«مليشيات خلف الكيبورد».. حكاية 21 ألف شائعة حذر منها «الرئيس»

«مليشيات خلف الكيبورد».. حكاية 21 ألف شائعة حذر منها «الرئيس»
«مليشيات خلف الكيبورد».. حكاية 21 ألف شائعة حذر منها «الرئيس»

«رغيف الخبز» و«تراجع إيرادات قناة السويس» الأكثر رواجًا..

 

و«السيسي»: هدفها تحريك الناس لتدمير البلد

 

خبراء: الحرب تبدأ بالمعلومة المغلوطة وتصل للتحريض على القتل والإرهاب وتمتد إلى «خراب البيوت»

 

كتائب الإخوان المتهم الأول.. و«تويتر» و«فيس بوك» حقلبين خصبين لترويجها

 

و«خبير معلومات» يؤكد: السجن 10 سنوات وغرامة مليون جنيه عقوبة «مروجيها» 

 

خطر حقيقي يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل.. يبدأ بنشر معلومات مغلوطة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، عن حادث مروع أو قرار حكومي، من أجل إثارة البلبلة وفزع الشعب، ورغم ذلك ينساق خلفها ملايين المواطنين.. الحديث عن الشائعات، تلك السلاح الافتراضي الذي توظفه كتائب أو مليشيات إلكترونية، من أجل هدم أركان الدولة.

 

حرب الشائعات


كانت أخر التحذيرات من «حرب الشائعات» أول أمس الأحد، من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في حفل تخرج طلاب الكليات والمعاهد العسكرية، مؤكدًا أن الدولة واجهت 21 ألف شائعة في 3 شهور استهدفت إثارة البلبلة، مضيفًا: «التدمير لبلادنا مش هيكون غير من جوانا، عاوز أقولكم سر، واجهنا 21 ألف شائعة في 3 شهور، الهدف منها بلبلة وعدم استقرار وتضييع وإحباط».

 

تفجير الدولة


وذكر الرئيس: «الخطر الحقيقى اللى بيمر ببلادنا ومنطقتنا هو تفجير الدول من الداخل، عن طريق الضغط، والشائعات، والأعمال الإرهابية، وفقد الأمل، والإحساس بالإحباط، من أجل منظومة رهيبة جدًا، الهدف منها تحريك الناس لتدمير بلدهم».

 

وأوضح أن مصر واجهت تحديًا من أخطر التحديات التي فرضت على الدولة في تاريخها الحديث، وهو محاولة إثارة الفوضى وعدم الاستقرار بالداخل، وسط موجة عاتية من انهيار الدول وتفكك مجتمعاتها في سائر أنحاء المنطقة.

 

وبالعودة للوراء، تبين أن حرب الشائعات بدأت عقب ثورة 25 يناير، بسبب عدم استقرار الأوضاع، فبدأت الكتائب الإلكترونية في الانتشار بشكل واسع بعد تلك الأحداث مباشرة، وروجت عدد من الأخبار المغلوطة، نرصد أبرزها في السطور التالية.. 

 

شائعات الإخوان.. والتعديلات الدستورية


 البداية بالتعديلات الدستورية، فكان موقعا «فيس بوك» و«تويتر» حقلين خصبين لتداول تلك الشائعات، وكانت البداية مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية في شهر مارس 2011، والتي أجريت خلال حكم المجلس العسكري.

 

وفي تلك الفترة، ظهر جدل كبير وصراع على مواقع التواصل الاجتماعي بين جبهة مؤيدة للثورة وأخرى معارضة لها، ليتفرعوا مرة أخرى إلى مناصري الإخوان والسلفيين ومعارضين لهم ومؤيدين للتيار المدني.

 

وفاة مبارك
وكانت الشائعة الأكثر رواجًا، هي وفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك، فتداولت تلك الأخبار أكثر من 17 مرة، على مدى أكثر من 5 سنوات، وكانت آخرها مرة يوم 23 ديسمبر عام 2015.

 

إيرادات قناة السويس


وطالت الحرب قناة السويس، فتناثرت أخبارًا عن انخفاض إيرادات قناة السويس، الأمر الذي نفاه الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة القناة، جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن الأرباح تزداد تدريجيًا، وخاصة بعد إنشاء القناة الجديدة.

 

وكشف «مميش» في تصريحات صحفية، أن قناة السويس حققت نموا خلال العشرة أشهر الأخيرة من عام 2017 بداية من يناير وحتى أكتوبر، بلغت نسبته 154.3%، حيث حققت عائدات خلال الربع الثالث من 2017 بقيمة 23.9 مليار جنيه، مقابل 9.4 مليار جنيه في الربع المماثل من العام المالي 2015/ 2016، لينفى بهذا التصريح تلك الشائعات.

 

رغيف الخبز.. ونقص سلع التموين


وطالت الشائعات رغيف الخبز ونقص السلع التموينية، فترددت أنباء عن إضافة الحكومة مادة على رغيف الخبز للحد من الكثافة السكانية، إلا أن مركز معلومات مجلس الوزراء-المختص بمحاربة الشائعات-، كشف عدم صحة تلك الأنباء.

 

وأكدت الوزارة، عدم إضافة أي مادة على الخبز للحد من الكثافة السكانية، موضحةً أنه قد تم تحريف تصريح الوزير الخاص بـ«إضافة فيتامينات وعناصر غذائية كالحديد على الدقيق المستخدم في إنتاج الخبز البلدي» وتحريفه من معناه، مشيرةً إلى أن كل ما يتردد حول هذا الشأن شائعات لا تمت للواقع بصلة تستهدف إثارة الذعر والبلبلة بين المواطنين.

 

وقالت الوزارة التموين، في بيان أبرزه مركز معلومات رئاسة مجلس الوزراء، إنه لا يوجد نقص في أي سلعة من السلع التموينية بل أن هناك كميات متوفرة منها يتم ضخها يوميًا بجميع فروع المجمعات الاستهلاكية والمنافذ التموينية لشركتي العامة والمصرية لتجارة الجملة، مشيرةً إلى أن أسعار السلع التموينية كما هي دون أي زيادة. ‏

 

معاش «تكافل وكرامة»


نفت وزارة التضامن الاجتماعي في بيان لها اليوم الثلاثاء، حذف 200 ألف أسرة من معاش «تكافل وكرامة» بهدف تقليل النفقات.

 

وقالت الوزارة إن تلك الأنباء غير دقيقة، موضحةً أنه لم يتم استبعاد أي أسرة تستحق وتنطبق عليها شروط الاستحقاق للحصول على الدعم النقدي، وأن ما تم هو قيام الوزارة بعملية تنقية شاملة ومراجعة دقيقة منذ شهر أغسطس 2017 بهدف ضمان وصول الدعم لمستحقيه فقط وبناء على تلك المراجعة تم استبعاد 203 آلاف أسرة بعد التأكد من زوال سبب الاستحقاق ومنها حالات الوفاة، أو السفر، أو الحصول على فرصة عمل أو غيرها من الأسباب، وهو ما أدى إلى توفير نحو مليار جنيه سنويًا.


سارينة الإسعاف.. و«تحيا مصر»


كانت آخر الشائعات التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة، تغيير صوت «سارينة الإسعاف» إلى صوت يردد «تحيا مصر»، وتم تداول هذه الصورة بشكل كبير عبر مواقع الإخوان وصفحاتهم، الأمر الذي نفته وزارة الصحة أيضًا، لتؤكد أن هناك منابر إعلامية لجهات معادية للدولة، نشرت تلك الأخبار من أجل التشكيك .

 

الجهات الرسمية.. والمواجهة


في هذا السياق، تقول د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ان ترويج الشائعات من خلال «السوشيال ميديا» يمثل بالفعل تهديدا كبيرا على الوطن، حيث تقوم تلك الكتائب بدس الأكاذيب لإضعاف معنويات الشعب وإفقاد الثقة في رموزه وقياداته الذين رفضوا أن يكون المصريون لقمة سائغة أمام شبح الشائعات.

 

وأضافت «خضر» أن الأخبار المغلوطة تستهدف  فقد الأمل، والإحساس بالإحباط، وتحريك الناس للتدمير، مشددة على ضرورة مواجهة تلك الحرب، من خلال تكوين جهات رسمية على هذه المواقع للرد على الشائعات المغرضة التي يتأثر بها بشدة بعض الفئات بالمجتمع، بل يساعدوا على انتشارها أيضاً.

 

كما شددت على ضرورة وجود وزارة للإعلام من شأنها وضع ضوابط وإلزامات تحد من هذه الظاهرة، وتتصدى لغيرها من الظواهر التي تهدف إلى زعزعة استقرار وأمن الوطن باستخدام سلاح السوشيال ميديا، والإعلام.

 

التحريض والقتل


أما د. أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، فيؤكد أنه يجب وجود توعية إعلامية لمواجهة الشائعات، إلى جانب وجود قانون جديد لترويج الشائعات من المنتظر تطبيقه، ولكن الدور الأهم لمواجهة الشائعات يقع على عاتق مستخدمي تلك المواقع؛ لذلك يجب على الإعلام توجيه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للتأكد من مصدر أي خبر قبل نشره للتأكد من صحته وعدم نشر الشائعات.

 

وذكر أن، الرقابة من مستخدمي «السوشيال ميديا» ضرورة، حيث يجب عليهم عند رؤية أي شائعة الإبلاغ على الفور لاتخاذ الإجراءات القانونية، لأن بعض الشائعات تصل للتحريض على القتل والإرهاب والفتنة في المجتمع إلى جانب تدمير بعض البيوت، لافتًا إلى العقوبات في القانون الجديد تصل للسجن 10 سنوات والغرامة تصل لمليون جنيه.

 

حسابات وهمية.. وخبر مفبرك


فيما قال حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام الأسبق، إن مواقع التواصل الاجتماعي يعتبرها عدد ضخم من القراء والمتصفحين المصدر الأساسي لمعرفة الأخبار، لكن بحسب الدراسات التي أجراها الباحثون في هذا الشأن، فقد أثبتت أن معظم المعلومات على هذه الوسائل إما مغلوطة أو مغرضة أو ناقصة، وأن السبب وراء اعتماد عدد كبير من الجمهور عليها سرعة انتشارها وكذلك تدفق الأخبار عليها بشكل ضخم وسريع ولأكثر من مصدر.

 

وأضاف «مكاوي»، أن بعض الجماعات التكفيرية تستغل فكرة الكتائب الإلكترونية والتي تعتبر كارثة، وهى مجموعة من الحسابات الوهمية مغلوطة البيانات ويمتلك الشخص الواحد في الكتيبة عدد كبير من الحسابات والتي يروج من خلالها لخبر ما مغلوط أو يخدم الجماعة التكفيرية أو الإرهابية المنتمى لها ثم يقوم ببقية الحسابات الأخرى بالتأكيد على الخبر ونشره في مجال أكبر وأوسع، حتى يبدأ الناس في تصديق الخبر، ونشره أيضًا وذلك من أجل زعزعة الاستقرار والتأثير على الدولة وعلى أمن المواطنين وخلق حالة من الجدل والبلبلة.

 

وأوضح «مكاوي»، أنه لابد من تصحيح الوضع في الإعلام وأن تكون «السوشيال ميديا» تابعة للإعلام وتنقل عن التلفاز والصحف وليس العكس، وأنه يجب حدوث تطوير وطفرة من خلال تدريب الإعلاميين، وتصحيح بعض المفاهيم واختيار الكوادر التي تتمتع بالكفاءة.