صور| من منفلوط إلى البدارى.. أسرار إنتاج «الذهب الأحمر» في أسيوط

الرمان
الرمان

يشتهر مركز البدارى في أسيوط، بزراعة فاكهة الرمان، وتنتشر بساتين "الذهب الأحمر" كما يطلق عليه المزارعين في جميع أنحاء المركز بصورة كبيرة، حتى وصلت نسبة التصدير للخارج إلى ما يزيد عن 90% من الإنتاج.

وخطف "البدارى" الصدارة في إنتاج الرمان من مركز منفلوط، المعروف منذ فترة طويلة بـ"الرمان المنفلوطي"، وذلك باعتماد الأول على زراعة سلالات جديدة من الرمان ذي المذاق السكري، على خلاف طعم الرمان المنفلوطي اللاذع، ويزداد حجم المساحات المنزرعة بالرمان في البدارى سنويًا، حيث يستفيد الفلاحون من أراضي طرح النهر أو الجزر التي تظهر وسط النيل لانخفاض منسوبه.

ويعد "الرمان" أحد أهم  فواكه الشتاء، التي تدر على المزارعين دخلا مربحًا حتى أطلقوا عليه اسم "الذهب الأحمر"، وينتشر في مراكز "البدارى، ومنفلوط، وساحل سليم" بمحافظة أسيوط، وتترواح مساحات البساتين من نصف فدان إلى عشرات الأفدنة، ويباع الفدان بطريقة الإيجار السنوي من 30 إلى 40 ألف جنيه حسب عرض وطلب السوق المحلي والخارجي، الذي يصدر للخارج، لما يمتز به الرمان البلدي خاصة الأسيوطي في العلاج وصناعة العصائر، فضلا عن استخدامه في العديد من الصناعات، مما أهل "البدارى" لتكون مركزًا لأول مصنع لإنتاج عصير الرمان، لدفع عجلة الإنتاج والاستفادة بالفارق الكبير بين بيعه للسوق وبيعه للمصانع.

شجرة معمرة

يقول أشرف سعد علي، مزارع، 47 سنة، إن زراعة الرمان تبدأ من خلال أخذ فروع من الأشجار الكبيرة كـ"عقل"، وتزرع في الأرض لمدة سنة بعد ريها بانتظام، وبعد أن يكبر الشجر وينمو تبدأ الزهرة في الظهور وبشائر المحصول، والذي يكتمل في السنة الخامسة من زراعته، مشيرا إلى أن جني المحصول يتم من سبتمبر إلى نوفمبر من كل عام، حيث تجمع ثمار الرمان ويتم تعبئتها في "كراتين" لبيعها لتجار الجملة لتصديره للخارج.

وأضاف "علي"، أن شجرة الرمان من النباتات المعمرة وتستمر في الإنتاج لمدة 50 عامًا، ولا يتعدى طولها عن 3 أمتار وذلك بسبب تهذيب كافة الأشجار سنويا بعد جني المحصول، مؤكدًا أن محصول الرمان يمتاز بأنه لا يقبل "الهرمونات" التي يتم الاستعانة بها في بعض الأحيان لأشجار الموالح الأخرى مثل "المانجو، والبرتقال، واليوسفي".

ولفت إلى أن محصول الرمان سريع الفساد، مؤكدًا أن مدة بقائه في الشجر 50 يومًا بعدها يفسد ويصبح غير صالح للأكل، إلا إذا وضع في ثلاجات خاصة لحفظه فترة من الزمن.

40 ألف جنيه في الموسم

من جانبه، يرى على مسعود، صاحب بستان موالح، أن  شجرة الرمان تحتاج لرعاية كاملة قبل ظهور الثمار، موضحا أنه بعد جني المحصول تبدأ مرحلة حرث الأرض حول النبات ثم تسميده ورشه بالمبيدات بصفة مستمرة للقضاء على الآفات والأمراض التي تصيب الشجر مثل "المن، والبياض، والذباب الأبيض، والأزرق"، خلاف آفة "الأكروس، والنيمو" التي تصيب الجذع، وذلك بمشاركة مشرفين ومهندسين من الزراعة، وبعض المصدرين من الخارج لمتابعة المحصول ومحاربة الآفة.

وأضاف "مسعود"، أنه يتم جني المحصول وجمعه بعد فرز ثمار الرمان لتحديد ما سيتم بيعه محليا والمصدر للخارج، لافتا إلى أن الفدان ينتج حوالي 4 أطنان يتراوح سعرها من 30 إلى 40 ألف جنيه في الموسم الواحد، وذلك حسب عرض وطلب السوق المحلي والخارجي، حيث يباع الكيلو ما بين جنيه إلى جنيهين من مكانه سواء لـ"الشادر" أو لتجار الجملة.

وأكد صاحب البستان، أن فئة التجار أصحاب "الثلاجات" هم من يتحكمون في سعر الرمان، لافتا إلى أن الفلاح محكوم بسعر وقت الموسم نظرًا لصالحية الثمار التي لا تتعدى أكثر من 45 يومًا من تاريخ نضجه، فيضطر الفلاح لبيعه بحسب السعر الذي يحدده تاجر الجملة والذي يصدره للخارج.

الأكثر تكلفة

10 آلاف جنيه تكلفة فدان الرمان شاملة "سماد، ورش مبيدات، وحرث الأرض، وتقليم الفروع"، وهو ما يجعله من أكثر المحاصيل تكلفة، بحسب محمود مختار، 33 سنة، مشددا على أنه نبات حساس يحتاج لرعاية متكاملة من الفلاح، ورغم تكلفته العالية إلا أنه يعتبر من الموالح المربحة للمزارعين مقارنة بالمحاصيل الأخرى التقليدية قليلة الثمن.
 
فوائد طبية

وعددّ أشرف عبد اللطيف، أحد هواة العلاج بطب الأعشاب، فوائد الرمان، مشيرا إلى أنه يساعد في علاج ضغط الدم وتنظيم الدورة الدموية، وعلاج مرضى السكري، وذلك بغلي قشره، فضلا عن دخوله في صناعات كثيرة منها دبغ الجلود والعصائر، وتلوين المنسوجات، لذا تتهافت دول مثل أمريكا وروسيا على شرائه وتصديره للخارج.

وأوضح "عبد اللطيف"، أن الرمان يباع على هيئة أدوية بسعر، مضيفا أن الرمان مفيد جدًا لغذاء النحل لإنتاج ما يسمى "عسل زهرة الرمان"، والذي يعتبر من أنقى أنواع العسل ولا يخالطه أي شيء آخر خلال موسم الإزهار.