بعد «قمة هلسنكي»| لا اجتماعات قريبة بين بوتين وترامب.. وبومبيو:«اتفقا على ألا يتفقوا»

صور لجلسة استماع وزير الخارجية مايك بومبيو من رويترز
صور لجلسة استماع وزير الخارجية مايك بومبيو من رويترز

«لا اجتماعات أخرى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل عام 2019 وحتى تنتهي كل التحقيقات الخاصة بمزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية» هكذا أعلنت الحكومة الأمريكية موقفها أمام السياسيين المتشككين وردًا على الانتقادات التي كانت تتزايد كل يوم منذ اللحظة الأولى التي اجتمع فيها ترامب مع نظيرة الروسي بالعاصمة الفنلندية، هلسنكي 16 يوليو الماضي.


منذ اللحظة الأولى من اللقاء الذي جمع بين بوتين وترامب، تزايدت وتيرة الانتقادات التي وُجهت للرئيس الأمريكي لعدة أسباب، كان أهمها عدم الإفصاح المباشر عن تفاصيل الاجتماع الذي جمع بين الزعيمين، خاصة في ظل التوترات القائمة بين البلدين بسبب عدد من القضايا أهمها التحقيق الذي مازال جاريًا في واشنطن حول مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية السابقة، والأوضاع في وسوريا والقرم.

 

 


ومن ضمن السياسيين الذين شنوا عاصفة انتقادات ضد ترامب السناتور الجمهوري جون ماكين، الذي وصف الاجتماع بأنه «خطأ مأساوي» وتراجع جديد للولايات المتحدة، متهمًا ترامب بالتقاعس عن الدفاع عن بلاده، وفقًا لوكالة سبوتنيك الروسية.


كما قال سفير الولايات المتحدة السابق إلى روسيا مايكل ماكفل إن الرئيس بوتين تمكن من تحقيق الانتصار الذي يريده في هلسنكي، مشيرًا إلى أن كل ما كان ينتظره من ترامب هو أن «يظهر قليلا من المقاومة» لكن تصرفات ترامب أمام بوتين –وفقًا لتصريحاته- «أصابته بخيبة أمل».


وجاء ضمن قائمة المنتقدين، الممثل الأمريكي الشهير «أرنولد شوارزنيجر» الذي نشرت له وسائل الإعلام فيديو قصير يصف فيه اجتماع ترامب وبوتين بـ«المحرج».


وقال شوارزنيجر في انتقاداته: « لقد رأيت منذ وقت قليل القمة التي جمعت ترامب وبوتين، وشعرت بالإحراج الشديد لما رأيته»..وتابع الممثل الشهير:«كنت انتظر أن يقوم ترامب بسؤال بوتين أن يلتقط معه صورة سيلفي أو يعطيه توقيعًا للذكرى كأحد المعجبين. لقد تصرف كطفل وليس كرئيس لدولة. ما الذي حدث لك؟!»

 


وعلى الرغم من كل تلك الانتقادات لم تصرح واشنطن بالكثير من التفاصيل حول القمة التي جمعت الزعيمين، والأكثر من ذلك أن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، فاجأت الجميع بتغريده لها على «تويتر» قالت فيها أن ترامب قام بدعوة نظيرة الروسي لزيارة الولايات المتحدة خلال الخريف.


وزير الخارجية يدافع عن ترامب


في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية» صباح الخميس 26 يوليو، أشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، دافع بغضب شديد عن الرئيس ترامب خلال جلسة استماع عُقدت في مجلس الشيوخ، الأربعاء 25 يوليو.


وقال وزير الخارجية ردًا على الانتقادات المستمرة على مدار أكثر من أسبوع: «الرؤساء لهم الحق في عقد اجتماعات سرية ومغلقة». ووفقًا للتقرير الأمريكي فإن النقاش احتد بين بومبيو وبين عدد من أعضاء مجلس الشيوخ خاصة من المنتمين للحزب الديمقراطي الذين أكدوا شعورهم بـ«الحرج» من تصرفات ترامب خلال القمة. كما قام السياسيون بعقد مقارنات حول ردود الأفعال إذا كان الرئيس السابق أوباما هو من قام بتلك الخطوة مع روسيا.


واعترف بومبيو في تصريحاته خلال الجلسة أن كوريا الشمالية مازالت تُصنع المواد المُستخدمة في الأسلحة النووية، على الرغم من إعلان الاتفاق بين الدولتين على نزع هذا النوع من الأسلحة من داخل بيونج يانج  بشكل كامل خلال المفاوضات المستمرة التي عقدت على مدار الفترة السابقة بين البلدين.


ومن ضمن إجابات وزير الخارجية على الأسئلة التي طرحها أعضاء مجلس الشيوخ خلال جلسة الاستماع المُطولة التي عُقدت لتوضيح ملابسات قمة «هلسنكي» إن ترامب ليس ضعيفًا تجاه روسيا، وأن كل الإدعاءات التي كانت ترمي لذلك «غير صحيحة».


كما أشار بومبيو إلى أن بوتين وترامب خلال نقاشهما « اتفقا على أنهما لا يتفقان على موضوع أوكرانيا» بينما أشار ترامب إلى أن  الولايات المتحدة لا تنوي إلغاء العقوبات ضد روسيا، خاصة المتعلقة بشبه جزيرة القرم.

 


 وشدد ترامب –وفقًا لموقع روسيا- اليوم خلال جلسة الاستماع أن ترامب يقبل تمامًا فرضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الرئاسية السابقة، وأنه مستعد للعمل مع أعضاء مجلس الشيوخ بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا لممارسة الضغط عليها، لكنه في جميع الأحوال لا ينوي التخلي عن الحوار معها.

 

تحقيق التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية


كانت الكثير من المزاعم قد تصاعدت منذ يناير 2017 بأن روسيا تدخلت بشكل ما في الانتخابات الرئاسية السابقة. الأأمر الذي لم يتمكن ترامب من تجاهلة فور دخوله البيت الأبيض، ولذلك قام بتشكيل لجنة رئاسية للتحقيق في الأمر بشكل رسمي، وفي مايو 2017 تم تعيين المحامي الشهير روبرت مولر، الأمر الذي شكل منحنى لافت للأحداث وظهر بعده عدد من الحقائق والاعترافات لأشخاص مقربين من الرئيس الأمريكي حول اجتماعات وعلاقات ربطت بينهم وبين الروس.

 

إقرأ ايضًا: عام على حكم ترامب| كابوس «مولر» يهدد عرش الرئيس الأمريكي

 

جدير بالذكر أن واشنطن كانت قد أعلنت مساء الأربعاء 25 يوليو، أن لن يتم عقد قمة ثانية قريبًا بين الرئيس ترامب ونظيرة الروسي قبل عام 2019.


وفي تصريحات لمستشار الرئيس الأمريكي جون بولتون نقلتها وكالة سبوتنيك الروسية، فإن أن اللقاء القادم بين الرئيسين الأمريكي والروسي سيعقد عام 2019 بعد انتهاء التحقيق بما يعرف بـ«التدخل الروسي» في الانتخابات الأمريكية.


وقال البيت الأبيض في بيان: «الرئيس يعتبر أن اللقاء الثنائي مع الرئيس بوتين يجب أن يعقد بعد انتهاء ما يعرف بـتعقب الساحرات"، لذلك اتفقنا أن ذلك سيحصل بعد اليوم الأول من العام 2019».