طرح أول علاج لأنيميا البحر المتوسط في صورة أقراص

صورة موضوعية- طرح أول علاج لأنيميا البحر المتوسط في صورة أقراص
صورة موضوعية- طرح أول علاج لأنيميا البحر المتوسط في صورة أقراص

أعلنت الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا" إطلاق أول عقار يؤخذ على شكل قُرص مرة واحدة يوميًا، لعلاج مرض الثلاسيميا، وهو عقار "ديفراسيروكس".


قالت أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بمستشفى أبو الريش الجامعي ورئيس الجمعية المصرية للثلاسيميا د.آمال البشلاوي، في كلمتها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد لإطلاق العقار الجديد، اليوم الأربعاء الأول من أغسطس، أن مرض "الثلاسيميا" يعد أحد التحديات الصحية في مصر، حيث يبلغ عدد حامليه من 5 إلى 9 % من إجمالي عدد سكان مصر.

 

وأضافت "البشلاوي": "من الشائع أن لفظ -أنيميا- ينسب لنقص الحديد بالجسم، ولكن في حالة أنيميا البحر المتوسط -الثلاسيميا- تكمن المشكلة في تراكم الحديد بالجسم نتيجة نقل الدم المستمر لفترات طويلة".

 

وتابعت: "هذا المرض له أكثر من درجة، فهناك أشخاص حاملين للمرض تكون لديهم نسبة أنيميا بسيطة لا تتطلب العلاج، وهناك أنيميا متوسطة تسبب ظهور علامات الشحوب على الشخص المصاب بعد عمر سنتين أو اكثر".

 

واستطردت: "أما الأنيميا الشديدة فتظهر على الطفل في عامه الأول، أو خلال الستة أشهر الأولى من حياته، وتزداد خلالها الإصابة تدريجيًا ولا يمكن علاجها إلا بنقل الدم المتكرر، الذي يؤدي إلى تراكم الحديد في أعضاء الجسم مثل الكبد والقلب والغدد النخامية والبنكرياس، ونتيجة لذلك، يصاب المريض بفشل أو ضعف في وظائف هذه الأعضاء بسبب تراكم الحديد بالأعضاء الحيوية بالجسم والذي يحتاج إلى عقار لنزحه وإخراجه من الجسم".

 

وأوضحت أستاذ طب أمراض الدم والأطفال ومدير مركز البحوث الإكلينيكية بكلية الطب بجامعة القاهرة د. مني حمدي، أنه منذ سنوات عديدة تعمل شركات الأدوية على إيجاد حلول وعلاجات لمرضى الثلاسيميا، لافتةً إلى أن "ديفراسيروكس" يعد حل أمثل لمواجهة صعوبة الالتزام بالعلاج، الذي كان يتم حقنه تحت الجلد من خلال مضخة لمدة تتراوح من 8 إلى 12 ساعة على مدار 5 أيام أسبوعيًا.

 

واستكملت: "استمر الوضع كذلك حتى انطلقت ثورة في علاج الحديد المتراكم في الجسم بظهور عقار ديفربيرون عام 1994 يليه عقار "ديفيراسيروكس" المتطور الذي تم طرحه عالميا عام 2005 ويؤخذ عن طريق الفم في صورة -أقراص قابلة للذوبان-، والذي أثبت فاعليته في مساعدة مرضي الثلاسيميا للتعايش مع المرض، ثم كان الوصول إلى عقار ديفيراسيروكس في صورة -أقراص سهلة البلع- تؤخذ مرة واحدة يوميًا، والذي أعطى للمرضى حلاً بسيطًا مقارنةً بالمستحضر السابق الذي يتطلب عدة خطوات لتحضيره، مما أدى إلى تحسن التزام المرضى بتناول الدواء بنسبة 92.9% مقارنة بالأقراص القابلة للذوبان بنسبة 85.3%، حسب أحدث الدراسات العلمية المنشورة".

 

وبدوره، صرح رئيس الشركة المنتجة في مصر والمغرب وتونس وليبيا شريف أمين: "نجح -ديفراسيروكس- في تحويل علاج خفض الحديد، واستجبنا لآراء المرضى وأطبائهم، حيث يقدم العقار الجديد خيارًا هامًا وجديدًا للمساعدة على تلبية احتياجات المرضى، وذلك عن طريق تيسير تناول العلاج في صورة أقراص تؤخذ مرة واحدة يوميا، وقد تم اعتماد العقار من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA".

 


وللحد من انتشار مرض الثلاسيميا؛ شددت استشاري أمراض الدم بمستشفى أطفال مصر والتأمين الصحي د. نجلاء شاهين، على أهمية رفع الوعي المجتمعي لإجراء فحوصات ما قبل الزواج، حيث تتوفر حاليا تسهيلات للمرضى ووحدات للكشف عن إصابة الأجنة بالمرض قبل الولادة.

 

وأشادت بالدور الهام الذي يلعبه التأمين الصحي لخدمة هؤلاء المرضى من أجل توفير العلاج اللازم ونقل الدم والعناية الطبية المتميزة، موضحة أن مريض الثلاسيميا الذي يبدأ علاجه يتكلف ما بين 1800 إلى 2500 جنيه في أول 6 أشهر، بينما يتكلف المريض ما بين 2500 إلى 5500 في الشهر، مضيفة أن التأمين الصحي نجح في زراعة النخاع ل281 مريض أنيميا الدم منهم 241 حالة أجريت في معهد ناصر.