جريمة شرف| بسبب الشك.. قتل زوجته وأبنائه ثم انتحر

الطفلة الناجية من القتل
الطفلة الناجية من القتل

» الزوج أهمل بيته وزوجته وخسر كل أمواله
» المخدرات لعبت برأسه فقتل زوجته وأولاده ثم انتحر!


خسر كل شئ حياته، وزوجته، وأبنائه، وحريته، كان دائما يحلم بالمال الوفير والاستقرار الأسري، ولكنه لم يهنأ كثيراً،  فالتف حوله أصدقاء السوء، واستجاب لنداء الشيطان، وأهمل بيته وأسرته وأطفاله، حتى ضاقت به وبأسرته السبل وتقطعت به الأسباب، وأدمن المخدرات والسهرات، وتحولت حياته لساعات من الكيف، وترك عمله، وكان ينفق كل ما يتحصل عليه على سهرات المزاج حتى بدأ في الاستدانة، وعندما طلبت زوجته الانفصال حفاظًا على حياتها ومستقبل أولادها ذبحها ولم يلفت انتباهه منظر الدماء المتناثرة هنا وهناك، ثم وضع السم لأطفاله، تحجر قلبه تماماً وسيطر الشيطان على أفعاله، ولم يترك زوجته إلا وهى جثة هامدة غارقة في دمائها، بعدها قرر الانتحار ليستريح من عذاب الضمير، فماذا حدث في مركز الزرقا بدمياط، التفاصيل الكاملة نسردها في هذه السطور.

 

  
«فكري» شاب في العقد الرابع من عمره، ولد في كنف أسرة متوسطة الحال، وعلى الرغم من أن والده كان موظف بسيط إلا أنه لم يبخل عليه بشئ، حتى انتهى من التعليم المتوسط، طموحه كان دائما وأبدًا أكبر من كل إمكانياته وإمكانيات عائلته، اقترح «فكري» على والده أن يقوم باستئجار إحدى المحلات ليقوم بعمل مشروع صغير عبارة عن ورشه صغيرة، ووافق والده على هذا المقترح حتى يساعده في بناء مستقبله.

 

ويبدو أن الأمور لم تأخذ المسار الذي كان يتمناه، وكثير من الأيام كانت تمر عليه صعبة، يعمل يومًا وأخر لا، إلا أن دوام الحال من المحال فالرزق ليس بيديه، كان دائمًا ما يحلم بالأموال الوفيرة والسكن الهادئ والزوجة الوفية، كان يعيش في أحلام اليقظة أكثر مما يعيش على أرض الواقع، ولكنه عندما يفيق ويعود إلى رشده، يكتشف أن كل مشاهده كان مجرد حلم ليس إلا ولم يخرج إلى حيز التنفيذ الحقيقي، كان يمنى نفسه باليوم الذي يتمكن فيه من شراء سيارة ومنزل فخم.

 

وسارت الحياة بـ«فكري» على هذا المنوال يعمل أيام قليلة في الشهر على حسب طبيعة الشغل المطلوب إلى أن اقترح عليه بعض الأصدقاء العمل معه كسائق لضمان مصدر دخل شبه ثابت وبدأت الدنيا تبتسم له رويدا رويدًا، ولكن المفاجأة لم تكن فقط في حجم ومقدار المال الذي أكتسبه فكري من هذا العمل، ولكنه ومن خلال عمله حصل على فرصة أكبر للعمل على إحدى سيارات السياحة، وتبدلت أحواله من حالًا إلى حال، وبدأت النقود تعرف طريقها ليديه، وعاش حياة الترف والرفاهية، وكان يغدق على أسرته بالأموال ، عدة سنوات مرت عليه والأمور تسير به إلى الأفضل ولم يتبقى في حياته سوى أن يختار شريكة حياته لتكمل معه المشوار، وفاتح أسرته في هذا الموضوع وقرر الزواج بعد العثور على ابنة الحلال.


زواج واستقرار


وقرر الزواج من فتاة كانت تسكن بجوارهم، وكان يحبها بجنون منذ صغره وكان أول شئ فعله بعد وقوفه على قدميه هو التقدم لخطبتها وبالفعل تمت الخطبة، وبعد أن تعهد بحسن معاملتها لم تستمر فترة الخطوبة كثيرًا، وفي حفل عائلي حضره الأهل والأصدقاء تم عقد القران والزفاف، وسارت به الحياة بشكل طبيعي وأثمر زواجه عن إنجاب أربعة من الأبناء كانوا قرة عينه، ولكن يبدو أن حياة الترف والرفاهية التي عاشها «فكري» جعلته ينسى الأيام الصعبة التي مرت به.

 

 لم يحسب حساباته بشكل جيد فكثرة الأطفال مع الغلاء الذي ضرب شتى مناحي الحياة جعل الأمور صعبه عليه وعلى أسرته، ومن هنا بدأت الخلافات تعرف طريقها إلى عش الزوجية الهادئ، بالإضافة إلى انحراف فكري عن الطريق المستقيم، حيث تعرف على مجموعه من أصدقاء السوء دفعوه لإدمان المخدرات والخمر، هنا بدأت أحواله في التغير وأصبحت عمله في خسارة دائمة بعد ان أهملها وتفرغ لسهرات المزاج.

 


وعرفت الزوجه الشابة بحال زوجها حاولت كثيرا أن تثنيه عما يفعله، حاولت أن تبعده عن طريق الحرام، ولكن يبدو أن الشيطان والمخدرات اتفقا سويا على إبادته تمامًا، ولم يستمع فكري لنداء العقل، حتى عندما كان يوعد زوجته بالتغيير لا يلبث سوء أيام قليلة بعدها سرعان ما يعود إلى أصدقاء المزاج، المخدرات جعلته يقسوا على زوجته كان يضربها كلما طلبت منه مال للإنفاق على الأطفال لدرجة أنها قامت بجمع حقائبه وذهبت للاقامة فى منزل والدتها وطلبت الطلاق بل وأكدت لزوجها أنها سوف تتنازل عن حقوقها وحقوق أطفالها مقابل الحصول على حريتها، لكنه كان يعود إليها ويبدي ندمه، بكى وتعهد أنه سيتغير ولن يعود إلى الإدمان مرة أخرى صدقته الزوجة الشاب.

 

وافقت على الرجوع إليه وشعرت الزوجة أن زوجها تغير فعلًا خصوصًا بعدما قرر شراء «توك توك» ليعمل عليه بمفرده من أجل زيادة دخله ولمواجهة متطلبات الحياة الصعبة، لكن ما لبث أن عاد إلى أصدقاءه وعاداته وسهراته.

 

ولعب الشيطان برأس الزوج للدرجة التي جعلته يشك في سلوك زوجته وفي نسب أولاده، دون وجود أي دليل قاطع يثبت صحة كلامه، لم تحتمل الزوجة رؤية زوجها وهو مخمورًا كل يوم، كما لم تحتمل على كرامتها سيل الاتهامات التي توجه لها دون أي سند، تبدلت أحوال عش الزوجية الهادئ من سيئ إلى أسوء، وتبدلت حياة الترف والسعادة التي كانت ترفرف على بيت الزوجية، إلى حياة قاسية لا تخلو من النكد والخلافات الزوجية العنيفة، بعدما ساءت الأمور المادية وووصلت إلى أدنى مستوياتها بعد أن أهمل عمله، بدأ في الاستدانة، وفى إحدى المرات عاد الزوج من سهرة المزاج، طلب من زوجته أن تبيع ذهبها حتى يخرج من أزمته المالية ولكنها رفضت إلا أن هذا الكلام لم يعجب الزوج قام  بضربها بشده بل وكرر طلبه نظرًا لحاجته إلى المال.

 


جريمة في غرفة الأولاد


رفضت الزوجة بشده الانصياع لطلبات زوجها، خرج من المنزل وهو في قمة غضبة، حدد وجهته بعدما لعب الشيطان برأسه حيث اشترى سمًا وسكينًا وقرر قتل زوجته وأبناءه ليخلصهم من الفقر ويتخلص من زوجته التي رفضت الانصياع لأوامره بالإضافة إلى شكه في سلوكها أصلا.

 

عندما أشارت عقارب الساعة إلى الثانية عشرة بعد منتصف الليل بدأ الزوج المجنون في تنفيذ مخططه الإجرامي البشع، أيقظ أبناءه ووضع لهم السم في قطع الحلوى، ثم خلدوا للنوم ولكنه لم يكن مثل أي نوم أنه نوم النهاية، لم يتخيل الأطفال الصغار انه لأخر مرة يرون فيها ضوء الحياة بعدما قرر والدهم حرمانهم من حقهم في الحياة، ثم دلف إلى غرفة نومه وجد زوجته تغط في نوم عميق، فقام بذبحها بمنتهى القسوة والوحشية، دقائق قليلة استغرقتها عملية القتل، بعدها انتابت الزوج لحظات هستيرية، وظل يبكى بجوار جثة زوجته وهو غير مصدق لما اقترفته يداه مع شريكة حياته وأطفاله، ثم تناول السم هو أيضًا ليتخلص من حياته، لكنه بعد تناول السم تراجع يبدو أنه تراجع عن فكرة الانتحار ففر هاربًا من منزل الزوجية متوجها لمنزل شقيقته على أمل الفرار من جريمته في محاولة يائسة لإنقاذ حياته.

 

 
على الجانب الأخر تلقى مأمور مركز شرطة الزرقا بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور علي زوجة مذبوحة داخل مسكنها وأطفالها الأربعة مصابين بحالة إعياء شديد، تم نقل الأطفال لمستشفى الزرقا ولفظ إثنين من الأطفال أنفاسهم، تم تشكيل فريق بحث قاده العميد حسام الباز رئيس المباحث الجنائية، وتبين أن الجثة لسيدة تدعي اعتماد حامد 33 سنة ربة منزل ولفظ اثنتين من الأطفال أنفاسهن مريم 3 سنوات وعائشة 6 سنوات وإصابة عبد الله 3 سنوات وفاطمة 5 سنوات نتيجة لتناول جرعة سم.

 

 

وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة السيد فكري 40 سنة سائق «توك توك»، حيث تم ضبطه في أحد الأكمنة المعدة له بعد هروبه وتبين أنه في حالة إعياء شديد، لكن القدر لم يمهله فرصة البقاء على قيد الحياة طويلًا، وأشارت التحريات إلى تناوله سما قبل ارتكاب لجريمته ليتخلص من حياته.