كواليس تورط الراهب أشعياء المقاري في مقتل رئيس دير الأنبا مقار

الانبا ايبفانيوس رئيس دير الانبا مقار
الانبا ايبفانيوس رئيس دير الانبا مقار


بعد أكثر من أسبوعين على اكتشاف مقتل أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، أسدل الستار على اللغز الذي سيطر على الرأي العام خلال الفترة الماضية، وذلك بعد اعتراف الراهب أشعياء المقاري بارتكابه الحادث برفقة الراهب فلتاوس المقاري الموجود الآن في مستشفى "أنجلو أمريكان" عقب محاولة انتحاره داخل قلايته بالدير. 

بدأت القضية صباح الأحد  ٢٩ يوليو، عندما عثر رهبان الدير على جثمان الأنبا أيبفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار ملقى على وجهه أمام قلايته الخاصة "المكان الذي يقيم فيه بالدير" محاطا ببركة من الدماء، الأمر الذي دعاهم إلى الاتصال بالبابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية، في أثناء وجوده بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون لإبلاغه بالحادث.

واستدعت قوات الأمن وفريق من النيابة لكشف مرتكبي الجريمة، حيث خاصة أنها الأولى من نوعها التي تحدث داخل أسوار أحد الأديرة، وعقب معاينة رجال البحث الجنائي أصدرتً مديرية أمن البحيرة بيانًا رسميًا بشبهة جنائية في مقتل ايبفانيوس.

وعلى مدار أكثر من أسبوعين، سيطر الحادث الجديد من نوعه على أذهان المسيحيين للكشف عن مرتكب تلك الجريمة، وسط إصدار الكنيسة القبطية وعلى رأسها البابا تواضروس العديد من القرارات لضبط الحياة الرهبانية حيث صدق على 12 قرارًا مهمًا بشان الحياة الرهبانية وشؤون الأديرة أولها غلق الصفحات الخاصة بالآباء الرهبان ومنع دخول أخوة جدد في الحياة الرهبانية ومنع تعامل الآباء الرهبان في الشؤون المالية. 

لم تعد تلك الإجراءات الأخيرة التي أصدرتها الكنيسة خلال فترة تلك الأزمة هي الوحيدة، حيث كان القرار الأكثر جدلا بتجريد الراهب اشعياء المقاري من الحياة الرهبانية وذلك نظرا لتصرفاته غير اللائقة للحياة الرهبانية، الأمر الذي جعل الشك يدخل في وجدان الشعب القبطي بأن الراهب     ضمن مرتكبي الحادث. 

ترددت تلك الأقاويل بشأن تورط الراهب اشعياء الحادث ليس فقط لإصدار الكنيسة قرارا بتجريده من الرهبنة في ذلك الوقت وإنما لأحداث سابقة تتعلق بالراهب المشلوح، أولها أنه تم التحقيق معه من قبل لجنة شؤون الرهبنة والأديرة بداية العام الحالي، وصدور قرار بإبعاده عن الدير لمدة ٣ سنوات، لكن مجموعة من رهبان ديره وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه والإبقاء عليه بالدير، وتعهدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ، وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير نيافة الأنبا إبيفانيوس الذي رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا مشفوعًا بتوسلٍ من نيافته لقداسة البابا بقبول الالتماس، وهو ما حدث.

لكن استمرت الأوضاع كما هي، ولم تتغير سلوكياته الخاطئة، ما دعا اللجنة المجمعية إلى إعادة التحقيق معه، وإصدار قرار بتجريده.

وعقب اكتشاف تورطه، قررت نيابة استئناف الإسكندرية، اليوم السبت، حبس الراهب المشلوح أشعياء المقاري، 4 أيام على ذمة التحقيقات في واقعة مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس وأسقف دير أبو مقار بوادي النطرون.