نسبة الضرائب في مصر ليست مرتفعة.. ويجب ضبط المجتمع الضريبي

«الببلاوي»: المجتمع الدولي والمستثمرون بالخارج يشعرون بأن مصر دولة جادة

د. حازم الببلاوي
د. حازم الببلاوي

أكد الدكتور حازم الببلاوي، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، وممثل المجموعة العربية بالصندوق أن الحكومة المصرية اجتازت بنجاح المرحلة الأولي من برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي وضعته مصر بشكل كامل، وهو ما يؤهلها للنجاح في المرحلة الثانية، مشيدا بنجاح الحكومة في تحقيق فائض أولي في موازنة العام المالي السابق، وقال إن ذلك يعد انجازا كبيرا، كما توقع أن يشعر المواطن بالنتائج الايجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي بعد نحو 3 سنوات.

كما طالب خلال حواره مع «أخبار اليوم» في مدينة شرم الشيخ - بضبط المجتمع الضريبي، ومكافحة التهرب الضريبي، مؤكدا أن نسبة الضرائب في مصر ليست مرتفعة.

- هل لديكم ملاحظات علي برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، خاصة فيما يتعلق بمعالجة تأثيره علي المواطن؟

- أجاب د. حازم الببلاوي قائلا إن وظيفة صندوق النقد الدولي، تختلف عن البنك الدولي، فالبنك الدولي وظيفته مساعدة البلاد علي تحقيق التنمية، من خلال تمويل مشروعات تساعدها علي ذلك، بينما الصندوق وظيفته معالجة الخلل الموجود بالدولة، حتى تستطيع أن تكون بعد العلاج قادرة بإمكانياتها أو بالمستثمرين الأجانب، ومصر ذهبت للصندوق لأنه كان يوجد بها خلل كبير في التوازن الاقتصادي، وكان إصلاح هذا الخلل يتطلب دعما من الصندوق، وأن تتخذ مصر في نفس الوقت إجراءات لمنع هذا الخلل، والشيء الجيد أن الإجراءات التي طلبها الصندوق من مصر لازمة وضرورية، ومؤلمة لأن الاقتصاد المصري لن يتحمل لفترة طويلة الخلل الذي يعاني منه.

 وأضاف: الناس تعاني من ارتفاع الأسعار، وهذه حقيقة، والشعب المصري تحمل هذه التضحية ويستحق الشكر، لكنها ليست تضحية بلا حساب، بل هي تضحية تشبه المريض الذي يأخذ العلاج المر من أجل الشفاء، ولذلك أؤكد أن المواطن الذي يشتكي من برنامج الإصلاح لديه مبرره، لكن هذا الدواء المر كان ضروريا، ويرجع الفضل فيه للشعب الذي تحمل تبعاته والحكومة التي كان لديها الجرأة لتنفيذ هذا البرنامج، والذي نجحت فيه في المرحلة الأولي، ومن ينجح في المرحلة الأولي لديه فرصة كبيرة في النجاح في المرحلة التالية، لأن أخطر شيء في برنامج الإصلاح الاقتصادي أن تفشل في المرحلة الأولي، فمثلا التلميذ الذي لا يستطيع النجاح في المرحلة الأولي لن يستطيع في المرحلة التالية، ولذلك فإن مصر حققت انجازا لأن لديها ثقة في قدراتها، كما أن المجتمع الدولي والمستثمرين في الخارج يشعرون بأن مصر دولة جادة.

وأكد د. الببلاوي أن برنامج الإصلاح الاقتصادي برنامج مصري بشكل كامل، وأولوياته وأهدافه وبرامجه مصرية تماماً، وأن البرنامج يهدف لتحسين مناخ الاقتصاد في مصر وجذب الاستثمارات، لاسيما الخارجية، وتحسين مستوي معيشة المواطن، وبيانات الصندوق تشيد باستكمال خطة رفع أسعار الطاقة، بالإضافة إلي إشادة الصندوق بنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.

متى يشعر المواطن العادي بثمار برنامج الإصلاح الاقتصادي؟

- أجاب: أي إصلاح يأخذ وقتا، فمثلا عندما تزرع شجرة لن تنتج ثمارا بسرعة، فالإصلاح يتم الآن، وأتوقع أن مصر أمامها عدة سنوات أتمني ألا تكون كثيرة، وأتوقع أنه لن نري نتائج ملموسة لثمار برنامج الإصلاح قبل 3 سنوات.

كيف تقيم توجه مصر إلي قارة أفريقيا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم؟

- أجاب د. الببلاوي قائلا: أفريقيا منطقة مهمة جدا في العالم، كما أن بها تنوعا كبيرا، وبها دول تعاني من مشاكل كبيرة، كما ان بها دولا ناجحة اقتصاديا، ووجود مصر علي الساحة الأفريقية أمر ضروري، وأعتقد أن اختيار شرم الشيخ لاستضافة الاجتماعات السنوية لمحافظي الدول الأفريقية بالبنك وصندوق النقد الدوليين مهم جدا، لأنها مدينة جميلة، وتعطي صورة جيدا عن الأوضاع في مصر، وأنا متأكد أن جميع الذين حضروا هذه الاجتماعات سواء رؤساء بنوك مركزية افريقية أو وزراء مالية واستثمار بأفريقيا سيتحدثون عندما يعودون لبلادهم عن هذا البلد الجميل.

كيف تري موقف البعض الذين ينتقدون ما تقوم به الدولة من إنشاء عاصمة إدارية جديدة، وشبكة طرق جديدة، وغيرها من المشروعات التنموية؟

- قال د. الببلاوي: الدولة عليها واجب وهو أن تعطي أكبر قدر من المعلومات، فالناس ينتقدون ليس لأنهم رافضون أو غير قابلين لهذه المشروعات، بل لأنهم ليس لديهم المعلومات الكافية، والدولة عليها واجب أن تشرح للناس ما تقوم به من مشروعات وتكلفتها، وان توضح لهم الاختيارات الأخرى البديلة عن القيام بهذه لمشروعات، فالنقطة الأساسية أن المسألة ليست اعتراضا علي الشيء، ولكنه اعتراض علي عدم توافر البيانات الكافية وهذه مسئولية الدولة التي يجب أن تقدم للناس المبررات والأسباب.

باعتبار حضرتك وزير مالية سابقاً.. كيف تقيم ما تقوم به الحكومة من تعديلات ضريبية؟

- قال د. الببلاوي: لا بد أن نؤكد أن الحكومة حققت نجاحا كبيرا في تحقيق فائض أولي بقيمة 4 مليارات جنيه في موازنة العام المالي السابق، ورغم أنها نسبة بسيطة إلا أنه من المهم أن الإيرادات السنوية التي حققتها الدولة خلال عام مالي تزيد علي مصروفاتها بدون خدمة الدين العام، وهذا انجاز كبير جدا ينبغي أن تشكر عليه الدولة، ووزارة المالية، بالإضافة للشعب المصري الذي تحمل آثار برنامج الإصلاح الاقتصادي.

وأضاف : أنا أعتقد أن نسبة الضرائب المفروضة في مصر ليست مرتفعة، كما أننا لا نحتاج لزيادة أسعار الضريبة، أو لتعديلات في قانون الضرائب، ولكن نحتاج ضبط المجتمع الضريبي، لأن هناك قطاعاً كبيراً جدا خاصة في المهن الحرة يتهرب من سداد الضرائب، لأنهم لا يدفعون ما يجب أن يدفعونه للضرائب طبقا لدخولهم.