ناصر عراق: ثورة يوليو ساهمت في تعزيز الفنون والآداب

الروائي ناصر عراق
الروائي ناصر عراق

أكد الروائي الكبير ناصر عراق، أن ثورة يوليو لم تنصف ملايين الفقراء والمظلومين من المصريين فحسب، وإنما أسهمت بنصيب كبير في تعزيز الفنون والآداب، من خلال إتاحة الإبداع المصري للجمهور العام بأثمان زهيدة للغاية.

وأضاف "عراق"، أن الفنون والآداب شهدتا قفزات مدهشة عقب ثورة 1919، وطوال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، لكن يظل لثورة يوليو الدور المؤثر في رواج الفن الجميل والأدب المؤثر، نظرًا لما أحدثته في بنية المجتمع من وثبة بالغة الأهمية في مجال تعليم الملايين من أبناء الشعب، أولئك الذين أقبلوا على التفاعل والانفعال بالأدب الجيد والفن الجذاب.

وأوضح الروائي ناصر عراق، أنه في مجال الرواية على سبيل المثال، مضى نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وعبد الحميد جودة السحار وأمين يوسف غراب، يواصلون بدأب إنتاجهم الروائي، مشيرا إلى أنهم صحيح خاضوا هذا الفن قبل يوليو 1952 بأعوام قليلة، لكن الثورة ألهبت خيالهم ووفرت لنصوصهم الروائية فرصة ذهبية كي تتحول إلى أفلام سينمائية طوال الخمسينيات والستينيات.

وقال "عراق"، إن السينما المصرية قدمت أكثر من 30 فيلمًا سينمائيًا مأخوذا عن روايات إحسان عبد القدوس وحده، موضحا أنه إذا كان نجيب محفوظ قد توقف عن كتابة الرواية عندما اندلعت الثورة ولمدة 6 سنوات متواصلة ظنا منه أن دوره بوصفه كاتبًا ناقدًا للأوضاع المصرية في العهد الملكي قد انتهى باندلاع الثورة، إلا أنه عاد بقوة إلى بحر الرواية متلاطم الأمواج، فابتكر لنا تحفته الخالدة "أولاد حارتنا - 1959"، ثم توالت رواياته المدهشة خلال الستينيات فقط "اللص والكلاب - 1961"، و"الطريق - 1964"، و"الشحاذ - 1965"، و"ثرثرة فوق النيل - 1965"، و"ميرامار - 1967"، فضلا عن إنتاجه الغزير في مجالي القصة القصيرة والمسرحية في تلك الحقبة أيضا.

وأشار الروائي الكبير ناصر عراق، إلى أنه كما عملت الثورة على تشجيع الأدب من خلال تخصيص جوائز سخية مرموقة مثل جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية التي تم اعتمادها في عام 1956، الأمر الذي انعكس على تحفيز المبدعين ليواصلوا إنتاجهم ويتنافسوا بهمّة من أجل الظفر بإحدى هذه الجوائز، وقد ظهر ما يسمى جيل الستينيات في الرواية آنذاك أمثال "بهاء طاهر، وجمال الغيطاني، وإدوارد الخراط.. وغيرهم"، ورغم أن يوسف إدريس أصدر أولى مجموعاته القصصية في عام 1954، وهي "أرخص ليالي"، إلا أنه اقتحم مجال الرواية أيضًا، وترك لنا عدة روايات مهمة مثل "الحرام" التي صدرت عام 1965.

وتابع "عراق"، أنه في تلك الفترة تم تخصيص وزارة للثقافة للمرة الأولى في تاريخ مصر، وكانت الوزارة الثامنة على مستوى العالم حينئذ، ومع ازدهار فنون المسرح والسينما والموسيقى والغناء والفن الشعبي والترجمة في تلك الحقبة، وجدت الرواية نفسها في غشاء من الرعاية والحفاوة والاهتمام، فانطلق المؤلفون يكتبون ويجرّبون، وتوارث الأجيال الشغف بهذا الفن الجميل، فأبدعوا وطوّروا حتى صارت الرواية الآن تتصدر مجالات الأدب المختلفة عن جدارة.