كرم جبر يحقق: الصفقة الكبرى لمصر والمصريين

كرم جبر
كرم جبر

- الفريق مهاب مميش: وراء المعجزة زعيم مخلص قرر أن يبنى بلده
- إيرادات القناة زادت 600 مليون دولار والقناة الجديدة سددت ديونها في عام واحد
- لماذا قال ولي العهد السعودي: تأكدت أن الله استجاب لدعائي؟
- الإسماعيلية الجديدة أول مدينة حديثة في تاريخ سيناء وجاهزة للتسليم
- قناة السويس الجديدة: مسمار في نعش المشروعات البديلة ولن تستطيع منافستها
- إعجاز مصري يغير شكل الحياة ومركز تجارى ولوجيستي عالمي
- لو تأخر حفرها ثلاث سنوات لزادت التكلفة ثلاثة أضعاف
- تستوعب الناقلات العملاقة وعبرها أكبر حفار في العالم


كل شيء هنا ينطق بالعظمة والخلود، وشاهد حي على عزيمة المصريين، إذا أرادوا قهروا المستحيل، وليس أبرع من شعب عنيد، استبدل «الجحيم العربي» بـ «ربيع مصري»، هبت نسائمه على قناة السويس، التي تشهد الآن إنجازات رائعة، تغير وجه الحياة في مصر.

 

 

لم تكن قناة السويس الجديدة مجرد توسعة وحفر وكراكات، ولكنها «قبلة الحياة» للقناة القديمة، التي حفرها المصريون بأرواحهم ودمائهم، وامتداد لشريان التواصل بين الأمم والحضارات، وبداية فعلية لوطن جديد، يحتضن في قلبه سيناء الغالية، ويحتويها إلى الأبد.

 

وراء المعجزة زعيم وطني، قرر أن يبنى وطنه ويعبر به المستحيل، والمنفذ الفريق مهاب مميش.. هادئ الطباع، لا يهدأ، ويتابع كل صغيرة وكبيرة.

 

 

لا وجه للمقارنة!

 

فوق يخت «الأقصى» التاريخي الذي شهد مباحثات السلام بين بيجين والسادات، قمت بجولة في قناة السويس الجديدة، ومهما تحدثت عن الروعة والجمال والسحر، فلن أستطيع أن أصف، ففي كل مكان على الضفتين بطولات وانتصارات وشهداء، وذكريات راسخة في وجدان أمة صلبة، أرادت الحياة فاستجاب لها القدر.

 

قناة السويس الجديدة 50 ألف عامل مصري نفذوا المشروع، وتهيأت لهم أفضل ظروف الحياة، ولم يمت أو يمرض منهم واحد، وحصلوا على مرتبات كبيرة، وتم التنفيذ في عام واحد إلا 11 يوماً، واستمر العمل 24 ساعة، وليس هناك أجمل في الدنيا من صورة السفن العابرة وراء بعضها، وكأنها في حلبة سباق.

 

قناة السويس القديمة أيام الاستعمار والخديو، مليون عامل مصري تم إجبارهم على العمل بالسخرة، وقت أن كان سكان مصر أربعة ملايين، وانتشرت بينهم الأمراض الصدرية والإسهال والتيفود والكوليرا، علاوة على الجوع والعطش والأوبئة والجَلد بالكرابيج، ومات منهم 130 ألف مصري، جرت دماؤهم الطاهرة في مياه القناة.

 

قناة السويس الجديدة، رفعت الروح المعنوية للشعب المصري، وزادت قدرة مصر على تنفيذ المشروعات العملاقة، وتحقيق أحلامهم في الاستقرار والتنمية، وتحول المنطقة إلى مركز تجارى ولوجيستي عالمي، ومن أهم مشروعاتها ميناء شرق بورسعيد أكبر مشروع من هذا النوع في العالم، ويتكون من خمسة أرصفة، طول كل رصيف 5 كم.

 

مصر لشعبها وليست للأجانب، ويحكمها رئيس وطني من طينة الأرض ورائحتها، أما في عصر الأجانب، فقد باعت مصر حصتها فى أسهم القناة أيام الخديو إسماعيل لبريطانيا التي حلت محل مصر، ولما استمرت الأزمة باعت حصتها في الأرباح، فخسرت الأسهم والأرباح.

 

 

الصفقة الكبرى لمصر والمصريين

 

الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودي، لخص المعجزة بعبارات رائعة، وقال عندما زار المنطقة في مارس الماضي: كنت أدعو الله أن يحفظ مصر، والآن تحققت أن الله استجاب لدعائي لما شاهدت هذه الإنجازات.

 

استجاب الله لدعاء مصر الصابرة، وتخوض حرباً خالدة لضم سيناء لأحضان الوطن، لأول مرة في تاريخها، لتكون الصفقة الكبرى للمصريين في الفترة القادمة، وتزود الوطن الأم بخبراتها، ولم تقف الدولة «محلك سر» حتى يتم تحريرها من الإرهاب، وإنما خاضت غمار المعركتين معاً.

 

أمام الأنفاق العملاقة شمال الإسماعيلية صور رائعة، نفقان بطول 5.8 كم لعبور القناة، وعلى الجانب الأيمن من النفق مدينة الإسماعيلية الجديدة.. درة سيناء وأول مدينة يتم إنشاؤها منذ نشأة سيناء، وسوف تستوعب 750 ألف نسمة، وهى جاهزة للتسليم والحياة، في أجمل بقعة على الضفة الشرقية للقناة.

 

الإسماعيلية الجديدة تنتظر إشارة البدء.. الفيلات الواقعة على امتداد القناة، والمساكن بمختلف أنواعها، والمسجد والكنيسة والمستشفى، والمدارس وقسم الشرطة والأسواق التجارية والملاعب والمتنزهات، ليست «تحت التنفيذ» ولكنها جاهزة للسكن فور الانتهاء من افتتاح نفقي الإسماعيلية.

 

 

خطة ربط سيناء بالوطن

 

قصة حفر الأنفاق في زمن قياسي معجزة بكل المقاييس، ابتداء من التعاقد مع شركة «هنركرشت» الألمانية، لتصنيع أكبر ماكينات حفر في العالم، وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بشرائها، ثم تدريب الأطقم المصرية في أنفاق شبيهة في أوربا.. الماكينات تم شراؤها وليس تأجيرها، وبعد انتهاء العمل في منطقة القناة، نزلت لحفر الأنفاق في القاهرة.

 

سيناء لم تعد لأحضان مصر بالأغاني والشعارات، وإنما بشبكة هائلة من الطرق والأنفاق، بجانب كوبري السلام والكباري العائمة، التي تفتح وتغلق في زمن لا يتجاوز 4 دقائق، وبعد أن كان عبور سيارات البضائع يستغرق أربع ساعات سيصبح 20 دقيقة فقط.

 

خطة تعمير سيناء التي أعدتها القوات المسلحة، عبارة عن لوحة فنية تربط أرض الفيروز بمنطقة القناة، وفيها المناطق الصناعية والزراعية والمزارع السمكية والمدن والتجمعات السكنية والموانئ والمطارات.. وتمتد شرايين المشروعات بين شرق القناة وغربها، لتعيد رسم خريطة مصر وإعادة توزيع سكانها.

 

 

ضربة قاضية للمشروعات البديلة

 

الفريق مميش يؤكد أن قناة السويس الجديدة هى الضربة القاضية للمشروعات البديلة، التي كانت تثير المخاوف على مستقبل القناة، وأهمها المشروع الإسرائيلي من حيفا إلى أشدود، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة.

 

القناة الإسرائيلية تحتاج إلى حفر 500 كيلو متر، وكان التفكير المتداول هو حفر جزء من خليج العقبة إلى إيلات ومناطق صناعية وتكنولوجية، ثم تفريغ البضاعة وحملها مرة أخرى عن طريق السكك الحديدية، وهذه تكلفة باهظة مقارنة بقناة السويس الجديدة التي اختصرت زمن العبور إلى 11 ساعة، دون إعادة تفريغ وشحن، مع توفير عوامل الأمان الكامل.

 

القناة الجديدة قدمت حوافز رائعة للسفن العابرة، وتقدم خصومات كبيرة لجذب أكبر عدد من السفن، فتقدم القناة السعر الأقل والزمن المختصر، علاوة على الخدمات اللوجستية التي لا يوجد لها مثيل، فأصبحت منظومة كاملة خارج إطار المنافسة.

 

إنه الإعجاز المصري الذي يغير شكل الحياة في المنطقة كلها، فقد بلغ حجم الرمال المستخرجة من الحفر 100 مرة حجم الهرم الأكبر، وعشر مرات حجم السد العالي، وبلغ عمق القناة الجديدة 24 متراً وتستقبل غاطسا حتى 66 قدماً، ويبلغ طولها 72 كم، مقارنة بقناة بنما 74 كم، وبلغت الكراكات العاملة بالمشروع 45 كراكة تمثل 75٪ من إجمالي الكراكات بالعالم.

 

 

المهرجون.. موتوا بغيظكم!

 

المهرج الذي قال إن قناة السويس الجديدة، مثل «طشت» السيدة أمه أو أنها ترعة، سوف يعيش هو وعشيرته في هم وغم ونكد، كلما أثبتت النتائج أنها مشروع القرن، الذي يغير وجه الحياة ليس في منطقة القناة وحدها، بل في مصر كلها:


أولاً: القناة الجديدة هى قبلة الحياة للقناة القديمة التي كاد الزمن والتطورات الهائلة في تكنولوجيا بناء السفن، أن تحيلها على المعاش، وبعد أن كان عبور السفن لا يتجاوز 30 سفينة يومياً، أصبح الآن 60 سفينة، وتضاعف عدد السفن العابرة.

 

ثانياً: عادت السفن العملاقة ذات الغاطس الكبير إلى عبور القناة، وأصبحت تستوعب ناقلات البترول الضخمة، واستطاع أكبر حفار في العالم عبورها بطول 65 متراً، في رحلته من سنغافورة إلى المملكة المتحدة، ودفع رسوماً 820 ألف دولار.

 

ثالثاً: كانت الإيرادات في العام السابق على افتتاح القناة الجديدة 5 مليارات دولار، زادت بمقدار 600 مليون دولار بعد التوسعة، ولو فى مصر عدة مشروعات في حجم هذا الإنجاز الضخم، لتحققت نهضة اقتصادية غير مسبوقة.

 

رابعاً: تكلفة حفر القناة 20 مليار جنيه فقط، وباقي الاكتتاب الذي دفعه الشعب المصري العظيم «64 ملياراً» لإنشاء البنية الأساسية والأنفاق والطرق والكباري.

 

خامساً: حققت القناة في عام واحد كل المبلغ الذي أنفق عليها، وفى سبتمبر العام القادم، سوف تسدد كل جنيه تم اقتراضه، بجانب أرباح أخرى هائلة.

 

سادساً: لو تأخر حفر القناة لتكلفت ثلاثة أضعاف تكلفتها، فقد كان الدولار بسبعة جنيهات، وأدى اختصار زمن التنفيذ إلى عام واحد بدلاً من ثلاثة، إلى تحقيق أرباح التشغيل فوراً.

 

 

معجزة المنطقة الاقتصادية!

 

منطقة العين السخنة: محور صناعي ولوجيستي رئيسي عند المدخل الجنوبي لقناة السويس، يجمع بين مرافق الموانئ والمناطق الصناعية والمناطق السكنية، والطرق والسكك الحديدية، وربطها بالقاهرة ومدينة السويس، وتم تصميم المنطقة لاستيعاب الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، والمرافق التجارية.

 

منطقة شرق بورسعيد: مركز إعادة شحن رئيسي ومركز لوجيستي على مساحة 75.5 كم مربع بالمنطقة المتاخمة لميناء شرق بورسعيد، وتم تخصيص 40 كم مربع من المنطقة للأنشطة التجارية والصناعات المتوسطة والخفيفة.


منطقة غرب القنطرة: مجتمع سكنى جديد ومصانع للصناعات الخفيفة ومراكز للخدمات اللوجيستية تسهل الوصول إلى قناة السويس، تقع بالقرب من الأراضي الزراعية، وتعتبر مثالية للأعمال التجارية الزراعية.

 

ميناء شرق بورسعيد: محور لإعادة الشحن الدولي والمحلى عند المدخل الشمالى لقناة السويس، ويتميز بغاطس عميق يمكنه من استيعاب السفن الكبيرة، مما يجعله من بين أكثر 40 ميناء ازدحاماً فى العالم وأكثرها نمواً.

 

ميناء العين السخنة: بوابة نفاذ لمصر ولدول الخليج العربي وآسيا، ويقع على الساحل الغربي لخليج السويس، ومركز صناعي رئيسي يخدم الأسواق المحلية والدولية.

 

ميناء غرب بورسعيد: مركز لإعادة الشحن، ويقع على المسار البحري العالمي الرئيسي بين دول قارة أوروبا وجنوب آسيا.

 

ميناء الأدبية: على الشاطئ الغربي لخليج السويس، على بعد حوالي 10 كم جنوب السويس، وتستخدم مرافق الميناء لمعالجة كميات كبيرة من الشحنات غير المعبأة الجافة.


ميناء العريش: على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقي، للبضائع وصيد الأسماك والسياحة، يلعب دوراً حاسماً باعتباره الميناء الصناعي والتجاري لشمال سيناء وقطاع غزة.

 

ميناء الطور: منفذ استراتيجي لجنوب سيناء، ويحتوى على محطات للبضائع غير المعبأة الجافة والبضائع العامة والحاويات وكذلك قوارب الصيد ومرسى.

 

منطقة شرق الإسماعيلية: مركز جديد لصناعات التكنولوجيا الفائقة، فضلاً عن التخطيط لاحتوائه على مؤسسات البحوث العلمية والمؤسسات التعليمية.

 

 

شراء النادي الإسماعيلي

 

الفريق مهاب مميش يفكر جدياً في امتلاك النادي الإسماعيلي، وضم نادي القناة، لتكوين فريق الدراويش الجديد، الذي يستطيع أن يعيد أمجاد سمسمية الكرة، ويؤكد أن الإسماعيلية هى كنز المواهب الكروية، وتسعى الأندية الكبرى إلى شراء لاعبيه، والفوز بالبطولات بنكهة إسماعيلاوية.

 

يقول: الجمهور الإسماعيلاوي عاشق للكرة، ويحن إلى أمجاد الدراويش، وإذا توافرت الإمكانيات المادية، والرعاية الكاملة للفريق العريق، فسوف يكون عملاقاً ليس له مثيل، ويضيف: الكرة المصرية أمجاد ونجوم، يخوضون غمار المسابقات القادمة، ويتوجون مصر بالمكانة التي تستحقها، سواء في البطولة الأفريقية التي تبدأ تصفياتها قريباً أو بطولة كأس العالم 2022.

 

بالمناسبة الفريق مميش ناقد رياضي من الطراز الأول، ومتابع جيد لكل البطولات واللاعبين، ويرى أن مستقبل الكرة يكمن في مدرسة مواهب جديدة، تنقب في مصر كلها عن 100 لاعب موهوب، وتتولى رعايتهم وإعدادهم، ليكونوا مثل الأحصنة الرائعة، التي شاهدناها في فرق كرواتيا وبلجيكا وفرنسا، والمواهب المصرية لا تقل أبداً عنهم.

 

يضيف، الكرة لم تعد هواية فقط، بل بطولات تسعد الشعوب، واستثمار ضخم لو أحسن استغلاله، سيحمل خيراً لمدينة الإسماعيلية، ولن يترك الدراويش بطولة إلا ونافسوا عليها، وحافظوا على لاعبيهم ومواهبهم، بدلاً من هجرتهم إلى الأندية الكبرى، فالإسماعيلية هى الأحق بنجومها، وتستطيع المدينة العاشقة للكرة أن توفر كل أسباب إحراز البطولات.