أسرة راهب دير «الأنبا مقار» تشكك في انتحاره.. وطبيبه المعالج يفجر مفاجأة

دير الانبا مقار
دير الانبا مقار

لا تزال الأنظار تتجه نحو دير الأنبا مقار بوادي النطرون بمحافظة البحيرة، للكشف عن لغز مقتل أسقف ورئيس الدير الأنبا إيبفانيوس، الحادث أعقبه ردود فعل متوالية كانت بينها قرارات أصدرتها الكنيسة منها تجريد راهب، لكن زادت إثارة الأحداث مع  تداول الأخبار عن انتحار الراهب فلتاؤس المقاري بالدير ذاته.. «بوابة أخبار اليوم» حاورت أحد أقارب  الراهب المنتحر للوقوف على تفاصيل الواقعة.   

 

النفي كان أول ما بدأ به قريب  الراهب فلتاؤس المقاري، خلال حديثه مع «بوابة أخبار اليوم»، ليقول: «لا يمكن أبد أن يلجأ أبونا فلتأوس  للانتحار، لأنه لا يعاني من أي اضطرابات نفسية تدفعه للإقدام على أي شيء مثل ذلك». 

 

داخل مستشفى أنجلو أمريكان بالزمالك، يرقد الراهب فلتاؤس المقاري بالطابق الأول في إحدى الغرف للعلاج عقب نقله من قبل رهبان الدير لمحاولة إسعافه بعد تردد أنباء بانتحاره. 

 

«ريمون رسمي منصور» الاسم العلماني للراهب فلتاؤس المقاري، ويبلغ عمره الـ٣٠ عاما، تخرج في كلية التجارة، وعمل مدرسا لمادة التاريخ بإحدى مدارس محافظة القليوبية، حتى دخل حياة الرهبنهً عام ٢٠١٠، وذلك حسب ما أكدت شقيقته. 

 

حالة من الذهول والتعجب تسيطر على أقارب الراهب، هكذا أكد قريب الراهب خلال حديثها مع محرري «بوابة أخبار اليوم» قائلا: «أبونا فلتاؤس ميعملش كده، طول عمره شخصية سوية، ويعرف ربنا كويس، وعمره ما يلجأ للانتحار، طول عمره بيخاف من الدم».

 

الساعات الأخيرة قبل الحادث يصفها قريب الراهب قائلا: «ليلة الحادث هاتفته للاطمئنان عليه، وكان زي عادته ولَم يظهر على صوته أي تغيير أو مشكله بينه وبين أحد بالدير أو حتى مشكلة نفسية تدفعه لذلك، لكن تلقينا خبر الانتحار عن طريق الإعلام ، لننتقل إلى المستشفى فوجدناه موجودا داخل إحدى الغرف وسط تواجد أمني كثيف». 

 

مقتل الأنبا «إيبفانيوس» داخل دير الأنبا مقاري والجدل والإثارة اللذين أعقبا الحادث جعل كل أقارب وأهالي من يقطن الدير يسرعون للاطمئنان على ذويهم بالهاتف أو الزيارة، فيقول : «عقب حادث وفاة الأنبا إيبفانيوس تواصلنا مع  الراهب فلتأوس بصورة مستمرة للاطمئنان عليه وعن أحوال الدير، فكان دائما يطلب مننا الصلاة من أجل الدير، وأن نولع شمعة أمام صورة العذراء لانتهاء تلك الأزمة». 

 

تفاصيل كثيرة توضح حقيقة الحادث، فكان لـ«بوابة أخبار اليوم» لقاء آخر مع الطيب المعالج للراهب للوقوف على حالته الصحية الذي فجر مفاجأة جديدة، ليقول: «إن تلك إصابات الراهب فلتاؤس لا تدل على الانتحاره، وأبونا ميلجئش للطريقة ديه أبدا»، فكان لابد من معرفة حقيقة إصابته التي أكد أنها عبارة عن «حريق من الدرجة الثالثة بساقيه الاثنين وقطع بشرايين يديه الاثنين، وكدمة  بالرأس وكسر بالحوض، وبعض الكدمات بالظهر».

 

طبيعة شخصية الراهب فلتاؤس تحدث عنها طبيبه المعالج، ليؤكد: «أنه شخص سوي وقليل الكلام، ومثقف، وله العديد من المؤلفات اللاهوتيةً، وباحث في التاريخ الكنسي، ولا يميل إلى العنف وليس طبيعته تدفع للانتحار، ودائما ما يبعد عن الصراعات». 

 

حديث الطبيب تمتزج كلماته بشيء من الشك في الحادث، ليؤكد «أن أحد رهبان الدير أبلغنا أنه كان جالسا معه ليلة الحادث حتى الساعة ٢ صباحا، وكانوا يتحدثون عن الدير، ولم يظهر عليه شيء يدفع للانتحار، كما أنه لم يظهر عليه أي اضطرابات نفسية تدفعه لذلك».