دراسة تضع مقال ابن رشد على طاولة التشريح

مجسم لابن رشد
مجسم لابن رشد

يُصدر الباحث والناقد مدحت صفوت، عن سلسلة التراث الحضاري بالهيئة المصرية العامة للكتاب دراسة جديدة عن أبي الوليد ابن رشد بعنوان «صوت الغزالي وقِرطاس ابن رشد»، ملحق بها دراسة ابن رشد الشهيرة «فصل المقال».

 

«ابن رشد ليس نقيضًا للغزالي»، هكذا انتهى الباحث مدحت صفوت في إصداره المرتقب، معتمدًا في قراءة الغزالي وابن رشد على استراتيجيات التفكيك، مؤكدا أن الاستدعاء الرئيس لابن رُشد وكتابه الشهير «فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال» هو لفهم ومعرفة الرُشدية من كتاباتها لا من الصور المُتخيلة التي رسمها كثيرٌ من باحثيّ ومفكريّ العصر الراهن.


 
وحسب دراسة مؤلف «السلطة والمصلحة» فإنه فضّل أدوات جاك دريدا في قراءة ابن رُشد، محاولًا وضع علامات الاستفهام حول خطابه، كذا الأسئلة المشروعة عن المنتج العربي الكبير الذي دار حول ابن رُشد والرُشدية، حول مدى تعبيره "بصدق" أو بدقة عن الرؤية الرشدية، وهل أدى إلى إنتاج صورة متخيلة عن أبي الوليد، وإذا كانت الإجابة بنعم، لماذا اخترع المفكرون العرب هذه الصورة الرشدية؟ وما الحاجة التي دفعتهم إلى ذلك؟ 

 

ويقول «صفوت»: «أود أن أعترف أنني خلال إعدادي لتلك الدراسة لم أشعر بلذة البحث التي تصيب الباحث أحيانًا بالنرجسية، وتمنحه وفرة بالإحساس بذاته، إلا حين وضعت ابن رشد على طاولة التشريح، مستعدًا له باستراتيجيات اللعب والتفكيك.


 
ومدحت صفوت هو ناقد أدبي وباحث بتحليل الخطاب، عمل كمحاضر زائر في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وحاضَر في عدد من المراكز البحثية المصرية، حاصل على درجة الماجستير في تحليل الخطاب، يكتب في المحاور النقدية ونقد الخطاب الديني الأصولي.

 

وصدر للباحث كتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان «السلطة والمصلحة.. استراتيجيات التفكيك والخطاب العربي»، وله قيد الطبع «جناية الفقهاء: تمارين على طرح الأسئلة».