«الأحياء الأثرية» حكاية تراث تحولت لـ«خرابة»

«الأحياء الأثرية» حكاية تراث تحولت لـ«خرابة»
«الأحياء الأثرية» حكاية تراث تحولت لـ«خرابة»

تراث ثقافي وحضاري عريق تتمتع مصر بهما لا يوجد في أي بلده أخري علي مستوي العالم، إلا أن الإهمال التي تتعرض لها هذه الأماكن التراثية يتكرر يومًا بعد يوم، ليصبح الإهمال بمثابة شبح يهدده ما ينذر بكارثة للحضارة الإنسانية كلها.

 

بوابة أخبار اليوم قامت بجولة في الأحياء الأثرية القديمة التي طالتها يد الأهمال وكانت البداية من حي عابدين الذي قام ببناءه الخديوي إسماعيل ليكون مثل أحياء أوربا ولكن يد الإهمال طالتها.

 

ففي حي عابدين شيد المملوكى محمد بك المبدولى مسجدا له منذ ٧٩٥ عاما ولكن لم يبقى الوضع كما هو عليها فأحد العقارات المخالفة بالحي قام بالاعتداء على مأذنة المسجد وأدخل نصفها في منزله أمام أعين رئيس الحي، وأكد أهالي الحي بأنهم قدموا العديد من الشكاوى للحي ووزارة الأثار والأوقاف ولكن لم يتحرك أحد.

 

 

حي الأزبكية.. 5 قرون من التاريخ تتحول إلى خرابة

 

يبدو أن حي الأزبكية، سقط من مشروع تطوير القاهرة الخديوية، والتي تبنتها محافظة القاهرة، وتكلف 120 مليون جنيه، فمجرد أن تدخل حي الأزبكية الذي كان شاهدًا على 5 قرون من تاريخ مصر المحروسة، تجده أصبح «خرابة» تنفر منها الأعين. 

 

وبمجرد أن تدخل شارع كلوت بك بحي الأزبكية، الذي يبعد دقائق عن ميدان رمسيس ثاني أكبر ميدان بمصر، تستقبل عيناك سيارات الأجرة التي خلقت الفوضى بالشارع، وجعلت الاختناق المروري هو السمة المعترفة به، ثم تأتي المخلفات والتي أصبحت شاهدة على الحي، ففي بداية الشارع يفترش الباعة الجائلون الرصيفين، ويسمحون بحارة واحدة من السيارات فقط للمرور، ولا تستطيع أن تسير بأقدامك.

 

لم تنج عقارات التراث التي بنيت في القرون الماضية، من الفساد فأكلها الزمن وأصبحت في حالة متهالكة، فضلا عن استغلال الكثير من التجار لتلك العقارات، وتحويلها إلى مخازن لبضائعهم، كما استغلوا الأدوار السفلية لتحويلها إلى "قهاوي" مخالفة، وافتراش المقاعد واحتلال الرصيف، كما ظهرت الشروخ في المنازل التي تمثل أهم حقائب تاريخ مصر الحديث، ولم يتحرك الحي لإنقاذ هذه العقارات أو ترميمها من جديد. 

 

 

شارع المغربلين.. مملكة التوكوك والعشوائية 

شارع المغربلين بحي الدرب الأحمر في قلب القاهرة الفاطمية، يعد أقدم شوارع مصر القديمة، أصبح تحت سيطرة التوكوك والفوضى والبلطجية، فمجرد أن تدخل الشارع العريق ترى الباعة الجائلين وسوق الخضار على جنبي الرصيف، والقمامة تملئ الشوارع، فضلا عن المساكن الترثية التي كانت تميز التراث الفاطمي فأصابتها الشروخ لتصبح في حالة من الموت والأهمال.

 

وبمجرد أن تصل لبوابة المتولي لم تستطع السير على الأقدام بسبب افتراش المحلات التجارية بضائعم أمام المحلات بالإضافة إلى سير التوكوك في الاتجاهين وخلق أرمة مرورية بين السيارات وتشعر كأنك دخلت سجنا لا تستطيع الخروج منه.