الأب ترك طفليه للموت جوعًا !!

تعبيرية
تعبيرية

تدور أحداث تلك القصة داخل قرية المنوات التابعة لمركز أبوالنمرس، حيث استيقظ الأهالي على صراخ طفل وطفلة يقفان فى شرفة الشقة، ويحاولان الاستغاثة بمن ينقذهما، بعد أن أصبحا على مقربة من الموت، نظرا لنفاد الطعام والشراب، وشعورهم بالجوع الشديد، الذى كاد أن يلتهم أجسادهم الضعيفة. 

 

صعد الأهالي على الفور إلى الشقة لمعرفة ما يدور بداخلها.. طرقوا الباب، لكن أحدا لم يفتح، كما لم  يستطع الأطفال فتح الباب لأنه مغلق بالمفتاح، الأمر الذى دفعهم إلى كسره، بعد أن تأكدوا أن الطفلين بمفردهما داخل الشقة. 

 

على الفور قام الأهالى بإحضار طعام وشراب لسد جوع الطفلين، اللذين تبين أنهما لم يتذوقا الطعام منذ ٢٤ ساعة، بعد أن تركهما والدهما خلفه وذهب.

 

بعدها حاول الأهالى تهدئة خوف وهلع الطفلين، فى محاولة للتعرف على مشكلتيهما، وسبب غياب الأب والأم، وبعد جهد كبير بدأ الهدوء والاطمئنان يسيطر على الطفلين، وتحدثا بكلام يكشف عن قسوة لم يكن أى من الحاضرين يتصور حدوثها.

 

قال «محمد» ٥ أعوام الشقيق الأكبر، إن والدهما أحضرهما الى الى الشقة منذ ستة أيام، وترك لهما قليلاً من الطعام والشراب فى الثلاجة، وأخبرهما أنه ذاهب الى العمل وسيعود على الفور، ومنذ تلك اللحظة لم يظهر مرة أخرى، فضلا عن قيامه بإغلاق الباب بالمفتاح، حتى لا يغادرا الشقة فى فترة غيابه، وهنا تدخل صاحب العقار فى الحديث، والذى أكد أن والدهما حضر اليه منذ أسبوع، وطلب منه شقة للإيجار، وقام بدفع شهرين مقدم، دون أن يقوم بتحرير عقد إيجار، ولَم يشاهده بعد ذلك.

 

كان واضحا للجميع الجريمة التى ارتكبها ما يسمى تجاوزا بالأب، بعد أن ترك أولاده للمجهول واختفى، ظلت حسناء الطفلة الصغرى ذات السنوات الأربع تردد «بابا زمانه جاى عشان ياخدنا ونمشي».. وهى الكلمات التى جعلت الدموع تنهمر من أعين الموجودين بالمكان. 

 

قام الأهالى بتفتيش الشقة، وتمكنوا من العثور على صورة لبطاقة رجل، تحمل اسم رمضان.ع من محافظة البحيرة، كما عثروا على وثيقة زواج عرفى باسمه، وهو ما جعل الشك والريبة تتمكن من الأهالي، فقاموا بإبلاغ الشرطة، التى تحفظت على الأوراق والمستندات، ووضعت الطفلين برفقة صاحب العقار لحين الوصول إلى ذويهم.

 

وكانت المفاجأة الأولى ما كشفته تحريات المباحث من أن والد الأطفال مطلوب القبض عليه، فهو هارب من عدة قضايا، متنوعة ما بين نصب وشروع فى قتل، وهو ما يرجح فكرة هروبه من محافظته حتى لا يقع فى قبضة رجال الأمن، فتوجهت جهود رجال المباحث للبحث عن الأم، وبالفعل تمكنت الأجهزة الأمنية من الوصول إلى محل إقامة والدة الطفلين، التي تبين أنها متزوجة من شخص آخر، بعد انفصالها عن زوجها الأول الأب، والتى حضرت على الفور، وقامت باستلام محمد وحسناء، عقب أخذ تعهد عليها بأن تحسن رعايتهما، وعدم تركهما وإهمالهما مثلما حدث سابقا.