«السرية بدلا من التغطية العالمية».. كيف تعاملت «الآثار» مع تابوت الإسكندرية؟ 

تابوت الإسكندرية
تابوت الإسكندرية

«العشوائية أم التكتم» أيهما أوقع لما حدث في التغطية الإعلامية لوزارة الآثار، بخصوص حدث عالمي مثل اكتشاف أضخم تابوت في مقبرة فرعونية وهو «تابوت الإسكندرية».. أثارت هذه القضية استياء البعض من متابعي اكتشافات وزارة الآثار في عام 2018، حيث إنها لم تتعامل هذه المرة بـ«حرفية» و«إتقان» في استغلال هذا الكشف الأثري إعلامياً للترويج للسياحة المصرية

 

تحدث العالم بأكمله عن «تابوت الإسكندرية»، ولكن لم يأت أي من الإعلام العالمي لتغطية الحدث الكبير، ولكنه اعتمد على التصريحات الصحفية لمسئولي وزارة الآثار عقب الكشف الأثري، الذي اكتشف بالصدفة عندما قرر شخص استخراج رخصة لبناء عقار في منطقة سكنية عسكرية، وقامت الجهات المعنية بعمل مجسات للأرض قبل استخراج تصريح البناء لإثبات خلوها من الآثار، وكانت المفاجأة أنه تم العثور على رأس تمثال أثري، وبعد الاستمرار في الحفر تم التوصل إلى «التابوت الأسود»، الذي اشتبه في أول الأمر أنه يخص الإسكندر الأكبر، لضخامته، وثقل وزنه، حيث يزن 20 طناً، فهو مصمم من حجر الجرانيت. 

 

تصدر «تابوت الإسكندرية» قائمة البحث في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ولكن هذه المرة من الجانب الساخر من طريقة الاستخراج والتغطية الإعلامية، حيث تم منع الصحفيين من حضور فتح التابوت، فكيف يتم منع الإعلام من تغطية مثل هذا الحدث والترويج للسياحة والآثار معاً في كشف واحد، لوجود احتمالية أن يكون هذا التابوت هو الخطوة الأولى لاكتشاف مقبرة الإسكندر الأكبر. 

 


 

اكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون» من 100 عام

 

استرجع رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صوراً نادرة لاكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون» حيث حضرت وسائل إعلامية عالمية ومحلية فتح تلك المقبرة، بعد مرور 100 عام بين اكتشافها وقصة «التابوت الأسود»، مقارنين بينهما من ناحية أن الحدث كبير، ويهم العالم بأكمله، ولذا تم الإهمال في تغطيته. 

 

 

وسائل إعلام عالمية في كشف «ورشة تحنيط فرعونية»


وكانت وزارة الآثار، قد أعلنت هذا العام عن أكثر من كشف أثري، آخرهم ورشة تحنيط فرعونية داخل بئر على عمق 30 مترًا، وكانت وكالات الأنباء المحلية والعالمية حاضرة لكي تشهد هذا الكشف العظيم، وتم عمل جولات للصحفيين داخل المقبرة، لشرح ما وجد بالمقبرة والحديث عن ذلك للعالم بأكمله، علماً بأن هذا الورشة تم اكتشافها في شهر مايو الماضي، وتم تأجيل الإعلان عنها مراعاة للإعلاميين حيث تزامن شهر مايو بشهر رمضان الكريم. 

 

سبب منع التصوير

 

كانت السبب في منع الصحافة والإعلام من حضور تغطية فتح «التابوت الأسود» بالإسكندرية، هو وجوده في «منطقة عسكرية» يمنع فيها التصوير، ولكن عندما نسترجع نقل آخر العجلات الحربية للملك توت عنخ آمون من المتحف الحربي بالقلعة إلى المتحف المصري الكبير، نلاحظ نقلها بـ«زفة»، وتم دعوة وسائل الإعلام العالمية والمحلية لتغطية عملية النقل. 

 

نقل تمثال رمسيس الثاني على أنغام «تسلم الأيادي»

 

«سجادة حمراء».. «كاميرات».. «رجال مجتمع».. «وزراء».. كل هذه عناصر تواجدت في عملية نقل تمثال رمسيس الثاني بعد ترميمه إلى البهو العظيم في المتحف المصري الكبير، حيث حضرت وسائل إعلام عالمية ومحلية لتغطية الحدث الأهم بالنسبة لمصر، وهو نقل تمثال رمسيس إلى المتحف المصري الكبير ،وأتبعه مؤتمر صحفي لوزير الآثار د. خالد العناني، وتلاه كلمة لوزير الآثار الأسبق د. زاهي حواس، متحدثين للعالم عن أهم إنجاز حققته الوزارة في عام 2018. 

 

محتويات «التابوت الأسود»

 

وكانت وزارة الآثار، قد عثرت بداخل التابوت الأسود على ثلاثة هياكل عظمية، من المرجح أن تكون لعساكر أو ضباط قتلوا أثناء إحدى الحروب خلال العصر البطلمي أو اليوناني الروماني، لكن دون العثور على مومياء الإسكندر الأكبر.