قبل عرض «122».. نقاد يكشفون: لماذا تفشل أفلام الرعب المصرية؟

قبل عرض «122».. نقاد يكشفون: لماذا تفشل أفلام الرعب المصرية؟
قبل عرض «122».. نقاد يكشفون: لماذا تفشل أفلام الرعب المصرية؟

دون غيرها، تخطف أفلام الرعب الهوليودية المشاهدين، ليس فقط بمؤثراتها الصوتية والبصرية المبهرة وخيال مؤلفيها الخصب، وكادرات مخرجيها التي تضفي إحساسًا بمعايشة الجمهور في قلب الأحداث، ولكن أيضًا إنتاجها السخي الذي يسعى لجذب المشاهدين وإمتاعهم وتحقيق الإيرادات في الوقت ذاته.

وعكس السطور السابقة، تأتي محاولات السينما المصرية في تقديم أفلام رعب، التي لم تخرج حتى الآن من عباءة "الرعب الدموي" بخيال نمطي وأفكار لم تصل حد الابتكار والتجديد، فلم تحقق معها "هوليوود الشرق" النجاح المطلوب، ولم يحالفها الحظ في الانتشار حتى على المستوى المحلي .


القصة والخيال لا الممثل

الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي، ترى أن أفلام الرعب تعتمد في الأساس على خيال متفرد وحبكة شديدة التعقيد والإحكام، فضلا عن مهارة فائقة في استخدام المؤثرات الصوتية والبصرية، لخلق مواقف وشخصيات البيئة المرعبة المناسبة للمشاهد، مؤكدة أن تلك المهارات ليست ضمن التيار الغالب في السينما المصرية.
وأشارت الناقدة السينمائية، إلى أن النجم لا يصنع الرعب، ولكن تلك النوعية من الأفلام تتطلب مناخًا متكاملاً للخروج بالشكل المطلوب، موضحة أننا نجحنا في تقليد معظم الأفلام الأجنبية إلا أفلام الرعب التي كُتب لها الفشل لأنها تعتمد على القصة والخيال لا الممثل .
 
المنتجون ومكاسب "الأكشن" و"الكوميدي"

ويوافقها الرأي الناقد السينمائي طارق الشناوي، مؤكدًا أن فيلم الرعب بحاجة إلى تقنية عالية سواء كانت سمعية أم بصرية، وهو ما تفتقر إليها السينما المصرية، مضيفا: "نحن غير قادرين على صناعة أفلام رعب تجعل المتلقي جزء من الشاشة".

وحول خوف المنتجين من خوض تجارب أفلام الرعب، يرى "الشناوي"، أن المنتجين يسعون وراء المكسب المادي ونوعية الأفلام التي تأتي بأموال أكثر، سواء كانت "أكشن" أم "كوميدي"، لافتا إلى أنه عند أول نجاح لتجربة فيلم رعب مصرية سيتجه المنتجون إليها بلا شك .


وطوال نحو 73 عامًا، منذ عرض أول فيلم رعب مصري،  قدمت السينما المصرية عددا من الأفلام التي صنفتها ضمن فئة "الرعب"، تستعرضها "بوابة أخبار اليوم" في السطور التالية:

سفير جهنم - 1945

أحد أقدم أفلام الرعب المصرية، من تأليف وإخراج وبطولة يوسف وهبي، وشاركه بطولته ليلى فوزي، وفؤاد شفيق، وفردوس محمد، والمطرب عبد الغني السيد.

وتدور أحداث الفيلم حول "رمضان" الرجل الفقير المعدم الطاعن في السن، وكذا زوجته، له ابن وابنة، يختار "الشيطان" هذه الأسرة ليثبت مدى سيطرته على البشر، فيعرض عليهما الشباب والمال، فيستسلم له "رمضان" وزوجته ليعودا إلى سن وحيوية الشباب، وينصرف الزوج إلى كل أشكال العربدة التي تطولها يداه، كما تصادق الزوجة الشبان وتحيا حياة الرذيلة، وينصرف الابن إلى عالم الشر، حتى يتورط  في جريمة قتل، وتعلم الابنة أن المال هو كل شيء فتتزوج من رجل ثري، لينتصر الشيطان في استقطاب سكان جدد إلى جهنم.
 

التعويذة - 1987
أحد أشهر أفلام الرعب لمواليد الثمانينيات، وهو من بطولة محمود ياسين، ويسرا، وعبلة كامل، وتحية كاريوكا، وهو من تأليف وإخراج محمد شبل.

وتدور أحداث الفيلم حول عائلة تصاب بالذعر بسبب حدوث ظواهر غريبة في بيتها، حيث يمتلئ الحمام بالدم ويحترق البيت من تلقاء نفسه، فتكتشف العائلة أن البيت مسكون بالجنّ والعفاريت، وعندما يلمحون جسمًا غريبًا يتجول داخل المنزل، يعرض عليهم شخص مجهول شراءه بسعر مغرٍ. 
 

الإنس والجن - 1985
رغم كونه أشهر أفلام الرعب المصرية التي تناولت الجن والعالم الآخر بعد أيقونة "التعويذة"، إلا حبكة الفيلم لم تخلو من سذاجة المؤثرات والخدع البصرية، خصوصا في آخر مشهد للفيلم، أثناء التخلص من الجن وهو الدور الذي يقدمه الفنان عادل إمام، وشاركه بطولته يسرا وعزت العلايلي، وهو من تأليف محمد عثمان، وإخراج محمد راضي.

وتدور قصة الفيلم حول عشق الجن للإنس من خلال قصة د. فاطمة التي تعود من الولايات المتحدة إلى أحد مراكز الأبحاث في مصر فتقابل "جلال"، وهو جنّ متنكر بهويّة خبير سياحي، يظهر لها في حجرتها ويجبرها على الزواج من "أسامة" الجن الآخر المتنكر بهيئة إنسان، ونتيجة هذه الأحداث، تدخل فاطمة أحد المصحات النفسية ثم تهرب منه وتحاول الانتحار.

البيت الملعون - 1987
فيلم "البيت الملعون" من بطولة كمال الشناوي، وماجدة الخطيب، وسمير صبري، ومن تأليف وإخراج أحمد الخطيب.

وتدور أحداثه حول حياة مديحة التي تعيش مع زوجها وابنتها في فيلّا، وتفاجأ بظهور أشخاص يحاولون قتلها، وعندما تكشف مديحة لعمّتها الأحداث، تخبرها أن والدتها قتلت في الفيلّا وأن والدها اتّهم بالجريمة ثم انتحر في أحد مستشفيات الأمراض العقلية، وعندما يصطحبها زوجها إلى طبيب العائلة ليعالجها، تكتشف العائلة أنه القاتل الحقيقي.

 

عزازيل - 2011
لم يلق الفيلم نجاحا على الإطلاق ولم يحقق إيرادات تذكر، نظرًا لسوء جودته لعدم توافر الإمكانيات لدى القائمين على صناعته، سواء المادية أو الخاصة بكاميرات التصوير وأماكن التصوير، والفيلم من تأليف أحمد أبو هيبة، ومن إخراج أمير شاكر، وقدم رعبًا بالروح المصرية، وفضّل القائمون عليه الاستعانة بعدد من الوجوه الشابة والجديدة، حتى يكون هناك نوع من المصداقية عند الجمهور.

 

وردة - 2014

الفيلم بطولة مجموعة من الشباب، اجتمعوا في محاولة من أجل تقديم فيلم رعب مصري، تناول الفيلم عالم الجن والشياطين واستخراج الأرواح، من خلال قصة حقيقية لفتاة تتعرض لمس شيطاني يحول حياتها وحياة من حولها إلى جحيم.


"122" -  2018
أحدث فيلم رعب في السينما المصرية بعد غياب عن الساحة الفنية، ومن المقرر عرضه في موسم عيد الأضحى، ويشارك في بطولته أحمد داوود، وطارق لطفي، وأمينة خليل، ومحمود حجازي، وهو من إنتاج العراقي سيف عريبي، ومن تأليف صلاح الجهيني، وإخراج الإماراتي ياسر الياسري.


وتدور قصة الفيلم، حول وقوع طبيب فيما لا يحمد عقباه حين يُتهم بارتكاب جريمة هو بريء منها، حيث يحاول أن يثبت براءته من الجريمة، ويساعده صديقه المقرب في هذه المحنة.