة القاهرة بشكل خاص، وذلك لبُعد المدينة عن نهر النيل، وأشار إلي أن المشروع يهدف إلي تقديم الموقع بأبعاده التاريخية، والجغرافية والعمرانية، والمعمارية، بحيث يضع مجري العيون في مكانته التاريخية والأثرية، كأحد أهم وأضخم المباني المتبقية من منظومة المنشآت المائية الإسلامية في مصر.. ويعتبر سور مجري العيون، شاملاً» مبني السواقي»، أهم قطعة أثرية للعرض في هذا المتحف.. إلا أن امكانيات العرض داخل »‬مبني السواقي» محدودة للغاية.. ويشكّل الموقع الذي تشغله حالياً جمعية صنّاع الأثاث جزءاً لا يتجزأ من موقع السور، حيث إنه موقع المرحلة الانتقالية في رفع المياه بين النيل، ومبني السواقي، ولذلك فإن إزالة مبني جمعية صناع الأثاث، وإستغلال هذا الموقع ضمن مشروع المتحف يعتبر ضرورة تُمليها إحتياجات الحفاظ علي الأثر.


شاطئ النيل


وأشار المُشرف العام علي مشروع القاهرة التاريخية، إلي أنه يجب إعادة وصل الموقع بشاطئ النيل، وهو الاتصال عبر شارع» كورنيش النيل»، ويتم إعادة هذا الاتصال بحفر نفق بين الموقع، والنهر تحت شارع» الكورنيش».. وإذا تعذر تنفيذ هذا النفق حالياً فيجب أن يبقي كخيار استراتيجي مستقبلي، يُراعي في تصميم الموقع، بحيث يمكن تنفيذه في وقت لاحق بدون إعادة تنسيق الموقع.. وُيتيح الموقع فرصة جيدة لإدماج السور، مع معروضات أخري في متحف مفتوح في الهواء الطلق، وذلك في المساحة المُحددة بالسور شمالاً، والمنطقة السكنية جنوباً، وخط مترو الأنفاق شرقاً، وكورنيش غرباً.


سيناريو المتحف


وعن فكرة « سيناريو» المتحف.. قال الأثري محمد عبد العزيز: إنه يُراعي »‬سيناريو» المتحف التدرج في شرح، وتقديم الموقع من الأشمل إلي الأقل شمولاً تاريخياً وجغرافياً، وذلك من خلال التدرج في عرض مستويات تكنولوجيا التحكم في المياه كالتالي: المستوي الإقليمي: إشكالية التحكم في مياه النهر، واستغلاله علي مستوي مصر» المنشآت المائية الإسلامية في مصر».

 

ومستوي المدينة: إشكالية بُعد المدينة عن النهر«المنشآت المائية في القاهرة».. والمستوي العمراني: إشكالية نقل المياه للقلعة، مكان مرتفع وعلي بعد كبير بالنسبة إلي نهر النيل.. والمستوي المعماري: إشكالية رفع المياه لمستوي مرتفع، في مناطق متفرقة من مجري العيون.. كما يمكن للزائر المشي علي جزء محدود من المجري المائي أعلي السور، مع وجود موقع منظار يمكن من خلاله تتبع مسار السور حتي لقائه بالسور القادم من الفسطاط واستمراره في اتجاه القلعة، مع اللوحات التوضيحية اللازمة.


وذكر أنه سيتم تنفيذ مشروع متحف المنشآت المائية في القطاع الأول في «سور مجري العيون» الذي يصلح لذلك، حيث يُمكن للزائر استكشاف التفاصيل المعمارية والتقنية لحلول رفع الماء، كـ«الساقية» و«القواديس»، والمجري المائي أعلي السور، مع اللوحات التوضيحية اللازمة، ذلك بالإضافة إلي خزائن عرض محدودة «فاترينات» توضع في الفراغات التي أضاف مشروع الترميم لها أرضيات خشبية، يُعرض في هذه الخزائن القطع الأثرية التي تم العثور عليها أثناء الحفر، والكشف عن أماكن السواقي أعلي المبني.