عاجل

باحث أثري : "حجر رشيد " مفتاح الحضارة المصرية القديمة

حجر رشيد
حجر رشيد

حجر رشيد يعتبر أغلى وأنفس أحجار العالم فهو الذى أماط وكشف اللثام عن سر حضارتنا الفرعونية ولولا العثور عليه لظلت حضارتنا كالباب المغلق بدون مفتاح نحن نتكلم عن مفتاح حضارتنا وبمناسبة ذكرى حل رموز حجر رشيد فى التاسع عشر من يوليه ١٨٢٢ نلقى بعض الضوء عليه ،بحسب ما ذكره مجدي شاكر الباحث الأثري .

 

حقيقة اللغة الهيروغليفية:

 

يظن الكثيرون أن الحملة الفرنسية التي جاءت إلي مصر و مكثت فيها ثلاث سنوات ، هي التي اكتشفت اللغة الهيروغليفية بواسطة حجر رشيد،ولكن الحقيقة أن العالم شامبليون مكتشف اللغة لم يكن من علماء الحملة أذن فمن هو شامبليون،  كيف اكتشف اللغة الهيروغليفية، وكيف أنتهي حجر رشيد في المتحف البريطاني في لندن الآن ؟

 

تفاصيل عن حجر رشيد :

 

عُثر علي حجر رشيد في مدينة رشيد فى شهر أغسطس عام 1799م، عثر عليه أحد الضباط الفرنسيين التابعين للحملة الفرنسية أسمه بوشارد وهو يحفر أحد الخنادق فى قلعة رشيد التى تبعد عن الأسكندرية ٧٠كم شرق وهو حجر من البازلت الأسود أرتفاعه ١١٣سم وسمكه ٢٧,٥سم عرضه ٧٥,٥سم مهشم من الجوانب والجزء العلوى وتم نقلها للمجمع العلمي المصري الذي كان نابليون قد انشأه و يتكون من مجموعة من كبار العلماء الفرنسيين الذي جاءوا مع الحملة.

 

في عهد البطالمة:

 

حجر رشيد مكتوب بثلاث لغات كان الحجر عبارة عن منشور ملكي كتبه بطليموس الخامس في عهد البطالمة، و هي اللغة اليونانية القديمة و اللغة الهيروغليفية و اللغة الديموطيقية ،وهي اللغة الشعبية التي يتكلم بها عامة شعب مصر، في الوقت الذي كانت فيه اللغة الهيروغليفية يتكلم بها كبار الكهنة و الطبقة الحاكمة.

 

نقشت على واجهة حجر رشيد سطور كثيرة، بقي منها 14 سطرا كتبت بالخط الهيروغليفي في أعلاه، و32 سطرا كتبت بالخط الديموطقية في وسطه، و54 سطرا كتبت باللغة اليونانية في أسفله.

 

وحاول قراءة هذه الخطوط عدد من الباحثين، منذ عام 1802م ، وكان أكثرهم مثابرة أربعة: Akerblad - T. Youne - S. De SacyAnd J.F. - Champollic كما كان أكثرهم توفيقا وحظا واستمرارا هو جان فرنسوا شامبليون وانتهت دراساتهم المتفرقة عام 1821 م إلى أن نقوش الحجر تضمنت قرارا أصدره المصريون المجتمعون في منف في عام 196ق. م، وشكروا فيه الملك البطلمي " بطليموس الخامس " على إعفاء معابدهم من تكاليف فرضها أسلافه عليها.

 

ومن التحليل نرى أن الكاتب المصري كاتب الحجر تعمد أن يجعل كتابته الهيروغليفية المقدسة كتابة المصريين في أعلى الحجر، وسجل كتابته الديموطقية الشعبية في وسطه، وجعل الكتابة الإغريقية لغة البطالمه فى الأسفل وذلك مما قد يعني أن عجز المصريين المادي إزاء حكامهم البطالمة الأجانب لم يمنعهم من أن يتلمسوا كل سبيل يعبر عن قوميتهم الدفينة وينتقم لكرامتهم المغلوبة على أمرها وذلك على الرغم من أن الحجر قد أقيم في منطقة غلب عليها النفوذ الإغريقي سواء أكان ذلك في رشيد نفسها أم كان قد نقل إليها من منطقة سايس.

 

كذلك نجد في ثناء الكهنة المصريين على الملك الأجنبي لم يمنعهم من أن يلمزوه في سياق النص بعبارات ضمنية، كانت منها عبارة تقول : " إن الملك ثبت للمعابد ومصر تقاليدها وفقا للقانون "، وكأنهم بعبارتهم هذه التي ضمنوها عامدين في سياق شكر الملك لم يروا فيما أثابهم به هذا البطلمي غير تسليم بما يأمر به التقليد أو العرف الواجب والقانون .

 

الإنجليز وضعوه حجر رشيد في المتحف البريطاني حتي الآن: ظل حجر رشيد مع علماء الحملة حتي جاء موعد الرحيل عن مصر عام1801م، و كانت الاتفاقية تقضي بخروج جنود الحملة مصر و نقلهم إلي فرنسا علي سفن الاسطول الإنجليزي الذي يحاصر شواطئ الاسكندرية.

 

وأثناء خروج الفرنسيين من مصر، أصر قائد الاسطول الإنجليزي نلسون أن يسلم الفرنسيين كل ما في حوزتهم من اكتشافات أثرية عثروا عليها في مصر إلي الإنجليز و منها حجر رشيد و تم لهم ذلك بالفعل، و أخذ الإنجليز حجر رشيد و وضعوه في المتحف البريطاني عام 1802م، والذي مازال قابعاً فيه حتي الآن.