جمال الزهيري يكتب.. «الأفورة» والنباشين ..!!

جمال الزهيري
جمال الزهيري

عندما يوجه لي الصديق والأخ والكاتب الصحفى الكبير محمد البهنساوى رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم الإلكترونية الدعوة للكتابة فلا أملك إلا الموافقة تقديرا لشخصه الكريم ولضعفى الشديد امام اى اصدار يحمل اسم "دارنا" الغالية "أخبار اليوم" التى افخر دائما بأنني قد افنيت فيها كل العمر .. و"مش خسارة فيها" ابدا بكل تاكيد .. وافخر باننى شرفت بالعمل فى كل مطبوعاتها واصداراتها على مدار المشوار. شكرا للبهنساوى الاخ والصديق متمنيا ان تواصل البوابة على يديه المزيد والمزيد من التالق والنجاح.
وبعد هذه المقدمة التى كانت ضرورية جدا ادخل فى الموضوع مباشرة لاكتب فى موضوعين مهمين شغلا ومازالا يشغلان عقول وقلوب اغلب المصريين .. الموضوع الاول خاص بكرة القدم التى تحظى باهتمام الجماهير المصرية الذين مازالوا يعانون صدمة الخروج المبكر غير المرضى من الدور الاول لمونديال روسيا الذى اسدل الستار عليه منذ ايام قليلة وعلى الفور يبرز السؤال: ياترى عندنا حق نزعل لهذا السبب ام اننا نبالغ فى الحزن وبالبلدى " احنا مأفورين" يعنى مزودينها حبتين؟ وهل كان لدينا امل لاسمح الله فى الفوز بكأس العالم او الوصول للمربع الذهبى مثلا كما فعلت بلجيكا وكرواتيا؟
الاجابة ببساطة اننا لم نكن نحلم بذلك او بنصف او ربع ذلك ولكننا كنا نحلم ببساطة بنفس الحلم القديم الازلى وبتحقيق نفس الشعار الذى وعينا عليه منذ ولدتنا أمهاتنا .. نعم انه "التمثيل المشرف" ابن ال (.......).هذه العبارة التى فقدت معناها للاسف الشديد فى ظروف غامضة على مدار تجارب عديدة. فقط كنا نحلم باداء محترم كما فعلنا مع حسن شحاته مثلا فى كأس القارات بجنوب افريقيا امام البرازيل وايطاليا وقبلها امام اقوى واعتى الفرق الافريقية فى 3 دورات لكأس الامم الافريقية اعوام 2006 و2008 و2010 قبل ان يتدهور منحنى الكرة المصرية لسنوات. كنا نحلم بان يقدم هيكتور كوبر المدير الفنى الارجنتينى بمنتخبنا الوطني صورة حقيقية لكرة القدم المصرية ولكنه قدم كل ماعنده فى حدود شخصيته الخائفة المترددة المعتمدة على حوالى 16 لاعبا يعتمد عليهم طوال مشواره مع المنتخب لعدة سنوات وهم نفس اللاعبين الذين خاض بهم التصفيات المؤهلة لكاس الامم الافريقية ونجح وكاس الامم نفسها ونجح وتصفيات افريقيا المؤهلة لمونديال روسيا ونجح .. ولكنه اراد وتقديراته خاطئة بدون شك ان ينجح بنفس الاختيارات فى المونديال نفسه امام فرق مختلفة ومستويات غير المستويات تاركا خارج الاختيارات نجوما كثيرين تألقوا سواء فى الدورى المصرى او خارجه وباختصار لعب فى كاس العالم بعقلية اللعب فى التصفيات الافريقية فجاء الاداء مرتعشا مهزوزا وغير ممتع اومفهوم .. وقد يكون معذورا لانه لايريد المغامرة بنتائجه ونجاحاته السابقة ولايريد تعريض نفسه لهزائم ثقيلة تشوه مافعله .. وهو معذور بالتأكيد لان هذا اسلوبه وتلك شخصيته ولايمكن لاحد ان يغيرها مهما فعل.
اتمنى ولكن اشك ان يحدث ذلك ان يستفيد اتحاد الكرة من التجربة بايجابياتها وسلبياتها طالما ان الامور تسير للاسف فى اتجاه بقاء الاتحاد فى مكانه دون ان تاخذه شفقة بالجماهير المطالبة برحيله اواستقالته بالذوق وبعد ان تاكد انهم لن يستقيلوا ولو بالطبل البلدى والمؤسف اكثر اننى اشك انهم سيستفيدون من اى تجارب وسوف تعود ريمه لعادتها القديمة اعتمادا على ان ذاكرة المصريين ضعيفة وقلوبهم طيبة وكل ما اخشاه ان نعود لسيرتنا القديمة وان نعود لنحلم بالصعود لكاس العالم بعد ثلاثين عاما ... اخرى!!
اما الموضوع الثانى الذى شغل المصريين واشقاءهم فى السعودية .. فهو الخلاف بين محمود الخطيب رئيس النادى الاهلى والمستشار تركى ال الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية واسباب هذا الخلاف وما تخلله من تراشقات .. وفى هذا الاطار اقول ان الطبيعى جدا ان يرحب الجميع باى تقارب فى وجهات النظر بين الطرفين ولايمكن لخلاف ان ينتهى طالما وجد "النباشون" الذين يعيشون على استمرار الصراع والتراشق وقد شهدت العلاقات اكثر من فرصة للتقارب لولا تطوع بعض المغرضين بتصوير الخلاف رغم تحفظى بالطبع على بعض فصوله على انه خلاف بائن مثل الطلاق البائن يعنى وان عودة الصفاء مستحيلة بين الطرفين فقد ابتلى الله الطرفين بمؤيدين ملكيين اكثر من الملك نفسه كلما ظهرت بادرة للصلح أفسدوها لكى تستمر "السبابيب" وحسنا فعل الشيخ عندما اعلن مبادرته الاخيرة بسحب كل الدعاوى القانونية التى رفعها على الأهلي ومجلس ادارته وعلى الفور خرج النشامى للنبش فى الخلاف من جديد بضرورة اعتذار الشيخ للأهلى وهناك كثيرون مشابهون فى المعسكر الاخر .. والحق أنني لست مع هؤلاء او اولئك وعندما تظهر مبادرة واضحة للصلح واسدال الستار على كل الأحداث بحلوها ومرها وان يبدأ الجميع صفحة جديدة فانا اكون اول المرحبين بهذه الخطوة ولن اخجل ان اقول للنباشين: موتوا بغيظكم!!