حكايات| الملك فاروق «الدنجوان».. التدين أنقذه من الموت

الملك فاروق «الدنجوان».. التدين أنقذه من الموت
الملك فاروق «الدنجوان».. التدين أنقذه من الموت

في حياة كثير من ملوك وقادة مصر جانب ديني، تنافسوا في الإفصاح عنه أمام الكاميرات وعلى صفحات الجرائد، وكان للملك فاروق نصيب من هذه المنافسة، وكشف ما يُعرف بـ«حادث القصاصين» أحد وجوه التدين للملك الراحل.

 

قصة حادث القصاصين تعود تفاصيلها، إلى ‏عدد جريدة الأهرام في 16 نوفمبر سنة ‏1943، والذي تحدث خلاله عن زيارة قام بها الملك فاروق ‏ إلى طنطا ودمنهور إلا أنها انتهت بحادث اصطدام سيارة الملك لسيارة نقل، عند الرابعة بعد ظهر الخامس عشر من نوفمبر، أثناء سيره على طريق الإسماعيلية، قرب القصاصين. 

 

اقرأ حكاية أخرى| فؤاد الثاني أعاد إحياءها.. من تبقى من «الأسرة الملكية» بمصر؟

 

وبعد إجراء الإسعافات اللازمة لمملك فاروق في أحد مستشفيات الجيش البريطاني، تبين بعد عمل الأشعة أنه يوجد شرخ بسيط جدًا لا يتجاوز السنتيمتر بالحرقفة اليسرى - عظم رأس الوَرِك- وكشفت التفاصيل أن الملك كان يقود سيارته الخاصة في طريقه إلى الإسماعيلية لزيارة يخته الخاص،‏ وكان معه ثلاثة من رجال الحاشية الملكية.

 

وأثناء قيادته، فوجئ الملك فاروق بإحدى سيارات اللوري سائرة في الاتجاه المقابل، وأرادت «اللوري» أن تلف فجأة إلى اليمين دون أن يبدي السائق الإشارة الخاصة بالمرور‏،‏ فحاول الملك أن يتفاداها ،‏ وتمكن من ذلك؛ لكن مركبة اللوري ارتطمت بأحد جوانب السيارة الملكية.

 

اقرأ حكاية أخرى| كيف تحافظ الملكة اليزابيث الثانية على صحتها؟  

 

لكن المفاجأة الأولى في هذه الواقعة أن السيارة التي كان يقودها الملك فاروق أثناء الحادث، كانت نفسها التي أهداها له الزعيم الألماني «هتلر»، في يناير 1938، والتي عرفت فيما بعد بـ«السيارة المشؤومة».

 

وفي حوار صحفي حينها، مع رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا، تحدث الرجل قائلا: «روى لي الملك فاروق حقيقة ما دار، قائلا: أتعرف ما أنقذني؟ فأجاب حسنين باشا :‏ إن ضباط الطيران الذين شهدوا الحادث يقولون إن الفضل يعود لمهارة جلالته في القيادة، فأخرج الملك مصحفًا ذهبيًا من جيبه، وقال‏:‏ كلا، بل هذا المصحف هو الذي أنقذني»‏.‏

 

اقرأ حكاية أخرى| كتبتها ثم أحرقتها.. أسرار «ثورة 52» ترويها زوجة الرئيس

 

«فاروق» ختم حديثه مع رئيس ديوانه، بالتأكيد على أنه يضع في كل سيارة من سياراته مصحفًا شريفًا غير المصحف الذهبي الذي يحمله دائما في جيبه.  

 

لم تمر أيام على الحادث، حتى قرر الملك فاروق الأول بناء مسجد ببلدة القصاصين في الإسماعيلية، بعد أنّ تعافى من الحادث، شكرًا لله على شفائه، وتخليدًا لذكرى إقامته في هذه البلدة، حيث تم إنشاؤه بالقرب من كوبري «القصاصين» الذي يعلو الهويس، أما موضع المسجد فهو يشرف مباشرة على ترعة الإسماعيلية من الناحية الجنوبية، وبينهما الآن شارع.