الجيش اللبناني.. من هنا مر الرجال

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

 

في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»..

 

◄| نقولا تويني وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد اللبناني: الجيش ميراث ثمين من التضحيات

◄ سليم جريصاتي وزير العدل اللبناني: الجيش عنوان استقرار وأمن لبنان

◄| علا بطرس مستشارة وزير الخارجية اللبناني: الجيش دحر الإرهاب منهزما من أرضنا

 

«شرف تضحية ووفاء».. كلمات تمثل شعار الجيش اللبناني الذي يحتفل اليوم 1 أغسطس بالعيد الـ 73 لتأسيسه، وربما رجال «درع وسيف» لبنان لم يقفوا عند هذا الشعار فقط، لأن أصالة أبطال هذا الوطن، وعشقهم لترابه، ورغبتهم الصادقة في التضحية من أجله، ليس بالمال أو الوقت والجهد فقط، بل وإنما بالنفس إذا استوجب الأمر..

 

تضحيات الرجال

ولأن التضحية في سبيل الوطن واجب مقدس حباها الله بأعلى المنازل والدرجات، ولأن الشهادة في سبيله امتياز لا يناله إلا الرجال، والصدق مع النفس والثبات إن اشتد وطيس الحرب، فالشهداء هم من قال فيهم الله: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللَّه عليه.. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».. ولذلك أبطال الجيش اللبناني أثبتوا كفاءته قتالية عالية بدءا من المعركة ضد تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد في شمال لبنان عام 2007، وصولا إلى معركة «فجر الجرود» التي وقعت على حدود لبنان الشرقية مع تنظيم داعش الإرهابي خلال شهر أغسطس من العام الماضي، وسجل الجيش في السنوات الثلاث الأخيرة مجموعة من الإنجازات جعلته موضع اهتمام الدول الكبرى، التي تسعى لتعزيز قدراته على صعيد التدريب والتسليح والمعلومات، لذلك فرجاله صدقوا، ونفذوا، ويستحقون ما نالوه من شرف.

 

وفيما تشكل الإنجازات التي حققها الجيش مصدر ثقة اللبنانيين، فإن الجيش لا ينام على حرير الانتصار على الإرهاب، وفق ما أعلن قائده العماد جوزيف عون، بل ثمة تحديات أخرى يجب التصدي لها ومواجهتها، مؤكدا أن لبنان حقق نصرا حاسما على الإرهاب، غير أن هذا لا يعنى أنه أصبح بمأمن، معتبرا أن إسرائيل هي المستفيد الأول من الإرهاب في المنطقة وعينها على لبنان وثرواتها الطبيعية، ولن توفر فرصة إلا وستحاول من خلالها تحقيق أطماعها».

 

الميراث الثمين

نقولا تويني وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في الحكومة اللبنانية، قال – في تصريحات خاصة لـ« بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة بيروت - إن عيد الجيش اللبناني الـ 73 هو يوم مجيد وعيد تاريخي منذ الاستقلال اللبناني عام 1943، مشيرا إلى أنه يوم مميز لأنه يذكرنا بمعركة فجر الجرود، حيث رفع أبطال الجيش اللبناني علم لبنان على بطاح الحدود الشمالية الشرقية المحاذية لسوريا وكانت معركة شديد جدا استشهد فيها عدد كبير من الشعب اللبناني وبالنسبة لقيمة الجندي اللبناني، وكانت ضربة قاضية للإرهابيين والتكفيريين وحقق أهدافا مختارة ودمر قواعد الإرهابيين حتى أن أجبرهم على الانسحاب من الأراضي اللبنانية بشكل كامل.

 

وأوضح وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في الحكومة اللبنانية، أن هذه التضحية هي فاتحة لتاريخ مجيد للشعب والجيش اللبناني، مؤكدا أن ما حققه الجيش هو ميراث الأجيال القادمة والأجيال التي لم تلد بعد، وأنه ميراث ثمين من التضحيات قدمه الجيش للشعب اللبناني والعربي على حد سواء.

 

الجيش سبب الاستقرار

من جانبه، قال وزير العدل اللبناني ​سليم جريصاتي، إنه لا يسعه كمسؤول ووزير للعدل في حكومة استعادة الثقة وتصريف الأعمال - في الوقت الراهن - إلا أن يجدد ثقته بهذه المؤسسة الجامعة بكل المعايير.

 

وأضاف وزير العدل اللبناني – في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة بيروت، وبمناسبة ذكرى عيد الجيش اللبناني الـ 73 – أنه لا يسعه أيضا إلا أن يقول كلمة حق في جيش لبنان الذي انتصر على الإرهاب الداعشي والنصراوي وما شابه من غيره من تنظيمات وحرر «منطقة جرود» الشرقية، التي تتاخم الدولة السورية من هذا الإرهاب ورجسه بالقوة، مشيرا إلى أنه أعاد إليهم كرامتهم بعد أن تعرض لبنان إلى تفجيرات في أحياء سكنية وإلى استهداف لقوى الجيش ذاتها والقوى الأمنية بشكل عام.

 

وأكد أنهم في العيد الـ 73 للجيش اللبناني يعربون عن اعتزازهم بالجيش، لافتا إلى أنهم يعتبرونه ركنا إن خانتهم الأركان الأخرى،  مشيرا إلى أن التجاذبات السياسية والاختلافات التي تحدث في الدول الديمقراطية عند تأليف الحكومات أو تجديد التمثيل الشعبي لا تعني بالضرورة أن ثمة شعبا منقسما على ذاته، خاصة عندما يكون جيشه موحدا وقويا، مؤكدا أن هذا الشعب ملتفا حول جيشه قيادة وأركانا وضباطا وأفرادا، مبينا أنه على رأس هذا الجيش قائدا أعلى للقوات المسلحة هو الرئيس العماد ميشال عون العارف والمقتدر، والذي امتهن القيادة وقت أن كان قائدا للجيش وخاض حروب التحرير المشهودة.

 

وأشار وزير العدل اللبناني، إلى أنهم في مأمن وأمان بسبب هذا الجيش، وفي ظل أنه حارسا للتخوم وللوطن، وأنهم يعرفون جيدا أنه في الساعات الصعاب يمكنهم أن يستندوا على هذا الجيش لأنه عنوان استقرار وأمن لبنان.

 

الانتصار على الإرهاب

د. علا بطرس مستشارة وزير الخارجية اللبناني ومنسقة لجنة النازحين في ​التيار الوطني الحر​، قالت – في تصريحات خاصة لـ« بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة بيروت - إن لبنان عانى من تداعيات الأزمة السورية لجهة الأمن والاقتصاد سواء الإرهاب أو النزوح، حيث عمدت التنظيمات الإرهابية إلى احتلال جرود - السلسة الشرقية - بخطف جنود لبنانيين وتصفيتهم وقوضت الاستقرار بعمليات إرهابية في «القاع» وحرمت المواطنين في عرسال من العيش بشكل طبيعي بفصلهم عن بساتينهم في الجرود، إلا أن الجيش اللبناني قد تمكّن في العام الماضي من تنفيذ عملية نوعية عُرفت بمعركة «فجر الجرود» تُوجت بالانتصار  الكبير على الإرهاب في ٣١ أغسطس، حيث دُهر منهزماً من أرضنا.

 

وقدمت مستشارة وزير الخارجية اللبناني – بمناسبة عيد الجيش اللبناني الـ ٧٣، التحية إلى المؤسسة العسكرية قيادة وضباطاً وأفرادا وإلى شهداء الجيش الأبطال الذين سقطوا دفاعاً عن سيادة لبنان وحريته واستقلاله وسلامة أراضيه.

 

وأشارت مستشارة وزير الخارجية اللبناني، إلى أنه يتبقى الآن عودة النازحين السوريين إلى وطنهم بأمان وكرامة كضرورة للاستقرار المستدام، كي لا يتغلغل الإرهاب في صفوفهم مستغلاً ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية الهشّة ويجعلهم من ضحاياه ما يضعف حصانة المجتمعات أمام التطرّف.

 

الجيش اللبناني رغم افتقاره للسلاح الحديث، لعب دورا هاما في دعم المقاومة ضد احتلال إسرائيل لأراض لبنانية، فالجيش الإسرائيلي ما يزال متمركزاً في مواقع لها أهمية كبرى استراتيجيا واقتصاديا، وعلى رأسها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر الحدودية. ويتولى اليوم الجيش الدفاع عن لبنان وأرضه وبحره الغني بالثروات النفطية والغازية منذ انتشار الجيش في الجنوب لأول مرة منذ 30 عاما.. ومازال رجال لبنان يثبتون يوما تلو الأخر مدى شجاعتهم وثباتهم وعزيمتهم في وجه الإرهاب الذي يطل برأسه على أوطاننا العربية..