الحرب الاقتصادية.. «ابحث عن أمريكا»

الحرب الاقتصادية
الحرب الاقتصادية

في مايو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض رسوم على الفولاذ والألمنيوم المستورد إليها بنسبة 25%، و10% للمواد المستوردة من أوروبا وكندا والمكسيك وكوريا الجنوبية، باستثناء الأرجنتين، وذلك بحسب الإعلان الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووفقا لوكالة سبوتنيك الروسية، فقد أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أن قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة لا يترك أمام الاتحاد الأوروبي خيارًا آخرا سوى فرض التدابير اللازمة، قائلا: «أنا قلق من هذا القرار، الاتحاد الأوروبي يعتبر الرسوم الأمريكية أحادية الجانب غير مبررة ومتناقضة مع قوانين منظمة التجارة العالمية، إنها حمائية اقتصادية بحتة».

وأشارت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا  مالمستروم، إلى أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ خطوات جديدة لحماية السوق الأوروبي ضد القيود الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة عليه، مشيرة إلى أن رد بروكسل سيكون بإطلاق قضية تسوية النزاع في منظمة التجارة العالمية.

الأزمة بين الولايات المتحدة والصين

لم تكن الأزمة الاقتصادية بين أمريكا وأوروبا هي الأولى، بل أعقبتها أزمة أخرى مع قوة اقتصادية كبرى أيضا وهي الصين، حيث بدأ الأمر مع قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على عدد من واردات الصين لبلاده، وبعدها قال في إحدى تغريداته على موقع "تويتر"، إنه مستعد للحرب التجارية وأنها أمر جيد في وجهة نظره.

وبدأ الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية على واردات الحديد والألمونيوم القادم لأمريكا من عدد من الدول بينهم الصين وجاءت كالتالي: 25% رسوم جمركية على وردات الحديد، و10% على واردات الألومونيوم، تلاها فرض رسوم جمركية جديدة على واردات بضائع صينية تتخطى قيمتها الـ60  بليون دولار، بما يعادل 42.5 بليون يورو كوسيلة للحد من الاستثمار الصيني داخل أمريكا، وطريقة أيضا للثأر من الصين لما قامت به من سرقة حقوق ملكية فكرية أمريكية في مجال التكنولوجيا، ثم أنهاها ترامب بتهديد بفرض رسوم جمركية تصل قيمتها لـ100 مليار دولار أمريكي على الصين.

من جهتها، فرضت الصين رسوم جمركية بنسبة 25% على 128 سلعة من الوردات الأمريكية، على رأسها لحم الخنزير والنبيذ، حيث تؤثر تلك الرسوم على الواردات الأمريكية بنحو 3 مليارات دولار، وأوضحت بكين أن الخطوة تهدف إلى حماية المصالح الصينية وتعويض الخسائر الناتجة عن فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الواردات الصينية.

الحروب الاقتصادية.. «رب ضارة نافعة»

ومن المعروف أن خطر الحروب الاقتصادية لا يقل عن المعارك العسكرية، فكلاهما كفيل بتدمير الشعوب، خاصة إذا كان الصراع بين قوتين عظمتين كأمريكا والصين، فكلاهما يسعى للهيمنة والسيطرة على الاقتصاد العالمي مما يخلق حالة واسعة من التنافس غير الشريف.

وبالطبع هناك مستفيدين كثر من تلك الحروب، حيث رجحت وكالة "بلومبرج" الاقتصادية، أن تكون المكسيك هي الرابح الأكبر من الحرب التجارية المندلعة بين بكين وواشنطن.

وأوضحت "بلومبرج"، أن المكسيك تملك الفرصة لتصبح أكبر مصدر لأجهزة التلفزيون المسطحة إلى السوق الأمريكية، حيث أن هذه الشاشات تندرج ضمن آلاف المنتجات الصينية، التي تستهدفها الرسوم الجمركية المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي نفس الوقت، يمكن للمزارعين المكسيكيين أن يحتلوا مكان منافسيهم الأمريكيين في سوق لحوم الخنزير الصينية، التي تعد أكبر الأسواق في العالم، وذلك بعد أن فرضت بكين رسوما جمركية إضافية على 106 من السلع الأمريكية المستوردة، ومنها اللحوم.