حوار| الخالدي: مصر حريصة على وحدة سوريا والتدخل الخارجي سبب تأخر حل الأزمة

فراس الخالدي منسق منصة القاهرة بهيئة التفاوض السورية
فراس الخالدي منسق منصة القاهرة بهيئة التفاوض السورية

أكد فراس الخالدي منسق منصة القاهرة بهيئة التفاوض السورية أن موقف مصر ثابت ولم يتغير، وأنها حريصة على وحدة سوريا أرضا وشعبا. 

 

وأضاف فى حواره مع «الأخبار» أنه يعول على انخراط أكبر لمصر فى دفع العملية السياسية إلى الأمام. وأكد الخالدى أن اللجنة الدستورية ستكون بداية تطبيق المسار السياسى، مشددا على أن التدخل الخارجى الإقليمى والدولى والعبث بالملف السورى تسبب سلبياً فى تأخر الحل.

 

● إلى أين وصلت الأزمة السورية بعد 7 سنوات؟


إن خروج مطالب الشعب السورى من يديه، ثم من جامعة الدول العربية وتدويل القضية، ومن ثمّ تدخّل أطراف من مشرق الأرض لمغربها، وتأثّر القضية السورية بتجاذبات إقليمية ودولية وخضوعها لحسابات الصفقات الدولية (الكلية منها والجزئية) أوصل المأساة السورية لتكون من أكبر آلام القرنين العشرين والواحد والعشرين إن لم تكن أكبرها بالفعل.

 

● هل تتوقع قرب انتهاء الأزمة والوصول لتسوية؟


لا بد من عودة القضية للطريق الصحيح للحل وهو تحقيق مطالب وحقوق الشعب السورى فى الحياة الكريمة، فلا يمكن لأحد أن ينكر تلك الحقوق أو يتنكر لها.

 

● كيف ترى عمليات وقف اطلاق النار الأخيرة التى تمت برعاية مصرية وضمانة روسية؟


لا ننسى الكثير عظيم الجهود المصرية فى محاولة وقف القتل وخفض العنف والتوتر وحرصها على عودة الشعب السورى كريما عزيزا إلى وطنه. من هنا نجد حراكا مصريا فاعلا لدعم قضية الشعب السورى متمثلا فى مواقف واضحة من مصر عبر تأكيدها فى بيان خارجيتها الشهر الماضى أن تطبيق قرار ٢٢٥٤ وبيان جنيف والقرارات ذات الصلة هى الحل الوحيد للأزمة السورية وتأكيدها على أن المسار السياسى فى جنيف وتحقيق مطالب الشعب السورى هو الحل الوحيد (أى حل سياسى حقيقى عادل).

 

● كيف ترى الموقف المصرى؟


نرى موقف مصر ثابتا ولم يتغير، بل على العكس تم تدعيمه بتوحيد المواقف العربية وبقرارات جامعة الدول العربية فى قمة الظهران، حيث أكد البيان أن الهيئة التفاوضية هى الممثل الشرعى للمعارضة السورية، ورفض أى وصاية أو تدخل فى القرارات الصادرة عن الهيئة أو حرفها عبر زجّها بمسارات أخرى وإفراغها أو دفعها لعملية تحقق مطالب خاصة لدول إقليمية ودولية، تستخدم القضية السورية لتلبية مخططاتها الاقليمية والعابرة فوق حقوق ومطالب الشعب السورى الذى دفع ثمناً باهظاً لتحقيق ذلك. مصر حريصة على وحدة سوريا أرضا وشعبا، ونعول على انخراط أكبر من مصر بدفع العملية السياسية إلى الامام، خصوصا بعد توحد المواقف والجهود بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وانضمام مصر للمجموعة المصغرة (مجموعة العقول النيّرة) خمس +٢.

 

● التدخل الخارجى فى الأزمة من أطراف عديدة.. كيف كان تأثيره على الأزمة؟


من الطبيعى أن يكون التدخل الخارجى الإقليمى والدولى والعبث بالملف السورى سبباً سلبياً فى تأخر الحل، وعاملا مضادا بكل ما للكلمة من معنى لمطالب وحقوق الشعب السورى الطبيعية فى الحياة ولنوضح أكثر على سوداوية التدخلات الخارجية دعونا نتذكر اتفاق المدن الأربع وتسهيل دخول الإرهابيين إلى سوريا. إذن فالحد من التدخل الخارجى يجب أولاً على النظام أن يعى أن سوريا هى المقام الأول والاعلى، وبناء عليه على عقلاء السلطة مد يدهم كى نقوم بصناعة حل يحفظ ما بقى من سوريا أرضاً وشعباً، ويحفظ وحدتها، وهنا نحن بحاجة أيضا لموقف عربى موحد يحمى المعارضة، وعقلاء السلطة إن وجدوا، من محاولات اقصائهم أو تصفيتهم لصالح استمرار الحرب فى سوريا بما يخدم مصلحة إيران وإسرائيل ودول إقليمية ودولية أخرى.

 

● كيف يمكن التخلص من الجماعات الإرهابية فى سوريا؟


سيختفى الإرهاب عندما يؤمن النظام والأطراف المستفيدة من الإرهاب بأن الحل لن يكون سوى سياسي، وعندما يمسك بالملف الأمنى فى سوريا أناس على يقين بأن الأمن ليحمى البلد ولتحقيق مصلحته الوطنية والقومية، وليس لتوظيفه فى تحقيق مخططات إقليمية، وهذا ما سيلغى كل المسببات التى تؤمن البيئة الحاضنة والدول الراعية للإرهاب، ولكن تبقى المعضلة بنظرى هى الإرهاب الإيرانى وتوغله فى منظومة الحكم والمجتمع عبر ميليشياته وشبكة المصالح التجارية والاجتماعية التى اقامها.

 

● هل سيكون هناك لقاءات ومفاوضات بين الحكومة والمعارضة الفترة القادمة؟


أظن أن التقدم باتجاه اللجنة الدستورية إن صحت التسمية سيكون بداية تطبيق المسار السياسي، وبطبيعة الحال سيكون هناك لقاءات بين المعارضة والنظام، وذلك يعتمد على عقلاء فى النظام يدركون أن اقتراب الحل السياسى أو التسوية السياسية سيضع كثرا على قربان التضحية فيهم. ومن هنا وجود حالة وعى لدى كل سورى تجعله ينظر إلى أن سوريا أولا، ارضا وشعبا، هى الحل والطريق إليه هو الحل السياسى العادل والشامل.