حكايات| أكل المخاصي «حرام».. ماذا لو كان رأي «أبو حنيفة» صائبًا؟

أكل المخاصي «حرام».. ماذا لو كان رأي «أبو حنيفة» صائبًا؟
أكل المخاصي «حرام».. ماذا لو كان رأي «أبو حنيفة» صائبًا؟

التهام «أكلة مخاصي» ربما يصبح «أحلى واجب» لعريس في ليلة زفافه، أو شخص يبحث عن قوة جبارة تزيح عن كاهله إحساسًا بالإرهاق، وقبل أي شيء ارتبطت هذه «الوجبة» تراثيًا ونفسيًا بأساطير خصوبة الرجل، وتحولها لسر «إنجاب الولد».


حتى الكلمات السابقة تصير الأمور كأشعة الشمس في كبد السماء، إلى أن تصطدم بحائط «الحلال والحرام»، وتحديدًا مع الحديث عن رأي فقهي يحرم تناولها، وآخر يحاول إفساح الطريق للراغبين في التغذية بتناولها دون حرج.

 

المخاصي.. حرام شرعًا

 

في فقهه جعل أبو حنيفة النعمان، تناول «المخاصي» أمرًا مكروهًا؛ بل وصل إلى درجة التحريم، أو بشيء من الدقة -كما وصفه في فقهه- «مكروهة كراهية تحريم». والمكروه في فقه الحنفية كما يقول علماؤه الكبار مثل «أبو يوسف»: «هو إلى الحرام أقرب».

 

ليس أبو حنيفة وحده، فرغم أن الفقهاء ذهبوا إلى أن الذبح الشرعي حينما يقع على الحيوان يجعل أكله مباحا جملة، إلا أن بعض المذاهب جعلت من بعض أجزاء الحيوانات مكروه تناولها، فـ«الشافعية» ذهبوا إلى كراهية تناول المخاصي إلا أنهم لم يحرموها، كما استثقلها «المالكية» لكن دون تحريمها.

 

اقرأ حكاية أخرى| شعر ذقن وصوت ذكوري.. منشطات النساء «100% رجولة» 

 

وفي هذا يقول «بن قدامة» في «المغني»: «ذلك العضو غير مستطاب»، ووافقه «الزيلعي» في «تبيين الحقائق» بقوله: «يكره من الشاة الخصية لأنه مما تستخبثه الأنفس وتكرهه».


 
ولكم في «الهلالي» عبرة 

الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» لخص الأمر في أربعة آراء، اثنان منها وهما رأي الجمهور، و«الحنابلة» الذين ذهبوا بأن أكلها حلال، أما الرأيان الآخران هما لـ«الحنفية» و«بن حبيب المالكي»؛ حيث ذهب الأول إلى التحريم، ووقف الثاني عند الكراهية.


 اقرأ حكاية أخرى| أبو «دقة» جنان.. «الكشري» أكلة ليست مصرية


«الهلالي» أوضح أنه ليس له رأي محدد في ذلك الأمر، بل أنه يعرض كل الآراء الفقهية على المواطنين ليكون الاختيار لهم وحدهم دون توجيه، مشددا على أنه يعارض كل قول يتشبث برأيه، قائلا: «أنا دائما أعارض أي سؤال يوجه إليّ حول رأيي في أي حكم فقهي»، لافتا إلى أن المعيار في ذلك الأمر يكون للعرب حول ما تستطيبه من الطعام وما تستقذره.

 

صدمة طبية

طبيًا، نسفت الدكتورة مها صابر «أسطورة المخاصي» ومساعدتها الرجال على زيادة الخصوبة، قائلة: «إن تناول عضو معين لا يشترط أن يقوي الوظيفة التي يقوم بها نظيره بالجسم؛ بل إن «المخاصي» تتحول إلى دهون وبروتين بعد الهضم». 


 
اقرأ حكاية أخرى| أكلات العيد عمرها مئات السنين.. «على كل شكل ولون» 

 

ووفقا لقاعدة بيانات وزارة الزراعة الأمريكية فإن كل 100 جرام من «خصية الخروف» تحتوي على: «11.4 جرام بروتين، 2.38 جرام دهون، 0.14 نشويات، 0 ألياف غذائية، 5 ملجم كالسيوم، 1.14 ملجم حديد، 11 ملجم ماغنسيوم، 265 مجلم بوتاسيوم، 119 ملجم صوديوم، 393 ملجم كولسترول».

وبمعادلة حسابية يتبين أن تناول خصية واحدة يعطي كمية من الكولسترول تتجاوز الحد الأقصى الذي ينصح بعدم تجاوزه يوميا من الكولسترول وهو 300 ملليجرام.


 
الطبيب.. كلمة السر 

ليس هذا فقط، فبحث وزارة الزراعة الأمريكية يؤكد أن الخصية تنتج هرمون «التستوستيرون»، لكن لا توجد معطيات علمية تدعم فرضية أن أكل الخصية يؤدي تغييرات فسيولوجية لديه مثل تحسين الخصوبة.

 

اقرأ حكاية أخرى| رحمة على الموتى.. كحك الفراعنة بالعجوة والتين والعسل

 

وهذا الهرمون لا يسمح بتعاطيه إلا بناء على توصية الطبيب، حيث إن تعاطيه له مخاطر مثل زيادة مخاطر الجلطات وتقليل إنتاج المني وتقلص الخصية، كما أنه يحتاج لصهره عند الطبخ درجة حرارة بين «4150 و125» وهي درجة غير موجودة في المنازل.