حكايات| «سُمية» متخصصة «لحام» بالأعماق.. تروض الماء والشرار

حكايات| «سُمية» متخصصة "لحام" بالأعماق.. تروض الماء والشرار
حكايات| «سُمية» متخصصة "لحام" بالأعماق.. تروض الماء والشرار

تكسر الفتيات قواعد كثيرة من أجل استثناء يفتح أمامهن أفاق تجارب جديدة، المهندسة سمية زيدان، وحدها تخطت القاعدة مرتين  كي تخوض في أعماق مهنة لم يسبق لفتاة شغلها، مستخدمة خليط من الماء والشرار.

 

بصفتها فتاة، يرى البعض أن مهنة لحام المعادن قد تكون صعبة على «سمية»، أما أن تعمل «لحاّم» في أعماق البحر فهو «المستحيل» بعينه، لكن المهندسة جعلت منه أمرا هيناً.

 

«سُمية» تقوم بلحام المعادن تحت الماء، قادها الشغف لتحقيق حلمها بدخول هذا المجال، تقول وكأنها تعيش حالة حب مع المهنة: «جذبني العمل من أول وهلة رغم أنني لم أكن أعرف عنه شيء»، ولكنها فاجأت نفسها بأن تكون أول فتاة مصرية تقوم بعمل غطاسة تجارية بغرض الصيانة والإصلاح واللحام تحت الماء.

 

تخرجت سمية زيدان في كلية التكنولوجيا قسم تبريد وتكييف عام ٢٠١٤، ثم التحقت بمنحة الأكاديمية العربية بالإسكندرية، واختارت قسم اللحام تحت الماء، وكان هذا بغرض اكتشاف عالم جديد.

 

 صعوبة المهنة ليست في «اللحام» ذاته، بل صعوبة التجهيزات وصعوبة رفع السفن أو مواسير البترول وكابلات الأنترنت، وغيرها من المعادن التي تمر بين الدول تحت البحار والمحيطات، فكان السبيل الوحيد هو أن يتم لحام كل هذا تحت الماء، والأصعب هو أن يكون القائم لهذه الأعمال الشاقة فتاة وسط صعوبات كثيرة للغاية.

 

 محاربة السخرية بالإصرار

 

«واجهت الكثيرة من السخرية»، تروي «سمية» معاناتها مع سخرية البعض من مهنتهاإ إذ يرون أنه كفتاة غير مناسبة لتلك الأعمال الشاقة والدقيقة، لكنها أكدت تحديها لمثل تلك الأفعال، مشيرة إلى أنها أصرت على الاستمرار لكي تواجه ما هو أهم وهي التكاليف الباهظة للدراسة، لذا تبحث دوما عن داعم أو منحات دراسية لاستكمال حلمها، بالإضافة إلى أنها تجد صعوبة أخرى، وهي نظرة بعض الوكلاء والشركات لها كفتاة إذ أن معتقداتهم الخاطئة تجعلهم يتخطوها في فرص العمل من أجل الرجال.

 

 

انفجار تحت الماء

تتحدث «سمية» عن المخاطر والصعوبات التي تواجهها تحت الماء وخصوصا في الأعماق الكبيرة والتي يتطلب العمل التجاري للغطس لها، فتقول إن في إحدى المرات كانت على عمق ٣٩ مترا تحت سطح البحر وأصيبت بنوع من الإغماء، لكنها استطاعت أن تسيطر على نفسها وبمساعدة أحد زملائها استطاعت الخروج من المياه تدريجيا حتى الخروج للسطح مرة أخرى.

 

وتضيف: «اللحاّم تحت المياه يتعرض لعدد من المخاطر لو لم يأخذ الاحتياطات المهنية اللازمة سينتهي الأمر بكارثة، مثلا، لو تم ملامسة مكواة اللحام بأنبوبة الهواء الخاصة بالغطس قد يحدث انفجار، كما أن الملابس يجب أن تكون مخصصة لذلك وتكون على اتصال مع فريق طاقم العمل أعلى المياه أو معها تحت الماء ليتم متابعة عملية اللحام بالكامل لحظة بلحظة».

 

وأكملت «سمية» قائلة: «إن الصعوبات التي تواجهها يوميا في حياتها العملية يجب التغلب عليها لأن الجميع يواجه صعوبات في حياته، وأن الفرص يجب أن يتم استغلالها بشكل إيجابي».

 

مساعدة وتدريب

 

واختتمت حديثها قائلة إنها على استعداد تام لمساعدة أي من الشباب في التدريب والتعليم وخصوصا الفتيات ليكون لدى مصر فريق كامل قادر على التحدي والإنجاز والعمل في مجال من المجالات التي يمكن التميز فيها بشكل كبير.

 

قبل اتخاذ أي قرار بشأن اختيار التخصص في المنحة المقدمة من الأكاديمية البحرية قمت بالاتصال بوالدي وسألني هل هذا ما تريديه قلت له نعم.. فوافق.. لم أكن أتوقع ن يكون الأمر هكذا فقدمت الأكاديمية كل الإمكانات ومن اليوم اﻻول دخلت للمعمل للتعرف على كل المعدات والأدوات التي سأقوم باستخدامها. 

 

ثم انتقلت لمرحلة تدريب عملي بالنهار ونظري في مدينة الإسماعيلية وكانت دورة تدريبية مكثفة وواجهت فيها صعوبات كثيرة من بينها الغطس لأعماق كبيرة لمدد طويلة وأيضا التدريب على لحام أنواع مختلفة من المعادن وتلقيت دعما كبيرا من والدي والمدريين أيضا.
                                                   

حياتي الخاصة ليست مختلفة عن باقي البنات فأنا لست الوحيدة التي تقوم بالغطس سواء السياحي أو التجاري كما أنني تزوجت وأنجبت وأعيش حياة بين العمل اليومي في مدينة الغردقة وبين الحياة الأسرية البسيطة، وأيضا زوجي يقوم بتشجيعي دائما لكن نظرة المجتمع غريبة إلى حد ما وبها نوع من السخرية غير مبرر أو مفهوم وبعض الشركات تفضل عمل الشباب في هذا المجال تحديدا عن الفتيات.